للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[المراد بالعلم الوارد في القرآن والسنة هو العلم الديني]

س: هل يأثم من يهمل ويتهاون في طلب العلم الآتي (الرياضيات، والإنجليزي، والعلوم) أم لا؟

جـ: جماهير العلماء يقولون أن المراد بالعلم الوارد في الكتاب والسنة هو العلم الديني لأن النبي صلى الله عليه وسلم ما بعث إلا ليعلم الناس العلم الديني لا الجغرافيا ولا الفيزياء لقوله تعالى {يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ} (١) ولحديث (مَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) (٢) وحديث (مَنْ يُرِدْ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ) (٣).

[كراهة طلب العلم من أجل الوظيفة]

س: كيف كان طلبكم للعلم وكيف وصلتم الى ما وصلتم إليه لأنني طالب علم؟ وبماذا تنصحني؟

جـ: بحسن النية، وطلبي للعلم هو أني طلبت العلم لأجل العلم ولأجل أعلم الناس لا لأجل الوظيفة ثم جاءت الوظيفة، ولا ينبغي لأحد أن يطلب العلم لأجل يقال له عالم أو لأجل أن يتوظف لحديث (إِنَّمَا الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ، وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى) وحديث (وَرَجُلٌ تَعَلَّمَ الْعِلْمَ وَعَلَّمَهُ وَقَرَأَ الْقُرْآنَ فَأُتِيَ بِهِ فَعَرَّفَهُ نِعَمَهُ فَعَرَفَهَا قَالَ: فَمَا عَمِلْتَ فِيهَا؟ قَالَ: تَعَلَّمْتُ الْعِلْمَ وَعَلَّمْتُهُ وَقَرَأْتُ فِيكَ الْقُرْآنَ، قَالَ: كَذَبْتَ وَلَكِنَّكَ تَعَلَّمْتَ الْعِلْمَ لِيُقَالَ عَالِمٌ، وَقَرَأْتَ الْقُرْآنَ لِيُقَالَ هُوَ قَارِئٌ فَقَدْ قِيلَ، ثُمَّ أُمِرَ بِهِ فَسُحِبَ عَلَى وَجْهِهِ حَتَّى أُلْقِيَ فِي النَّارِ) (٤).

[مشروعية التماس رضا الوالدين في التفرغ لطلب العلم الشرعي]

س: أنا أريد طلب العلم الشرعي ووالديَّ يريدان أن أتجند في الجيش فاستخرت الله فأطمئن قلبي لطلب العلم الشرعي ووالديَّ يرفضان ذلك؟

جـ: لا بد من رضا الأبوين.

[وجوب الإخلاص في طلب العلم والإكثار من مطالعة كتب التفسير والحديث والفقه]

س: أنا طالب علم فبماذا تنصحوني؟

جـ: أنصحك بكثرة الحفظ والمطالعة ليلاً ونهاراً والإخلاص في طلب العلم.


(١) - المجادلة: آية (١١)
(٢) - سنن ابن ماجه: سبق ذكره في هذا الباب من حديث كثير بن قيس رضي اللهه عنه برقم (١٨٣).
(٣) - صحيح البخاري: سبق ذكره في هذا الباب من حديث معاوية رضي الله عنه برقم (٦٩).
(٤) صحيح مسلم: كتاب الجهاد: باب من قاتل للرياء والسمعة استحق النار. حديث رقم (٤٩٠٠) بلفظ (عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ فَقَالَ لَهُ نَاتِلُ أَهْلِ الشَّامِ أَيُّهَا الشَّيْخُ حَدِّثْنَا حَدِيثًا سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ نَعَمْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ: إِنَّ أَوَّلَ النَّاسِ يُقْضَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَيْهِ رَجُلٌ اسْتُشْهِدَ، فَأُتِيَ بِهِ فَعَرَّفَهُ نِعَمَهُ فَعَرَفَهَا قَالَ: فَمَا عَمِلْتَ فِيهَا؟ قَالَ: قَاتَلْتُ فِيكَ حَتَّى اسْتُشْهِدْتُ، قَالَ: كَذَبْتَ، وَلَكِنَّكَ قَاتَلْتَ لِأَنْ يُقَالَ جَرِيءٌ فَقَدْ قِيلَ، ثُمَّ أُمِرَ بِهِ فَسُحِبَ عَلَى وَجْهِهِ حَتَّى أُلْقِيَ فِي النَّارِ، وَرَجُلٌ تَعَلَّمَ الْعِلْمَ وَعَلَّمَهُ وَقَرَأَ الْقُرْآنَ فَأُتِيَ بِهِ فَعَرَّفَهُ نِعَمَهُ فَعَرَفَهَا قَالَ: فَمَا عَمِلْتَ فِيهَا؟ قَالَ: تَعَلَّمْتُ الْعِلْمَ وَعَلَّمْتُهُ وَقَرَأْتُ فِيكَ الْقُرْآنَ، قَالَ: كَذَبْتَ وَلَكِنَّكَ تَعَلَّمْتَ الْعِلْمَ لِيُقَالَ عَالِمٌ، وَقَرَأْتَ الْقُرْآنَ لِيُقَالَ هُوَ قَارِئٌ فَقَدْ قِيلَ، ثُمَّ أُمِرَ بِهِ فَسُحِبَ عَلَى وَجْهِهِ حَتَّى أُلْقِيَ فِي النَّارِ، وَرَجُلٌ وَسَّعَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَعْطَاهُ مِنْ أَصْنَافِ الْمَالِ كُلِّهِ فَأُتِيَ بِهِ فَعَرَّفَهُ نِعَمَهُ فَعَرَفَهَا قَالَ: فَمَا عَمِلْتَ فِيهَا؟ قَالَ: مَا تَرَكْتُ مِنْ سَبِيلٍ تُحِبُّ أَنْ يُنْفَقَ فِيهَا إِلَّا أَنْفَقْتُ فِيهَا لَكَ، قَالَ: كَذَبْتَ، وَلَكِنَّكَ فَعَلْتَ لِيُقَالَ هُوَ جَوَادٌ فَقَدْ قِيلَ، ثُمَّ أُمِرَ بِهِ فَسُحِبَ عَلَى وَجْهِهِ ثُمَّ أُلْقِيَ فِي النَّارِ).
أخرجه الترمذي في الزهد عن رسول الله، والنسائي في الجهاد، وأحمد في باقي مسند المكثرين.
معاني الألفاظ: يقضي: يحكم. … الجود: المبالغة في الكرم.

<<  <  ج: ص:  >  >>