للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[فضل الصبر وكتم الغيض]

س: أحياناً يحدث ظلم من بعض الدكاترة لبعض الطلاب مما يجعل الطالب يسبُّ ويشتم الدكتور ليس أمامه وإنما عند زملائه، فما الحكم؟ وبماذا تنصحوننا؟

جـ: الأفضل الصبر وكتم الغيظ فمن صبر ظفر ومن كتم الغيظ نجح وفاز والله مع الصابرين والكاظمين الغيظ لقوله تعالى {وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ} (١) وقوله تعالى {وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ} (٢) وقوله تعالى {وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} (٣) والحياة تحتاج إلى صبر ومن جزع ندم ومن صبر أفلح وفاز ونجح، ولا ينجح في الحياة إلا الصابر.

[تحريم مخالفة الشخص لما يأمر به وينهى عنه]

س: ما حكم من يأمر الناس بالصلاة والصيام والزكاة وعدم النفاق والكذب وأن جزاء من يفعل ذلك النار، وهو لم يفعل ذلك؟

جـ: يمقته الله أشد المقت كما في قوله تعالى {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ (٢) كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ} (٤) وقوله تعالى {أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ} (٥) والمقت: أشد الغضب.

س: خطر وعقوبة من يقول شيء ثم يفعل خلافه، ما عقوبة ذلك؟

جـ: يكون عليه إثم عظيم لقوله تعالى {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ (٢) كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ} وقوله تعالى {أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ} والمقت: أشد الغضب.

[وجوب الإكثار من العبادة في الخلوة وكثرة الدعاء والاستغفار]

س: ماذا يفعل من يخشى على نفسه النفاق؟

جـ: يكثر من العبادة في الخلوة ويدعو الله عز وجل كثيرا بالتوفيق وحسن الخاتمة ويكثر من الاستغفار لحديث (مَا الْإِحْسَانُ؟ قَالَ: أَنْ تَعْبُدَ اللَّهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ، فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ) (٦) وحديث (وَاللَّهِ إِنِّي لَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ وَأَتُوبُ


(١) - آل عمران: آية (١٤٦)
(٢) - الشورى: آية (٤٣)
(٣) - آل عمران: آية (١٣٤)
(٤) - الصف: آية (٣، ٢)
(٥) - البقرة: آية (٤٤)
(٦) - صحبح البخاري: كتاب الإيمان: باب سؤال جبريل. حديث رقم (٤٨) بلفظ (عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَارِزًا يَوْمًا لِلنَّاسِ فَأَتَاهُ جِبْرِيلُ فَقَالَ: مَا الْإِيمَانُ؟ قَالَ: الْإِيمَانُ أَنْ تُؤْمِنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَبِلِقَائِهِ وَرُسُلِهِ وَتُؤْمِنَ بِالْبَعْثِ، قَالَ: مَا الْإِسْلَامُ؟ قَالَ: الْإِسْلَامُ أَنْ تَعْبُدَ اللَّهَ وَلَا تُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَتُقِيمَ الصَّلَاةَ وَتُؤَدِّيَ الزَّكَاةَ الْمَفْرُوضَةَ وَتَصُومَ رَمَضَانَ، قَالَ: مَا الْإِحْسَانُ؟ قَالَ: أَنْ تَعْبُدَ اللَّهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ، فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ، قَالَ: مَتَى السَّاعَةُ؟ قَالَ: مَا الْمَسْئُولُ عَنْهَا بِأَعْلَمَ مِنْ السَّائِلِ، وَسَأُخْبِرُكَ عَنْ أَشْرَاطِهَا إِذَا وَلَدَتْ الْأَمَةُ رَبَّهَا، وَإِذَا تَطَاوَلَ رُعَاةُ الْإِبِلِ الْبُهْمُ فِي الْبُنْيَانِ فِي خَمْسٍ لَا يَعْلَمُهُنَّ إِلَّا اللَّهُ، ثُمَّ تَلَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ الْآيَةَ، ثُمَّ أَدْبَرَ فَقَالَ: رُدُّوهُ فَلَمْ يَرَوْا شَيْئًا، فَقَالَ هَذَا جِبْرِيلُ جَاءَ يُعَلِّمُ النَّاسَ دِينَهُمْ، قَالَ أَبُو عَبْد اللَّهِ جَعَلَ ذَلِك كُلَّهُ مِنْ الْإِيمَانِ)
أخرجه مسلم في الإيمان، والنسائي في الإيمان وشرائعه، وابن ماجه في المقدمة، وأحمد في باقي مسند المكثرين.
معاني الألفاظ: أشراطها: العلامات والدلائل على قرب القيامة.

<<  <  ج: ص:  >  >>