للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عدم وجوده في عصر النبي -صلى الله عليه وسلم- ولا ما بعد عصر النبي -صلى الله عليه وسلم- ولا في عصرنا هذا فليطالع ما قاله (ابن القيم) في (المنار المنيف)، كما أن العلماء أختلفوا في كونه نبيا أو وليا فمن العلماء من قال بأنه نبي واحتج بأن موسى بن عمران تعلم منه ولا يتعلم النبي إلاّ من نبي مثله ولا سيما بأنه قد قال عنه ربنا {فَوَجَدَا عَبْدًا مِنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْمًا} (١) فالعلم اللدُّني لا يكون إلاَّ لنبي، واحتج من قال بأنه ولي بأنه لم يرد حديث صحيح يبين أنه نبي، وما استدل به القائلون بنبوته ليس فيها دلالة صريحة تدل على نبوته.

[سكان القارتين الأمريكتين مخاطبون برسالة الإسلام من تاريخ اكتشافهما فقط]

س: كيف كان إبلاغ النبي -صلى الله عليه وسلم- الدعوة سكان أهل أمريكا الأصليين لأن الرسول -صلى الله عليه وسلم- وسلم بلغ الرسالة إلى كافة الخلق من أنس وجان وحسب ما كلفه به الله -سبحانه وتعالى- والأمريكتين اكتشفت بعد وفاة النبي -صلى الله عليه وسلم-، فهل كان يوجد منهم في القارتين أم أنهم انتقلوا من القارات وهل وجدت القارات في عهده -صلى الله عليه وسلم-؟

جـ: القارة الأمريكية كانت مسكونة قبل أن يكتشفها (كريستوف كولمبس) وهم الذين سموا ساكنوها الهنود الحمر ولا زالوا الآن موجودين في البرازيل ولكنهم صاروا شرذمة قليلين، وقال بعض العلماء: بأن سكان الأمريكيتين مخاطبون بالعمل بحسب الرسالة المحمدية من تاريخ اكتشاف أمريكا إلى اليوم لا من قبل اكتشافها أي قبل حوالي خمسمائة عام والعلم عنده تعالى وحده.

[عدم صحة القول بإجبار (علي بن أبي طالب) -رضي الله عنه- بمبايعته لأبي بكر الصديق -رضي الله عنه-]

س: يدعي بعض الناس أن أمير المؤمنين (علي ابن أبي طالب) -رضي الله عنه- لم يبايع أبا بكر بالخلافة وإنما أخذت منه البيعة وهو يواري رسول الله في القبر وهدد بالقتل وهو في القبر إن لم يبايع أبا بكر، فبايعه بشماله وهو في هذه الحالة، فهل هذه القصة صحيحة أم أنها غير صحيحة؟

جـ: اعلم أن هذه القصة كذب وافتراء وليس لها أصل من الصحة عند العلماء لوجوه:

الأول: أنها غير مذكورة في كتب الحديث وكتب السير والتاريخ المشهورة ولا في الأمهات ولا في غيرها من كتب السنة ولا في الأسانيد والمعاجم وغيرها، وهكذا لم توجد في تاريخ (ابن جرير الطبري) ولا في تاريخ (ابن كثير) ولا (اليعقوبي) ولا (المسعودي) ولا (ابن خلدون) ولا غيرهم من المؤرخين المشهورين الذين اعتمد الناس على مؤلفاتهم، فأين الدليل على صحة من زعم أنها وقعت على هذه الصفة المذكورة في السؤال ومن الذي قالها.

الثاني: أن أبا بكر لم يكن حاضراً عند دفن النبي -صلى الله عليه وسلم-.

الثالث: أن من الحاضرين العباس عم النبي -صلى الله عليه وسلم- فهل كان العباس سيصبر على ما زعم هذا القائل من تهديد أبي بكر لأمير المؤمنين (علي ابن أبي طالب) بالسيف حتى يبايعه على الصفة المذكورة في هذا الاستفتاء كلا وألف كلا.

الرابع: أن أمير المؤمنين (عليا) كان المثل الأعلى في القوة والشجاعة تشهد له مواقفه العظيمة يوم هجرة النبي، ويوم بدر وأُحد والخندق وخيبر وحنين وغيرها من المشاهد العظيمة الدالة على شجاعته وإقدامه وقوته، فهل كان من المعقول أن يصبر على هذا التهديد المزعوم وهو ذلك البطل الصنديد الذي قال عنه الشاعر مصوراً شجاعته:


(١) - الكهف: (٦٥)

<<  <  ج: ص:  >  >>