للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

جـ: لم يرد في كتب السنة من وجه صحيح مرفوع إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه أمر بالتكبير في أول خطبتي العيدين أو أنه كان يكبر في أول خطبه في العيدين، ومن ادعى بأنه ورد حديث مرفوع بطريقة متصلة من رواية العدل الضابط عن مثله بلا علة ولا شذوذ فعليه البرهان.

س: هل يصح أن يبدأ الخطيب يوم العيد بالتكبير؟

جـ: جرت العادة أن يبدأ الخطيب بالتكبير في خطبة العيد، وأما أن النبي -صلى الله عليه وسلم- فعله فلم يفعله ولم يرد بهذا حديث لا صحيح ولا حسن.

[السنة أن من يخطب بالناس يؤم المصلين]

س: هل يجوز للرجل أن يخطب بالناس ويجعل رجلاً آخر يؤم المصلين؟

جـ: جائز ولكنه خلاف الأفضل، الأفضل الذي كان عليه النبي -صلى الله عليه وسلم- والصحابة والتابعون أن الذي يخطب بالناس هو الذي يؤمّهم وهو المعمول به في سائر الديار الإسلامية خلافاً لأهل صنعاء.

س: إذا كان هناك خطيباً معلوماً وأراد أحد الناس الخطبة مع وجوده ودون إذنه، فهل يحق له ذلك؟

جـ: اعلم أنه لا يحق لأحد أن يخطب خطبتي الجمعة ويصلي بالناس ما دام الخطيب موجوداً، أما إذا لم يكن الخطيب موجوداً ودخل وقت صلاة الجمعة وحان وقت الخطبة فلا مانع لمن يحسن الخطابة أن يقوم خطيباً في الناس، وكذلك لا مانع لأيِّ رجل يريد الخطبة أن يخطب ما دام أن الخطيب قد أذن له.

[تحريم أخذ فلوس من المصلين على إمامة الصلاة]

س: يوجد رجل يؤمنا في الصلاة وخاصة صلاة الأعياد وما يؤديها حتى يستلم من كل رجل خمسة ريالات أجراً له؟

جـ: إذا صح أن إمام الصلاة هذا يأخذ على صلاته بالمؤتمين به من أهل القرية خمسة ريالات على كل رجل فهذا العمل غير مشروع وليس له حق في المطالبة بالخمسة الريالات ولا يحق لكم أن تشجعوه على هذا العمل المنافي لشخصية من كان يؤم الناس في الصلاة ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

[عدم جواز الصلاة خلف إمام يسمع صوته في الراديو أوالتلفزيون]

س: هل تصح الصلاة خلف الإمام الذي يقرأ في الراديو؟

جـ: مذهبي أنه لا تصح الصلاة خلف إمام الصلاة بواسطة الراديو لأنها ستفرق المسلمين.

[جواز الكلام أثناء خطبة العيد]

س: هل الكلام منهي عنه في خطبة العيد؟

جـ: لا، الكلام منهي عنه في خطبة الجمعة فقط لحديث (إِذَا قُلْتَ لِصَاحِبِكَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ أَنْصِتْ، وَالْإِمَامُ يَخْطُبُ فَقَدْ لَغَوْتَ) (١) وحديث (وَمَنْ قَالَ صَهٍ فَقَدْ تَكَلَّمَ، وَمَنْ تَكَلَّمَ فَلَا جُمُعَةَ لَهُ) (٢).


(١) - صحيح البخاري: سبق ذكره في هذا الباب من حديث أبي هريرة رضي الله عنه برقم (٩٣٣).
(٢) - مسند أحمد: كتاب العشرة المبشرين بالجنة: باب مسند على بن أبي طالب رضي الله عنه. حديث رقم (٦٨١) بلفظ (عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: إِذَا كَانَ يَوْمُ الْجُمُعَةِ خَرَجَ الشَّيَاطِينُ يُرَبِّثُونَ النَّاسَ إِلَى أَسْوَاقِهِمْ وَمَعَهُمْ الرَّايَاتُ، وَتَقْعُدُ الْمَلَائِكَةُ عَلَى أَبْوَابِ الْمَسَاجِدِ يَكْتُبُونَ النَّاسَ عَلَى قَدْرِ مَنَازِلِهِم، السَّابِقَ، وَالْمُصَلِّيَ، وَالَّذِي يَلِيهِ حَتَّى يَخْرُجَ الْإِمَامُ، فَمَنْ دَنَا مِنْ الْإِمَامِ فَأَنْصَتَ أَوْ اسْتَمَعَ وَلَمْ يَلْغُ كَانَ لَهُ كِفْلَانِ مِنْ الْأَجْر، وَمَنْ نَأَى عَنْهُ فَاسْتَمَعَ وَأَنْصَتَ وَلَمْ يَلْغُ كَانَ لَهُ كِفْلٌ مِنْ الْأَجْرِ، وَمَنْ دَنَا مِنْ الْإِمَامِ فَلَغَا وَلَمْ يُنْصِتْ وَلَمْ يَسْتَمِعْ كَانَ عَلَيْهِ كِفْلَانِ مِنْ الْوِزْر، وَمَنْ نَأَى عَنْهُ فَلَغَا وَلَمْ يُنْصِتْ وَلَمْ يَسْتَمِعْ كَانَ عَلَيْهِ كِفْلٌ مِنْ الْوِزْر، وَمَنْ قَالَ صَهٍ فَقَدْ تَكَلَّمَ، وَمَنْ تَكَلَّمَ فَلَا جُمُعَةَ لَهُ، ثُمَّ قَالَ: هَكَذَا سَمِعْتُ نَبِيَّكُمْ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ)
أخرجه أبوداود في الصلاة.
معاني الألفاظ: الربث: هو الأمر الذي يحبس الإنسان عن مهامة.

<<  <  ج: ص:  >  >>