للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والظاهر عندي هو أن عليه القضاء لأنه داخل في عموم قوله -صلى الله عليه وسلم- (فَدَيْنُ اللَّهِ أَحَقُّ أَنْ يُقْضَى) (١) وشارب الخمر تجزؤه صلاته وهي صحيحة إلا أنها غير مقبولة عند الله تعالى و قد ورد في الحديث (إن الله لا يقبل الصلاة من شارب الخمر) أي أنها قد أجزأته صلاته إن تاب إلى الله بحيث أنه ليس عليه قضاؤها عند توبته إلى الله أي أن شارب الخمر يكون عاصياً مرتكباً لجريمة كبيرة و صلاته صحيحة وتجزؤه وإن لم تكن مقبولة عند الله تعالى.

[كراهة مجالسة تارك الصلاة]

س: ما حكم مصاحبة المتهاون بالصلاة؟

ج لا ينبغي لمن كان من المصلين أن يجالس تارك الصلاة لوصفه بالكفرفي حديث (الْعَهْدُ الَّذِي بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ الصَّلَاةُ، فَمَنْ تَرَكَهَا فَقَدْ كَفَر) (٢) وحديث (إِنَّ بَيْنَ الرَّجُلِ وَبَيْنَ الشِّرْكِ وَالْكُفْرِ تَرْكَ الصَّلَاةِ) (٣)

[صحة صلاة من يطيل شعر رأسه تشبها بالكفار أو النساء]

س: ما حكم رجل يصلي ويربي شعر رأسه حتى يكون طويلا جدا وهل هذا من التشبه بالنساء أو الكفار؟

جـ: من يطول شعر رأسه تشبها بالكفار فهو آثم لحديث (مَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ) (٤)، ومن طول شعر رأسه تشبها بالنساء فهو آثم لحديث (لَعَنَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمُتَشَبِّهِينَ مِنْ الرِّجَالِ بِالنِّسَاءِ، وَالْمُتَشَبِّهَاتِ مِنْ النِّسَاءِ بِالرِّجَالِ) (٥) لكن صلاته صحيحة، لأن تربية الشعر وإطالته المحرمة لا تبطل الصلاة لأن مبطلات الصلاة معروفة وليس منها إطالة الشعر تشبها بالكفار أو النساء.

[مجاهدة الرياء بذكر الله عز وجل]

س: أنا رجل ملتزم والحمد لله أحافظ على الصلاة ولكني إذا كنت أصلي يدخلني نوع من أنواع الرياء على الرغم أني أريد وجه الله بها ولكن الشيطان يدخلني في الرياء، فما هو الحل؟

جـ: كافح الرياء بالتعوذ من الشيطان الرجيم وبالخشوع واذكر أنك أمام الله واعص الشيطان.

[استحباب الاكثار من تلاوة القرآن الكريم لمن هو مصاب بمرض الوسواس الخبيث]

س: عندما أصلي يأتيني وسواس خبيث جدا وفي كل شئون حياتي ليس في الصلاة فقط، بماذا تنصحونني؟


(١) - صحيح البخاري: كتاب الصوم: باب من مات وعليه صوم. حديث رقم (١٩٠٣) بلفظ (عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ أُمِّي مَاتَتْ وَعَلَيْهَا صَوْمُ شَهْرٍ أَفَأَقْضِيهِ عَنْهَا، قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: فَدَيْنُ اللَّهِ أَحَقُّ أَنْ يُقْضَى).
أخرجه مسلم في الصيام، والترمذي في الصوم، وأبوداود في الأيمان والنذور، وابن ماجة في الصيام، وأحمد في ومن مسند بني هاشم.
(٢) - سنن الترمذي: كتاب الإيمان: باب ما جاء في ترك الصلاة. حديث رقم (٢٦٢١) بلفظ (عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ: رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، الْعَهْدُ الَّذِي بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ الصَّلَاةُ، فَمَنْ تَرَكَهَا فَقَدْ كَفَرَ) صححه الألباني في صحيح سنن الترمذي بنفس الرقم.
أخرجه النسائي في الصلاة، وابن ماجة في إقامة الصلاة والسنة فيها، وأحمد في باقي مسند الأنصار.
(٣) - صحيح مسلم: كتاب الإيمان: باب ماجاء في ترك الصلاة. حديث رقم (٢٤٢) بلفظ (عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرًا يَقُولُ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: إِنَّ بَيْنَ الرَّجُلِ وَبَيْنَ الشِّرْكِ وَالْكُفْرِ تَرْكَ الصَّلَاةِ)
أخرجه الترمذي في الإيمان، والنسائي في السنة، وابن ماجة في إقامة الصلاة والسنة فيها، وأحمد في باقي مسند المكثرين، والدارمي في الصلاة.
(٤) - سنن أبي داود: كتاب اللباس: باب في لبس الشهرة. حديث رقم (٣٥١٢) بلفظ (عَنْ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ) قال عنه الألباني في صحيح أبي داود بأنه (حسن صحيح) برقم (٤٠٣١)
انفرد به
(٥) - صحيح البخاري: كتاب اللباس: باب المتشبهون بالنساء والمتشبهات بالرجال. حديث رقم (٥٤٢٥) بلفظ (عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: لَعَنَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمُتَشَبِّهِينَ مِنْ الرِّجَالِ بِالنِّسَاءِ، وَالْمُتَشَبِّهَاتِ مِنْ النِّسَاءِ بِالرِّجَالِ)
أخرجه الترمذي في الأدب، وأبوداود في الأدب، وابن ماجه في النكاح، وأحمد في ومن مسند بني هاشم، والدارمي في الاستئذان.

<<  <  ج: ص:  >  >>