للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عظيم على صيامهم وأيضاً أجر أعظم للدال عليه، أجر صومه أولاً ثم أجر إرشادهم إلى الصوم لأن الدال على الخير كفاعله كمافي حديث (مَنْ دَلَّ عَلَى خَيْرٍ فَلَهُ مِثْلُ أَجرِ فَاعِلِهِ) (١) لكن الممنوع هو أن يقال بأن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يأمر الناس بالصوم قبل أن يخرجوا إلى المصلى لأداء صلاة الاستسقاء من غير أن يستند القائل إلى مصدر من مصادر السنة النبوية على صاحبها وعلى آله أفضل الصلاة والسلام، والمشروع أن يقول لهم أن الصوم خير موضوع أو أن الصوم من أفضل العبادات التي يتوسل المؤمن بها إلى الله سبحانه وتعالى قبل أن يخرج لأداء صلاة الاستسقاء، كما أن المشروع أن يتوب إلى الله من جميع الذنوب ويندم على ما قد عمل في الماضي ويعزم على عدم العود إلى أيِّ معصية في الزمن المستقبل ويحسن الظن بالله تعالى لقوله تعالى {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ} (٢) وقوله تعالى {وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ … عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ} (٣) ولقوله تعالى {إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ … ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ فَأُولَئِكَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا (١٧) وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الْآنَ وَلَا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا} (٤).

والخلاصة لما جاء في جوابي هذا ينحصر فيما يلي:

١ - الصوم خير موضوع فمن صام قبل أن يخرج لأداء صلاة الاستسقاء فله أجر ومن لم يصم فلا جناح عليه.

٢ - لم يرد حديث صحيح صريح في الأمر بالصوم قبل الاستسقاء ولكنه فعل حسن داخل في عموم الأدلة الدالة على أن الصوم من أفضل العبادات، والدين يسر والشريعة المحمدية سمحة.

س: هل تصح الصلاة خلف إمام يقرأ في الفرض الواحد بعدة قراءات أي يجمع بين أكثر من قراءة، وهل يصح أن نصلي بالقراءات في الفروض؟

جـ: لا مانع.

[جواز قراءة القرآن وقت نزول المطر]

س: البعض يقول أنه لا يجوز قراءة القرآن الكريم وفتح المصحف وقت نزول المطر، فهل هذا صحيح؟

جـ: لا تصدق لأن الأصل الجواز.


(١) صحيح مسلم: كتاب الإمارة: باب فضل إعانة الغازي في سبيل الله بمركوب وغيره وخلافة في أهله بخير. حديث رقم (١٨٩٣) بلفظ (عَنْ أَبِي مَسعُودٍ الْأَنْصَارِيِّ، قَالَ: جاءَ رَجلٌ إِلَى النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ: إِنِّي أُبْدِعَ بِي فَاحْمِلْنِي، فَقَالَ: مَا عِنْدِي، فَقَالَ رَجلٌ: يَا رَسولَ اللَّهِ أَنَا أَدُلُّهُ عَلَى مَنْ يَحْمِلُهُ، فَقَالَ رَسولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: مَنْ دَلَّ عَلَى خَيْرٍ فَلَهُ مِثْلُ أَجرِ فَاعِلِهِ).
أخرجه الترمذي في العلم عن رسول الله، وأبو داود في الأدب، وأحمد في مسند الشاميين، باقي مسند الأنصار.
معاني الألفاظ: أبدع بي: إنقطع بي السبيل إلى الموت.
(٢) - التحريم: (٨)
(٣) - الشورى: (٢٥)
(٤) - النساء: (١٨، ١٧)

<<  <  ج: ص:  >  >>