للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أولاً: غلط (القاري) في كتابه (المصنوع) و (الأسرار) حيث عد هذا الحديث من الأحاديث الموضوعة مغتراً بما جاء في (تخريج العراقي للإحياء) من عدم وجود هذا الحديث.

ثانياً: غلط (الشوكاني) في (الفوائد المجموعة) حيث عد هذا الحديث من الأحاديث الموضوعة مغتراً بكلام صاحب (مختصر تخريج الإحياء) الذي أفاد فيه أنه لم يجده.

ثالثاً: الحديث صحيح من حديث أبي هريرة عند أحمد في (المسند) و (الطبراني) في (الأوسط) ومن حديث سلمة بن نفيل عند (البيهقي) في (الأسماء والصفات) و (البزار) في (المسند) و (الطبراني) في (الكبير).

رابعاً: من أراد أن يبحث عما قيل في هذا الحديث فلا يغتر بما جاء في (المصنوع) أو (الأسرار) أو (الفوائد المجموعة) بل يراجع تعليقات (أبي غده) على (المصنوع) أو تعليقاته على (الأسرار) أو تعليقات (المعلمى) على (الفوائد) أو يراجع (مسند أحمد) أو (مجمع الزوائد).

خامساً: معنى هذا الحديث أني أجد تفريج الله عني في تنفيسه عن كربتي من قبل أهل اليمن.

سادساً: لم يخرج مسلم هذا الحديث وما جاء في بعض أجوبتي القديمة في هذا البرنامج من عزوى هذا الحديث إلى مسلم كان غلطاً مني صادراً على جهة السهو أو النسيان وإنما أخرج حديث (إِنِّي لَبِعُقْرِ حَوْضِي أَذُودُ النَّاسَ لِأَهْلِ الْيَمَنِ أَضْرِبُ بِعَصَايَ حَتَّى يَرْفَضَّ عَلَيْهِمْ) ثم إني بعد تحرير هذا الجواب اطلعت على كتاب (الأحاديث الضعيفة والموضوعة وأثرها السيئ في الأمة) للحافظ (الألباني) فوجدته قد قرر ضعف هذا الحديث، والله سبحانه وتعالى ولي الهداية والتوفيق وهو حسبي ونعم الوكيل وسبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم.

س: قرأت في كتاب هذا الحديث (إِنَّ الْأَشْعَرِيِّينَ إِذَا أَرْمَلُوا فِي الْغَزْوِ أَوْ قَلَّ طَعَامُ عِيَالِهِمْ بِالْمَدِينَةِ جَمَعُوا مَا كَانَ عِنْدَهُمْ فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ، ثُمَّ اقْتَسَمُوهُ بَيْنَهُمْ فِي إِنَاءٍ وَاحِدٍ بِالسَّوِيَّةِ، فَهُمْ مِنِّي وَأَنَا مِنْهُمْ) فهل هذا الحديث صحيح؟ وإذا كان صحيحاً فهل هو إشادة باليمنيين؟ وعرفونا ما هو معنى (متفق عليه) عند ختام أي حديث مروي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ومعنى أخرجه الشيخان وغيرهما، وهل هما المعتمدان أكثر من غيرهما في رواية الحديث الشريف؟

جـ: حديث (إِنَّ الْأَشْعَرِيِّينَ إِذَا أَرْمَلُوا فِي الْغَزْوِ أَوْ قَلَّ طَعَامُ عِيَالِهِمْ بِالْمَدِينَةِ جَمَعُوا مَا كَانَ عِنْدَهُمْ فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ، ثُمَّ اقْتَسَمُوهُ بَيْنَهُمْ فِي إِنَاءٍ وَاحِدٍ بِالسَّوِيَّةِ، فَهُمْ مِنِّي وَأَنَا مِنْهُمْ) (١) هو صحيح عند الحفاظ وهو مدح وثناء لقبيلة الأشاعرة المعروفة في تهامة اليمن والذين منهم أبو موسى الأشعري (عبد الله بن قيس) ومعنى قول المحدثين بعد أن يذكروا الحديث متفق عليه أي أنه أخرجه البخاري ومسلم وهما المرادان بقولهم أخرجه البخاري والبخاري هو الإمام الكبير (محمد إسماعيل البخاري) المتوفي سنة (٢٥٦) والإمام (مسلم بن الحجاج القشيري النيسابوري) المتوفى سنة (٢٦١) وقد قال الجماهير من المحدثين عن صحيح الإمام البخاري أنه أصح كتاب في الحديث، كما أنَّ صحيح مسلم في الدرجة الثانية بعد البخاري، كما اعترفوا للإمام مسلم بأن صحيحه أحسن من صحيح البخاري من ناحية الصناعة حتى قال قائلهم في المقارنة فيما بين الصحيحين:


(١) - صحيح البخاري: كتاب الشركة: باب الشركة في النهد والطعام والعروض. حديث رقم (٢٣٠٦) بلفظ (عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ الْأَشْعَرِيِّينَ إِذَا أَرْمَلُوا فِي الْغَزْوِ أَوْ قَلَّ طَعَامُ عِيَالِهِمْ بِالْمَدِينَةِ جَمَعُوا مَا كَانَ عِنْدَهُمْ فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ، ثُمَّ اقْتَسَمُوهُ بَيْنَهُمْ فِي إِنَاءٍ وَاحِدٍ بِالسَّوِيَّةِ، فَهُمْ مِنِّي وَأَنَا مِنْهُمْ).
أخرجه مسلم في فضائل الصحابة.
معاني الألفاظ: أرملوا: فني زادهم.

<<  <  ج: ص:  >  >>