للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

س: إذا كان هناك واليان كلاهما ظالمان أحدهما يستحل الأموال والآخر يستحل الفروج فمع من يقاتل المسلمون، وهل هناك قاعدة تنظم مثل هذا؟

جـ: يحارب مع من كان سينهب الأموال لأن نهب المال أخف من استحلال الفروج، ولأن استحلال الفروج يؤدي إلى خلط الأنساب والعياذ بالله من استحلال الفروج.

س: هل فرض العين لا يعينه إلا الأمام وإذا لم يوجد إمام كأيامنا هذه فمن يعين فرض العين؟

جـ: لا يشترط تعيين الإمام فبعض الناس كان يجاهد تطوعاً دون دعم من الإمام أو تعيين من الإمام في أيام الدولة الأموية والعباسية وإلى أيامنا هذه، فهؤلاء يوجبون على أنفسهم الجهاد ويذهبون للجهاد مثل الإمام حسن البنا وإخوانه في حرب تحرير فلسطين.

س: إذا كان هناك حاكم ظالم يعتقل العلماء، فهل يتعين على المسلمين جهاده أم لا؟

جـ: النبي -صلى الله عليه وسلم- أمرهم بالصبر وعدم الخروج على الظالم ما لم يظهر الكفر البواح مثل مصطفى كمال أتاتورك.

[وجوب طاعة القائد]

س: من المعلوم أن طاعة الأمير واجبة فإذا التقى الجيشان وحمي الوطيس وأصدر الأمير أوامره بالانسحاب، فهل تجب طاعته؟

جـ: نعم، إذا كان ينسحب الجيش إلى فئة أو إلى مكان عال أو إلى عند الماء إذا كان غير موجود فلا بأس، وإن قال لن نستطيع المقاومة سننهزم فلا يطيعون لأنه (لَا طَاعَةَ فِي مَعْصِيَةِ اللَّهِ، إِنَّمَا الطَّاعَةُ فِي الْمَعْرُوفِ) (١) وإذا قال لهم أنه انسحاب فني فلابأس إذا كان لمصلحة مثلما عمل خالد ابن الوليد في غزوة مؤتة.

س: الأمير قد يكون في الجيش أو في السفر أو في تنظيم العمل بعيداً عن البلاد، فهل تجب الطاعة للأمراء في هذه الجهات؟

جـ: منذ لحظة توزيع الجيش يصبح أفراد الجيش رعية لأمير الجيش منذ تأميره عليهم لأن الرسول صلى الله علية و سلم أمر الناس أن يطيعوا (أسامة بن زيد) (٢) ولما مات الرسول صلى الله علية و سلم فأمر أبو بكر أسامة أن يغادر المدينة إلى الجهاد، واستأذن الخليفة أبو بكر رضي الله عنه (أسامة بن زيد) في إبقاء عمر رضي الله عنه لأن الحل والعقد في أمور أفراد الجيش الذين في جيش أسامه لأسامة وأبو بكر خليفة المسلمين يستأذن (أسامه) قائد الجيش واستنئذانه دليل على أن طاعة قائد الجيش واجبة حتى ولو كان الجيش مازال


(١) - صحيح مسلم: كتاب الإمارة: باب وجوب طاعة الأمراء في غير معصية. حديث رقم (٤٧٤٢) بلفظ (عَنْ عَلِيٍّ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَ جَيْشًا، وَأَمَّرَ عَلَيْهِمْ رَجُلًا، فَأَوْقَدَ نَارًا، وَقَالَ: ادْخُلُوهَا، فَأَرَادَ نَاسٌ أَنْ يَدْخُلُوهَا، وَقَالَ الْآخَرُونَ: إِنَّا قَدْ فَرَرْنَا مِنْهَا، فَذُكِرَ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: لِلَّذِينَ أَرَادُوا أَنْ يَدْخُلُوهَا، لَوْ دَخَلْتُمُوهَا لَمْ تَزَالُوا فِيهَا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَقَالَ لِلْآخَرِينَ قَوْلًا حَسَنًا، وَقَال: لَا طَاعَةَ فِي مَعْصِيَةِ اللَّهِ، إِنَّمَا الطَّاعَةُ فِي الْمَعْرُوفِ)
أحرجه البخاري في المغازي، والنسائي في البيعة، وأ بوداود في الجهاد، وأحمد في مسند العشرة المبشرين بالجنة.
(٢) صحيح البخاري: كتاب المغازي: باب بعث النبي -صلى الله عليه وسلم- أسامة بن زيد رضي الله عنهما في مرضه الذي توفي فيه. حديث رقم (٤٤٦٨) بلفظ (عَنْ سَالِمٍ عَنْ أَبِيهِ اسْتَعْمَلَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- أُسَامَةَ فَقَالُوا: فِيهِ فَقَالَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم-: قَدْ بَلَغَنِي أَنَّكُمْ قُلْتُمْ فِي أُسَامَةَ وَإِنَّهُ أَحَبُّ النَّاسِ إِلَيَّ).
وحديث رقم (٤٤٦٩) بلفظ (عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- بَعَثَ بَعْثًا وَأَمَّرَ عَلَيْهِمْ أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ فَطَعَنَ النَّاسُ فِي إِمَارَتِهِ، فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ: إِنْ تَطْعَنُوا فِي إِمَارَتِهِ فَقَدْ كُنْتُمْ تَطْعَنُونَ فِي إِمَارَةِ أَبِيهِ مِنْ قَبْلُ، وَايْمُ اللَّهِ إِنْ كَانَ لَخَلِيقًا لِلْإِمَارَةِ، وَإِنْ كَانَ لَمِنْ أَحَبِّ النَّاسِ إِلَيَّ، وَإِنَّ هَذَا لَمِنْ أَحَبِّ النَّاسِ إِلَيَّ بَعْدَهُ)

<<  <  ج: ص:  >  >>