للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[تحريم لبس الحرير الخالص]

س: ما حكم لبس ثوب الحرير؟

جـ: يحرم على الإنسان لبس ثوب حرير خالص ولا سيما في الصلاة لحديث (نَهَانَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ نَشْرَبَ فِي آنِيَةِ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ، وَأَنْ نَأْكُلَ فِيهَا، وَعَنْ لُبْسِ الْحَرِيرِ وَالدِّيبَاجِ، وَأَنْ نَجْلِسَ عَلَيْهِ) (١).

[تحريم لبس الثوب المغصوب]

س: ما حكم لبس الثوب المغصوب؟

جـ: يحرم على الإنسان لبس الثوب المغصوب لا سيما في الصلاة لحديث (مَنْ اقْتَطَعَ حَقَّ امْرِئٍ مُسْلِمٍ بِيَمِينِهِ فَقَدْ أَوْجَبَ اللَّهُ لَهُ النَّارَ وَحَرَّمَ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: وَإِنْ كَانَ شَيْئًا يَسِيرًا يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: وَإِنْ قَضِيبًا مِنْ أَرَاكٍ) (٢).

[العمامة هي ما يعصب به الرأس]

س: كيف كان لباس الرأس في عهد الرسول -صلى الله عليه وسلم-؟

جـ: اعلم بأن الذي دلت عليه الأحاديث النبوية ومنها حديث (كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا اعْتَمَّ سَدَلَ عِمَامَتَهُ بَيْنَ كَتِفَيْهِ) (٣) والقصص التاريخية التي حكت لنا سير الصحابة رضي الله عنهم هو أن لباس الرأس في عهد النبي -صلى الله عليه وسلم- هو العمامة، وهي الثوب الذي يغطي الرأس ويلف عليه حتى يغطي الرأس كله سواءً كان لونه أبيضاً أم أسوداً أو أيَّ لون كان وسواءً كان فوق قلنسوةً أو فوق الرأس مباشرةً وكيفما كان هذا اللف على الرأس وعلى أيِّ صفة كانت هذه العمامة، فيدخل في مسمى العمامة كلما يغطي الرأس من الثياب الذي يلفه الناس فوق رؤوسهم مهما كانت صورة اللف ومهما كانت الألوان، فيشمل اسم العمامة ما يسمى الآن بالعمامة على اختلاف صفتها وما يسمى بـ (المشدة) وما يسمى بـ (الغترة) أو (السماطة) فالكل داخل في اسم العمامة، وأما غيرها من الثياب التي توضع بلا لف للثوب بل مجرد طرحه على الرأس فقط فلا أعلم هل كان معروفاً عند العرب في أيام الرسول -صلى الله عليه وسلم- أم أنه لم يوجد إلا بعد عصره -صلى الله عليه وسلم-.


(١) - صحيح البخاري: كتاب اللباس: باب افتراش الحرير. حديث رقم (٥٨٣٧) بلفظ (عَنْ حُذَيْفَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: نَهَانَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ نَشْرَبَ فِي آنِيَةِ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ، وَأَنْ نَأْكُلَ فِيهَا، وَعَنْ لُبْسِ الْحَرِيرِ وَالدِّيبَاجِ، وَأَنْ نَجْلِسَ عَلَيْهِ)
أخرجه مسلم في اللباس والزينة، والترمذي في الأشربة، والنسائي في الزينة، وأبوداود في الأشربة، وابن ماجة في الأشربة، وأحمد في باقي مسند الأنصار، والدارمي في الأشرتة.
أطراف الحديث: الأطعمة، الاشربة.
(٢) - صحيح مسلم: كتاب الأيمان: باب من اقتطع حق مسلم بيمين فاجرة بالنار. حديث رقم (١٩٦) بلفظ (عَنْ أَبِي أُمَامَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: مَنْ اقْتَطَعَ حَقَّ امْرِئٍ مُسْلِمٍ بِيَمِينِهِ فَقَدْ أَوْجَبَ اللَّهُ لَهُ النَّارَ وَحَرَّمَ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: وَإِنْ كَانَ شَيْئًا يَسِيرًا يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: وَإِنْ قَضِيبًا مِنْ أَرَاكٍ)
اخرجه النسائي في أداب القضاة، وابن ماجه في الأحكام، وأحمد في باقي مسند الأنصار، ومالك في الأقضية، والدارمي في البيوع.
لايوجد للحديث مكررات.
معاني الألفاظ: اقتطع: امتلك حق اخيه المسلم ظلما بالحلف الكاذب.
(٣) - سنن الترمذي: كتاب اللباس: باب في سدل العمامة بين الكتفين. حديث رقم (١٦٥٨) بلفظ (عَنْ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا اعْتَمَّ سَدَلَ عِمَامَتَهُ بَيْنَ كَتِفَيْهِ، قَالَ نَافِعٌ: وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ يَسْدِلُ عِمَامَتَهُ بَيْنَ كَتِفَيْهِ، قَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ وَرَأَيْتُ الْقَاسِمَ وَسَالِمًا يَفْعَلَانِ ذَلِكَ) صححه الألباني في صحيح الترمذي برقم (١٧٣٦).
انفرد به الترمذي.
معاني الألفاظ: سدل: أرسل وارخى.

<<  <  ج: ص:  >  >>