للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الباب الرابع: صيام التطوع]

[صيام الست من شوال]

س: هل يشترط في صيام الست من شوال أن تكون عقيب رمضان؟ وأن تكون متوالية؟

جـ: لا يشترط أن يكون صيامها عقيب رمضان، ولا أن تكون متوالية.

س: ورد في الحديث أن (مَنْ صَامَ رَمَضَانَ ثُمَّ أَتْبَعَهُ سِتًّا مِنْ شَوَّالٍ كَانَ كَصِيَامِ الدَّهْرِ) (١) وورد في الحديث (لَا صَامَ مَنْ صَامَ الْأَبَدَ مَرَّتَيْنِ) (٢) كراهية صيام الدهر، فكيف يثاب على صيام ست من شوال عقيب صيام رمضان بثواب صيام الدهر ولا ثياب على صيام الدهر؟

جـ المراد المبالغة في ثواب صيام الست من شهرشوال وليس بحقيقة، مثله حديث النبي -صلى الله عليه وسلم- (فَإِنَّ عُمْرَةً فِي رَمَضَانَ تَقْضِي حَجَّةً أَوْ حَجَّةً مَعِي) (٣) ورواية مسلم بلفظ (فَإِذَا جَاءَ رَمَضَانُ فَاعْتَمِرِي، فَإِنَّ عُمْرَةً فِيهِ تَعْدِلُ حَجَّةً) (٤) فهي ليست بحجة حقيقية وإنما المراد المبالغة وإلاَّ فالعمرة في رمضان لا تسقط وجوب الحج، وهكذا قوله -صلى الله عليه وسلم- في الحديث (مَنْ صَامَ رَمَضَانَ ثُمَّ أَتْبَعَهُ سِتًّا مِنْ شَوَّالٍ كَانَ كَصِيَامِ الدَّهْرِ) فالمراد بالدهر في الحديث المبالغة لا الحقيقة.

س: على أيِّ أساس قلتم يا فضيلة الشيخ بأن العمرة في رمضان تعدل حجة فيما سواه مبالغة، وإن صيام رمضان


(١) - صحيح مسلم: كتاب الصيام: باب استحباب صوم ستة أيام من شوال اتباعا. حديث رقم (٢٧٥٠) بلفظ (عَنْ عُمَرَ بْنِ ثَابِتِ بْنِ الْحَارِثِ الْخَزْرَجِيِّ عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّهُ حَدَّثَهُ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَال: مَنْ صَامَ رَمَضَانَ ثُمَّ أَتْبَعَهُ سِتًّا مِنْ شَوَّالٍ كَانَ كَصِيَامِ الدَّهْرِ).
أخرجه الترمذي في الصوم، وأبو داود في الصوم، وابن ماجة في الصوم، وأحمد في باقي مسند الأنصار، والدارمي في الصوم.
(٢) - صحيح البخاري: كتاب الصوم: باب حق الأهل في الصوم. حديث رقم (١٨٤١) بلفظ (عَنْ ابْنِ جرَيْج سمِعْتُ عَطَاءً أَنَّ أَبَا الْعَبَّاس الشَّاعِرَ أَخْبَرَهُ أَنَّهُ سمِعَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قال: بَلَغَ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- أَنِّي أَسرُدُ الصَّوْمَ وَأُصَلِّي اللَّيْلَ فَإِمَّا أَرْسلَ إِلَيَّ وَإِمَّا لَقِيتُهُ، فَقَالَ: أَلَمْ أُخْبَرْ أَنَّكَ تَصُومُ وَلَا تُفْطِرُ وَتُصَلِّي؟! فَصُمْ وَأَفْطِرْ وَقُمْ وَنَمْ، فَإِنَّ لِعَيْنِكَ عَلَيْكَ حَظًّا، وَإِنَّ لِنَفْسكَ وَأَهْلِكَ عَلَيْكَ حَظًّا، قَالَ: إِنِّي لَأَقْوَى لِذَلِكَ، قَالَ: فَصُمْ صِيَامَ دَاوُدَ عَلَيْهِ السلَام، قَالَ: وَكَيْفَ؟ قَالَ: كَانَ يَصُومُ يَوْمًا وَيُفْطِرُ يَوْمًا وَلَا يَفِرُّ إِذَا لَاقَى، قَالَ: مَنْ لِي بِهَذِهِ يَا نَبِيَّ اللَّهِ؟ قَالَ عَطَاءٌ: لَا أَدْرِي كَيْفَ ذَكَرَ صِيَامَ الْأَبَدِ؟ قَالَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم-: لَا صَامَ مَنْ صَامَ الْأَبَدَ مَرَّتَيْنِ).
أخرجه مسلم في الصوم، والترمذي في الصوم عن رسول الله، والنسائي في قيام الليل وتطوع النهار، الصيام، وأبو داود في الصلاة، الصوم، وابن ماجة في إقامة الصلاة والسنة فيها، الصيام، وأحمد في مسند المكثرين من الصحابة، والدارمي في الصوم، فضائل القرآن.
أطراف الحديث: الجمعة، الصوم، أحاديث الأنبياء، فضائل القرآن، النكاح، الأدب، الإستئذان.
(٣) - صحيح البخاري: كتاب الحجـ: باب حج النساء. حديث رقم (١٧٣٠) بلفظ (عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: لَمَّا رَجَعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ حَجَّتِهِ قَالَ لِأُمِّ سِنَانٍ الْأَنْصَارِيَّةِ، مَا مَنَعَكِ مِنْ الْحَجِّ؟ قَالَتْ: أَبُو فُلَانٍ تَعْنِي زَوْجَهَا كَانَ لَهُ نَاضِحَانِ حَجَّ عَلَى أَحَدِهِمَا وَالْآخَرُ يَسْقِي أَرْضًا لَنَا، قَالَ: فَإِنَّ عُمْرَةً فِي رَمَضَانَ تَقْضِي حَجَّةً أَوْ حَجَّةً مَعِي).
أخرجه مسلم في الحج، والنسائي في الصيام، وأبو داود في المناسك، وابن ماجة في المناسك، وأحمد في ومن مسند بني هاشم، والدارمي في المناسك.
أطرا الحديث: الحج.
(٤) - صحيح مسلم: كتاب الحجـ: باب فضل العمرة في رمضان. حديث رقم (٢٣٠١) بلفظ (أَخْبَرَنِي عَطَاءٌ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ يُحَدِّثُنَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لِامْرَأَةٍ مِنْ الْأَنْصَارِ سَمَّاهَا ابْنُ عَبَّاسٍ فَنَسِيتُ اسْمَهَا، مَا مَنَعَكِ أَنْ تَحُجِّي مَعَنَا؟ قَالَتْ: لَمْ يَكُنْ لَنَا إِلَّا نَاضِحَانِ فَحَجَّ أَبُو وَلَدِهَا وَابْنُهَا عَلَى نَاضِحٍ وَتَرَكَ لَنَا نَاضِحًا نَنْضِحُ عَلَيْهِ، قَالَ: فَإِذَا جَاءَ رَمَضَانُ فَاعْتَمِرِي، فَإِنَّ عُمْرَةً فِيهِ تَعْدِلُ حَجَّةً)
أخرجه البخاري في الحج، والنسائي في الصيام، وأبوداود في المناسك، وابن ماجه في المناسك، وأحمد في ومن مسند بني هاشم، والدارمي في المناسك.
معاني الألفاظ: الناضح: مايستسقى عليه من الإبل.

<<  <  ج: ص:  >  >>