للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عقب الدفن التي يعود فيها روح الميت ليجيب عن سؤال الملكين وهما منكر ونكير كما جاءت تسميتهما في أحاديث أخرى وليس في هذا الحديث ما يدل على أن الميت يسمع قرع نعال كل من مر عليه من الأحياء في جميع الأوقات وفي جميع الحالات كما لا يخفى على من تأمل لفظ الحديث وسياقه.

والجواب على الفقرة الأخيرة مما جاء في السؤال: قد ورد في كتب السنة ما يدل عليه ولكن لا أدري هل هي صحيحة أم حسنة عند الحفاظ أم هي من الأحاديث الضعيفة التي لا يحتج بها المحققون وذلك كحديث ابن عباس رضي الله عنهما الذي أخرجه ابن عبد البر في التمهيد والاستذكار مرفوعاً إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (ما من أحد يمر بقبر أخيه المؤمن كان يعرفه في الدنيا فيسلم عليه إلا عرفه ورد عليه السلام) وقد قال السيوطي في كتاب شرح السطور بأن هذا الحديث قد صححه عبد الحق والله أعلم هل هو صحيح عند غير عبد الحق كما لا أدري أين نص عبد الحق على تصحيح هذا الحديث، والمسألة مهمة لا بد للاحتجاج على إثباتها من حديث صحيح أو حسن عند الحفاظ المختصين كما لا يخفى على من كان له معرفة بطرق الاحتجاج في المسائل المهمة ولا سيما مسائل عالم البرزخ مثل هذه المسألة التي يسأل السائل عنها، وقد ورد لهذا الحديث شواهد تدل على هذا المعنى وهي من نوع هذا الحديث من ناحية الصحة وعدمها أي لم نعرف صحة أسانيدها أو عدم صحتها وإنما تشككت في الحديث الذي نقل السيوطي عن عبد الحق بأنه صححه لأن المشهور بأن هذا الحديث ضعيف كما في روح المعاني للألوسي فإنه نقل عن ابن رجب أنه قال في هذا الحديث بأنه ضعيف بل منكر، ومن الأحاديث الواردة في هذا الموضوع مما لا أعرف صحته الحديث الذي ذكره السيوطي في شرح السطور المنسوب إلى الطبراني في الأوسط عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي -صلى الله عليه وسلم- مر على مصعب بن عمير حين رجع من أحد فوقف عليه وعلى أصحابه وقال (أشهد بأنكم أحياء عند الله فزوروهم وسلموا عليهم فالذي نفسي بيده لا يسلم عليهم أحد إلا ردوا عليه إلى يوم القيامة) ومن الأحاديث التي قد عرفت ضعفها الحديث الذي أخرجه الحاكم وصححه البيهقي عن أبي هريرة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه وقف على قبر مصعب بن عمير حين رجع من أحد فوقف عليه وعلى أصحابه فقال (أشهد بأنكم أحياء عند الله فزوروهم وسلموا عليهم فوالذي نفسي بيده لا يسلم عليهم أحد إلا ردوا عليه إلى يوم القيامة) فإنه غير صحيح وكون البيهقي قد أخرجه في دلائل النبوة لا يدل على الصحة ففي دلائل النبوة أحاديث غير صحيحة، وهكذا لا يدل على الصحة كون الحاكم قد أخرجه وصححه فإن تصحيح الحاكم غير معتبر كما قال الألوسي وغيره، وقد اعترض عليه الذهبي في عدة أحاديث غير صحيحة ومنها هذا الحديث بل لقد مال الذهبي إلى القول بوضعه وهو غلو والظاهر هو القول بضعفه لكونه معلولاً بالاضطراب والإرسال كما قال بن رجب رحمه الله، وعلى فرض أن هذا الحديث والذي قبله صحيحان فهما في مصعب بن عمير وغيره من شهداء أحد، ولايدخل في ضمنهم بقية الشهداءلأن لهم خصوصيات لا يشاركهم فيها غيرهم من الأموات كما صرحت به نصوص القرآن والسنة المطهرة على صاحبها أفضل الصلاة والسلام.

[ليس من السنة شد الرحال لزيارة قبور الأنبياء والصالحين]

س: هل يجوز شد الرحال لزيارة قبور الأنبياء والصالحين والدعاء لهم؟

جـ: الدعاء يجوز أن يدعو لهم من مكانه الذي هو فيه لقوله تعالى {وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ

<<  <  ج: ص:  >  >>