للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الباب السادس عشر: صلاة الاستسقاء]

[آداب الاستسقاء]

س: ما هي آداب صلاة الاستسقاء؟

جـ: التوبة والإخلاص والخروج إلى المصلى بخشوع وذكر وسكينة والدعاء والذكر والاستغفار، ويذكر في هذا المعنى قصة هي أن الخليفة (عبد الرحمن الناصر) الذي تولى على البلاد الأندلسية نصف قرن فلماسمع قاضي الجماعة (المنذر بن سعيد) أن الخليفة قد تاب إلى الله عزوجل قال: إذا خضع جبار الأرض رحمنا رب السماء وخرج يستسقى وأمر الناس بالخروج وقال لغلامه اخرج الممطره وكان الخليفه قد ترك سرير ملكه وبقي يتضرع إلى الله ويصوم ويذكر الله تعالى ويقول في دعائه (اللهم إن كنت أنا المذنب فلم تعذب الآخرين بذنوبي) فأمر القاضي (المنذر بن سعيد) بالممطرة أي بأن يحمل الثياب التي يلبسها الإنسان للوقاية من المطر ثقة من القاضي باستجابة الله تعالى ونزول المطر، وخرج إلى المصلى ليصلي بالناس صلاة الاستسقاء فصلى وخطب الناس ولم يغادروا المصلَّى إلا وقد نزل المطر لأن الوالي كان قد تاب توبة صادقة فتفاءل القاضي (المنذر بن سعيد) بالاستجابة لتوبة الوالي.

س: ما حكم الدعاء والاستغفار والتضرع إلى الله تعالى في صلاة الاستسقاء؟

جـ: أجمع العلماء على أن الدعاء والاستغفار والتصدق والتضرع إلى الله تعالى في الخروج إلى الاستسقاء سنة لحديث (خَرَجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْتَسْقِي، فَتَوَجَّهَ إِلَى الْقِبْلَةِ يَدْعُو وَحَوَّلَ رِدَاءَهُ، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ جَهَرَ فِيهِمَا بِالْقِرَاءَةِ) (١).

[سنية صلاة الاستسقاء]

س: ما حكم صلاة الاستسقاء؟

جـ: اتفق العلماء على أن صلاة الاستسقاء سنة لحديث (خَرَجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْتَسْقِي، فَتَوَجَّهَ إِلَى الْقِبْلَةِ يَدْعُو وَحَوَّلَ رِدَاءَهُ، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ جَهَرَ فِيهِمَا بِالْقِرَاءَةِ).

[سنية صلاة الاستسقاء في الخروج للاستسقاء]

س: هل صلاة الاستسقاء مشروعة في الخروج للاستسقاء؟

جـ: الجمهور من العلماء يقولون بأن صلاة الاستسقاء في الخروج للاستسقاء سنة، وخالف الحنفية فهم يقولون بأن المسنون في الخروج للاستسقاء هو الدعاء والاستغفار والتصدق والتضرع إلى الله تعالى، وأما الصلاة فليست مسنونة لأنه لم يثبت عند أبي حنفية حديث الخروج لصلاة الاستسقاء، ولكنه قد ثبت عند الآخرين ومن حفظ حجة على من لم يحفظ والمثبت مقدم على النافي وقد ثبتت أحاديث كثيرة أن النبي -صلى الله عليه وسلم- صلى في الجبانة


(١) صحيح البخاري: كتاب الاستسقاء: باب الجهر بالقرآءة في الاستسقاء. حديث رقم (١٠٢٤) بلفظ (عَنْ عَبَّادِ بْنِ تَمِيمٍ عَنْ عَمِّهِ، قَالَ: خَرَجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْتَسْقِي، فَتَوَجَّهَ إِلَى الْقِبْلَةِ يَدْعُو وَحَوَّلَ رِدَاءَهُ، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ جَهَرَ فِيهِمَا بِالْقِرَاءَةِ).
أخرجه مسلم في صلاةالاستسقاء، والترمذي في الجمعة، والنسائي في الاستسقاء، وأبو داود في الصلاة، وابن ماجة في إقامة الصلاة والسنة فيها، وأحمد في أول مسند المدنيين، ومالك في النداء للصلاة، والدارمي في الصلاة.
أطراف الحديث: الجمعة، الدعوات.

<<  <  ج: ص:  >  >>