للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

علم الله الِأزلي سابق لا سائق

س: رجل يدعي أنه من المتفقهين في الدين يقول لمن حوله إن الذي قد كتب عليه من أصحاب النار لن يدخل الجنة وإن تاب، وأن الذي قد كتب عليه من أصحاب الجنة سيكون من أصحاب الجنة ويدخلها؟

جـ: هذا الكلام المروي عن هذا الفقيه فيه إجمال أو قصور في تعبير السائل لأني لم أعرف ما هو المراد من هذا الكلام، فإن كان المراد أن الفقيه يقول إن من كان قد كتب في علم الله أنه من أهل النار فهو من أهل النار، ومن كان قد كتب في علم الله أنه من أهل الجنة فهو من أهل الجنة فلا مانع له من هذا الكلام لأنه قد ورد في الحديث الصحيح أن الله يكتب أجل المولود ورزقه وكونه شقيا أو سعيدا وهو في بطن أمه، وقال العلماء أن علم الله سابق لما سيقع من هذا المولود لا سائق له الى فعل الشر، والكلام حول هذا الموضوع طويل.

[تحريم تصديق ما يطلق عليه المنبه بكنز (الخبية) مدفون في مكان ما من الأرض]

س: زعم رجل أنه أتى اليه المنبه وقال له اذهب الى المكان الفلاني وحدد له هذا المكان وخذ الكنز منه بشرط أن تفقد أصبعك الوسطى لمدة ثلاث ليال، فهل يجوز له تصديق هذا المنبه؟

جـ: هذا لا يجوز.

[الورود على جهنم غير الدخول فيها]

س: بعض الناس يقول بأن كل الناس سيردون جهنم مستدلين على قولهم بقوله تعالى {وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا} (١) فهل معنى ذلك أن كل الناس سيردون جهنم؟

جـ: الورود غير الدخول فيها، والذين سيدخلون فيها هم العصاة، والذين سيردون هم الجميع، والخلاصة: أن الورود ليس هوالدخول.

[الإيمان تصديق بالجنان والإسلام عمل بالأركان]

س: أفيدونا ما هو الفرق بين المسلم والمؤمن؟

جـ: اعلم بأن الإسلام هو الخضوع والاستسلام والإيمان هو التصديق والاعتقاد الخالص فـ (عبد الله بن أبي) كان مسلماً في الظاهر وكافراً في الباطن، ولهذا سمي بالمنافق أو برئيس المنافقين قال عز من قائل: {قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ} (٢).


(١) - مريم: (٧١)
(٢) - الحجرات: آية (١٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>