للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

جـ: لا يجوز سبُّ المسلم أوالمسلمة أيَّ مسلم أومسلمة وبالأولى لا يجوز سبُّ الآباء والأمهات سواء كان الذي سيسبُّ أباه سيسبه سباًّ مباشراً أو كان سبباً حاملاً للغير على سبِّ أبيه مثل أن يسبَّ الرجل أبا رجل آخر فيكون سبباً في سبِّ الرجل الآخر أباه كما ورد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- في حديث (إن من أكبرِ الكبائر أن يَلعنَ الرجلُ والِدَيه، قيل يا رسول الله، وكيف يَلعَنُ الرجل والِدَيه؟ قال: يسُبُ الرجلُ أبا الرجل فيسبُّ أباه، ويسب أمَّه فيسب أمَّه).

[وجوب البر بالوالدين بحسب الإستطاعة]

س: رجل والده مريض في البلاد وهذا الرجل يريد أن يطيع والده ويخدمه ولكنه رب أسرة في صنعاء وهو الذي يصرف عليهم ويعولهم، فإن خرج الى البلاد سيضر بأسرته وأبنائه وإن جلس في صنعاء خاف أن يعق أباه علما بأن له أخوة في البلاد عند والده ووالده راض عنه، فما الذي يجب على الولد عمله ليخرج من حيرته؟

جـ: البر بالوالد يكون بحسب الإمكان وبقدر المستطاع ولاسيما وهو راض عنه لقوله تعالى {فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ} (١)، وخصوصا وهناك من الأولاد من يقوم بالواجب.

[استحباب زيارة الأرحام]

س: تزوجت قبل حوالي سبعة وعشرين عاماً ورغم مرور هذه السنين كلها لا زلت أتذكر ما كانت تعاملني به خالتي زوجة والدي من المعاملة القاسية والكيد والحقد الذي لا زال في قلبها حتى الآن، ولم تكتف بتلك المعاملة بل لقد تجرأت حالياً إلى أن حرَّمت على نفسها صورتي، وأنا امرأة يتيمة ليس لي إلا زوجي ووالدي الذي طالما أردت زيارته في بيته ولكن خالتي تقف بالمرصاد حقداً منها عليَّ بتحريم صورتي، ووالدي يفهم تلك المعاملة جداً ولكنه يتغاضى ولا يعطي موضوعي أيَّ أهمية كأنه لا يعنيه من الأمر شيء أفيدوني؟

جـ: اعلمي أن هذه المسألة تحتاج إلى توسط بعض أصدقاء والدك الذي أصبح لا حول له ولا قوة وأصبح الحل والعقد بيد زوجته إن صح ما جاء في السؤال، وإذا كانت زوجة والدك قد حرمت صورتك فوالدك لم يحرم صورتك وعلى زملاء والدك وأصحابه أن ينصحوه ألا يكون سلبياً إلى هذا الحد وألا يخضع لزوجته ويجاملها إلى حد أنها تحول بينه وبينك ويرشدونه إلى أنه يضغط على زوجته بأن تحايد ولا تكون معك ولا عليك، وإن لم يتمكن من الضغط عليها فليزرك إلى بيت زوجك رأس كل أسبوع أو الشهر أو أيِّ مناسبة لأن في الزيارة لك أجر عظيم له، وفي قطعها إثم عظيم إذا لم يكن يزرك إلى بيت زوجك، وهكذا من الممكن أن تتوسطي إلى زوجة أبيك بأقاربها أن ينصحوها ألا تحقد عليك على هذه الصفة وأن هذا الحقد ليس من صالحها وإنما يضرها في الدنيا والآخرة، وأنصح جميع الآباء ألا يبخلوا بالزيارة على بناتهم.

س: ما حكم عدم الذهاب إلى حفلات الأعراس من الأقارب التي توجد فيها غناء، وهل تعتبر قطيعة رحم مع العلم أن البعض منهم يغضبون منا إذا لم نذهب إلى أعراسهم؟

جـ: قطيعة الرحم حرام بالإجماع لقوله تعالى {فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ (٢٢) أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ} (٢) ولحديث (الرَّحِمُ شُجْنَةٌ مِنْ الرَّحْمَنِ فَمَنْ وَصَلَهَا وَصَلَهُ اللَّهُ، وَمَنْ قَطَعَهَا


(١) - التغابن: آية (١٦)
(٢) - محمد: آية (٢٣، ٢٢)

<<  <  ج: ص:  >  >>