للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

س: هل توجد وظيفة رسمية شعبية دائمة في سدانة الكعبة؟

جـ: نعم، هي حجابة الكعبة خصَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- بها بني شيبة في يوم فتح مكة وقال: (خذوها خالدة تالدة لا ينزعها منكم إلا ظالم) (١) فهي في بني شيبة منذ ألف وأربعمائة سنة وهم من بني طلحة.

س: هل لحكام المملكة العربية السعودية سلطة في الحرم على (بني طلحة) الذين هم سدنة الكعبة؟

جـ: ليس لملوك المملكة العربية السعودية ولا كان لحكام الدولة العثمانية ولا لغيرهم سلطة على (بني طلحة) ومن قبل لم يكن ثَمَّ سلطة لا للدولة الأموية ولا العباسية ولا لغيرهم على (بني طلحة).

[لم يدخل النبي -صلى الله عليه وسلم- الكعبة في حجة الوداع خشية التأسي به]

س: هل دخل النبي -صلى الله عليه وسلم- الكعبة في حجة الوداع وصلى بها ركعتين؟

جـ: لم يثبت أن النبي -صلى الله عليه وسلم- دخل الكعبة في حجة الوداع خشية أن يتأسى به المسلمون في الحج ولا تتسع لهم الكعبة، ولكنه -صلى الله عليه وسلم- دخل الكعبة وصلى بها ركعتين في يوم فتح مكة كما في حديث (أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ الْكَعْبَةَ وَأُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ وَبِلَالٌ وَعُثْمَانُ بْنُ طَلْحَةَ الْحَجَبِيُّ فَأَغْلَقَهَا عَلَيْهِ وَمَكَثَ فِيهَا، فَسَأَلْتُ بِلَالًا حِينَ خَرَجَ، مَا صَنَعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: جَعَلَ عَمُودًا عَنْ يَسَارِهِ وَعَمُودًا عَنْ يَمِينِهِ وَثَلَاثَةَ أَعْمِدَةٍ وَرَاءَهُ وَكَانَ الْبَيْتُ يَوْمَئِذٍ عَلَى سِتَّةِ أَعْمِدَةٍ ثُمَّ صَلَّى) (٢) وحديث (أَصَلَّى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْكَعْبَةِ؟ قَالَ: نَعَمْ، رَكْعَتَيْنِ بَيْنَ السَّارِيَتَيْنِ اللَّتَيْنِ عَلَى يَسَارِهِ إِذَا دَخَلْتَ) (٣)، أما في حجة الوداع فإنه -صلى الله عليه وسلم- لم يدخل الكعبة خشية من التأسي به ويحصل بذلك حرج ومشقة للحجاج.

[جواز زيارة غار حراء من باب زيارة الآثار التاريخية]

س: ما رأيكم في زيارة غار حراء؟

جـ: من باب معرفة الآثار التاريخية لا بأس لا من باب الدّيانة والاعتقاد فيها.


(١) مجمع الزوائد للهيثمي: باب في أمر مكة من الأذان والحجابة وغير ذلك. بلفظ (عن ابن عباس قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- (خذوها يا بني طلحة خالدة تالدة لاينزعها منكم إلا ظالم) يعني حجابة الكعبة، وقال الهيثمي رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفيه عبد الله ابن المؤمل وثقه ابن حبان وقال يخطئ ووثقه ابن معين في رواية وضعفه جماعة.
(٢) - صحيح البخاري: كتاب الصلاة: باب الصلاة بين السواري في غير جماعة. حديث رقم (٤٧٥) بلفظ (عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ الْكَعْبَةَ وَأُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ وَبِلَالٌ وَعُثْمَانُ بْنُ طَلْحَةَ الْحَجَبِيُّ فَأَغْلَقَهَا عَلَيْهِ وَمَكَثَ فِيهَا، فَسَأَلْتُ بِلَالًا حِينَ خَرَجَ، مَا صَنَعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: جَعَلَ عَمُودًا عَنْ يَسَارِهِ وَعَمُودًا عَنْ يَمِينِهِ وَثَلَاثَةَ أَعْمِدَةٍ وَرَاءَهُ وَكَانَ الْبَيْتُ يَوْمَئِذٍ عَلَى سِتَّةِ أَعْمِدَةٍ ثُمَّ صَلَّى، وَقَالَ لَنَا إِسْمَاعِيلُ حَدَّثَنِي مَالِكٌ وَقَالَ عَمُودَيْنِ عَنْ يَمِينِهِ)
أخرجه مسلم في الحج، والترمذي في الحج، والنسائي في مناسك الحج، وأبوداود في المناسك، وأحمد في مسند المكثرين، ومالك في الحج، والدارمي في المناسك.
(٣) - صحيح البخاري: كتاب الصلاة: باب قول الله واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى. حديث رقم (٣٨٢) بلفظ (عَنْ سَيْفٍ يَعْنِي ابْنَ سُلَيْمَانَ قَالَ: سَمِعْتُ مُجَاهِدًا قَالَ: أُتِيَ ابْنُ عُمَرَ فَقِيلَ: لَهُ هَذَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ الْكَعْبَةَ فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ فَأَقْبَلْتُ وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ خَرَجَ وَأَجِدُ بِلَالًا قَائِمًا بَيْنَ الْبَابَيْنِ، فَسَأَلْتُ بِلَالًا فَقُلْتُ: أَصَلَّى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْكَعْبَةِ؟ قَالَ: نَعَمْ، رَكْعَتَيْنِ بَيْنَ السَّارِيَتَيْنِ اللَّتَيْنِ عَلَى يَسَارِهِ إِذَا دَخَلْتَ، ثُمَّ خَرَجَ فَصَلَّى فِي وَجْهِ الْكَعْبَةِ رَكْعَتَيْنِ)
أخرجه مسلم في الحج، والترمذي في الحج، والنسائي في مناسك الحج، وأبوداود في المناسك، وأحمد في مسند المكثرين، ومالك في الحج، والدارمي في المناسك.

<<  <  ج: ص:  >  >>