البخاري أن عمار بن ياسر كان ينقل مع الصحابة اللبن في بناء مسجده ويقول وهو ينقل اللبن قول (عبدالله بن رواحة) رضي الله عنه،
هذا الحمال لا حمال خيبر … هذا أبر بناء وأطهر.
ويقول أيضا قول عبدالله بن رواحة:
اللهم إن الأجر أجر الآخرة … فارحم الأنصار المهاجرة.
وأصل البيت:
لا همَّ إن الأجر أجر الآخرة … فارحم الأنصار والمهاجرة
وقيل بأن البيتين لامرأة من الأنصار وبعد هذا البيت:
وعافهم من حر نار ساعرة … فإنها لكافر وكافرة
كما أخرج البخاري عن أبي سعيد قال كنا نحمل في بناء المسجد لبنة لبنة وعمار يحمل لبنتين لبنتين فرآه النبي صلى الله عليه وآله وسلم فجعل ينفث التراب عنه ويقول ويح عمارا يدعوهم إلى الجنة ويدعونه إلى النار وهوبلفظ (كُنَّا نَحْمِلُ لَبِنَةً لَبِنَةً، وَعَمَّارٌ لَبِنَتَيْنِ لَبِنَتَيْنِ، فَرَآهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَيَنْفُضُ التُّرَابَ عَنْهُ، وَيَقُولُ: وَيْحَ عَمَّارٍ تَقْتُلُهُ الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ يَدْعُوهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ وَيَدْعُونَهُ إِلَى النَّارِ، قَالَ يَقُولُ: عَمَّارٌ أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ الْفِتَن).
والخلاصة: هي أن قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم (كُنَّا نَحْمِلُ لَبِنَةً لَبِنَةً، وَعَمَّارٌ لَبِنَتَيْنِ لَبِنَتَيْنِ، فَرَآهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَيَنْفُضُ التُّرَابَ عَنْهُ، وَيَقُولُ: وَيْحَ عَمَّارٍ تَقْتُلُهُ الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ يَدْعُوهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ وَيَدْعُونَهُ إِلَى النَّارِ، قَالَ يَقُولُ: عَمَّارٌ أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ الْفِتَن) لم يكن يوم الخندق بل عند عمارة المسجد النبوي الشريف، وأن هذا الحديث من الأحاديث المتواترة عند الحفاظ وأن قتله كان في معركة (صفين) في إحدى المعارك الحربية التي جرت بين أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأصحابه وبين معاوية بن أبي سفيان وأصحابه من أهل الشام وسميت هذه المعارك بحرب صفين.
[س: يقول في السؤال الأول حديث (توسلوا بجاهي فإن جاهي عند الله عظيم)؟]
جـ: اعلم بأن حديث (توسلوا بجاهي فإن جاهي عند الله عظيم) ليس بحديث صحيح ولا حسن ولا ضعيف بل هو من الأحاديث (الموضوعة) على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ومثل حديث (إذا ضاقت عليكم الأمور فعليكم بأصحاب القبور) لا أصل له من الصحة بل هو من الأحاديث المكذوبة على الرسول المعصوم صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله.
س: وضحوا لنا صحة الأحاديث الآتية:
١) (تستغفر الأرض للابس السراويل).
٢) (ركعة بعمامة تعدل سبعين ركعة بدون عمامة) وهل ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم لبس عمامة سوداء.
٣) (عمر الدنيا سبعة آلاف سنة) هل هو صحيح أم لا؟
جـ: ١ - حديث (تستغفر الأرض للابس السراويل) غير صحيح ولم يرد عند الحفاظ والجدير بالذكر أن السراويل ليس جمع سروال كما يتوهمه بعض الناس أنه مفرد وجمعه سراويلات أي أن لفظة (سراويل) وزن جمع، والحال أنه مفرد ويطلق على واحد من السراويلات، أما إذا أراد الإنسان الجمع فيقول (السراويلات)، أما حديث (صلاة بعمامة تعدل سبعين صلاه بغير عمامة) فهو غير صحيح، وهكذا حديث (صلاة بعمامة تعدل سبعين صلاة بغير عمامة) وإنما من (الموضوعات) وقد ثبت أن الرسول صلى الله عليه وسلم (لبس عمامة سوداء) في حديث صحيح أخرجه مسلم بلفظ (أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ مَكَّةَ، وَقَالَ قُتَيْبَةُ دَخَلَ يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ وَعَلَيْهِ