للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

كتاب الطب

[جواز التداوي]

س: ما حكم التداوي من المرض؟

جـ: حكم التداوي الجواز والإباحة لحديث (تداووا فإن لكل داء دواء) (١).

س: هل قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم (تداووا عباد الله) دال على الوجوب؟

جـ: لا يدل على الوجوب بل يدل على الإذن والدليل على أن الرسول صبر على المرض الذي سببه السم الذي وضعته المرأة في ذراع الشاة وهوبلفظ (لما فتحت خيبر أهديت لرسول الله صلى الله عليه وسلم شاة فيه سم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اجمعوا لي من كان هاهنا من اليهود فجمعوا له فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم إني سائلكم عن شيء فهل أنتم صادقي عنه فقالوا نعم يا أبا القاسم فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم من أبوكم قالوا أبونا فلان فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم كذبتم بل أبوكم فلان فقالوا صدقت وبررت فقال هل أنتم صادقي عن شيء إن سألتكم عنه فقالوا نعم يا أبا القاسم وإن كذبناك عرفت كذبنا كما عرفته في أبينا قال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم من أهل النار فقالوا نكون فيها يسيرا ثم تخلفوننا فيها فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم اخسئوا فيها والله لا نخلفكم فيها أبدا ثم قال لهم فهل أنتم صادقي عن شيء إن سألتكم عنه قالوا نعم فقال هل جعلتم في هذه الشاة سما فقالوا نعم فقال ما حملكم على ذلك فقالوا أردنا إن كنت كذابا نستريح منك وإن كنت نبيا لم يضرك) (٢) وكذلك صبر بعض الصحابة مثل عمران بن حصين الذي كانت الملائكة تسلم عليه إلى أن تداوى فلم تسلم الملائكة عليه فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم (كان بك مرض وكنت تصبر وتحتسب ثم شكوت منه وتعالجت فتركت الملائكة) (٣).


(١) - سنن الترمذي: كتاب الطب: باب ما جاء في الدواء والحث عليه. حديث رقم (١٩٦١) بلفظ: (عن أسامة بن شريك قال قالت الأعراب يا رسول الله ألا نتداوى قال (نعم يا عباد الله تداووا فإن الله لم يضع داء إلا وضع له شفاء أو قال دواء إلا داء واحدا قالوا يا رسول الله وما هو قال الهرم) صححه الألباني في صحيح الجامع الصغير برقم (٢٩٣٠).
أخرجه أبو داود في الطب، وابن ماجة في الطب.
معاني الألفاظ: الهرم: الضعف بسبب الكبر و أمراض الشيخوخة.
(٢) - صحيح البخاري: كتاب الطب: باب ما يذكر في سم النبي صلى الله عليه وسلم. حديث رقم (٥٧٧٧) بلفظ (عن أبي هريرة أنه قال (لما فتحت خيبر أهديت لرسول الله صلى الله عليه وسلم شاة فيه سم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اجمعوا لي من كان هاهنا من اليهود فجمعوا له فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم إني سائلكم عن شيء فهل أنتم صادقي عنه فقالوا نعم يا أبا القاسم فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم من أبوكم قالوا أبونا فلان فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم كذبتم بل أبوكم فلان فقالوا صدقت وبررت فقال هل أنتم صادقي عن شيء إن سألتكم عنه فقالوا نعم يا أبا القاسم وإن كذبناك عرفت كذبنا كما عرفته في أبينا قال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم من أهل النار فقالوا نكون فيها يسيرا ثم تخلفوننا فيها فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم اخسئوا فيها والله لا نخلفكم فيها أبدا ثم قال لهم فهل أنتم صادقي عن شيء إن سألتكم عنه قالوا نعم فقال هل جعلتم في هذه الشاة سما فقالوا نعم فقال ما حملكم على ذلك فقالوا أردنا إن كنت كذابا نستريح منك وإن كنت نبيا لم يضرك).
أخرجه أحمد في باقي مسند المكثرين، والدارمي في المقدمة.
أطراف الحديث: الجزية، الطب.
معاني الألفاظ: بررت: أحسنت وقلت خيراً وحقاً.
(٣) - لم أجد له أصلا في الكتب التسعة.

<<  <  ج: ص:  >  >>