الكتاب ولا من السنة ولا من الإجماع ولا من أقوال أحد من الصحابة أو التابعين أو ممن جاء بعدهم من الأئمة المتبوعين ولا من أفعالهم فمن عمل ذلك العمل فهو مبتدع.
وخير الأمور السالفات على الهدى … وشر الأمور المحدثات البدائع
[تلقين الميت قبل دفنه بدعة]
س: هل تلقين الميت قبل دفنه بدعة أم أنه مشروع؟
جـ: من قال: إن التلقين بدعة قال عن حديث التلقين أنه لم يصح مرفوعا الى النبي صلى الله عليه وآله وسلم وإذا لم يصح فهو بدعة، ومن قال إنه ليس ببدعة قال إنه حديث ضعيف والحديث الضعيف يعمل به في فضائل الأعمال، والصحيح: أنه حديث ضعيف وأن الحديث الضعيف لا يعمل به في فضائل الأعمال إلا إذا كان داخلاً ضمن حديث صحيح عام، وممن ذهب الى تضعيف الحديث الخاص بالتلقين وعدم العمل بموجبه لكونه غير داخل في عموم أدلة صحيحة الحافظ ابن القيم في (زاد المعاد) و المقبلي في (المنار) والأمير الصنعاني في (سبل السلام) والألباني في (أحكام الجنائز وبدعها) في التعليقات الجياد، وفي الحلقة السادسة من سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة وأثرها السيء في الأمة وغيرهم.
[كيفية سؤال الملكين لمن لم يقبر وبقي في الثلاجة قبل دفنه]
س: من المعلوم شرعاً بأن الميت إذا أوسد في قبره جاءه ملكان يسألانه، فكيف يسأل الميت إذا بقي مدة في الثلاجة؟ هل يسأل في هذه الفترة أو أنه لا يسأل إلا إذا دفن في القبر؟
جـ: اعلم بأن الأحاديث الصحيحة قد دلت على أن الميت يسأل في قبره وأن الذي يسأله ملكان أحدهما اسمه (منكر) والآخر اسمه (نكير) وعلينا أن نؤمن بهذا ونقول آمنا بالله ولا نسأل عن التفاصيل التي لم يأت فيها حديث مرفوع إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-، وهكذا جاء في الحديث بأن السؤال يكون عقيب دفنه، ونتج عن هذا سؤال قديم هو عمن غرق في البحر وأكله الحوت أو من مات وهو راكب على سفينة وخشي الركَّاب من تغيره فغسلوه وكفنوه وألقوا به في البحر كما هو المنصوص عليه في كتب الفقه، أين يسأل؟ ومتى يسأل؟ وفي أيِّ وقت يسأل؟ وهكذا نشأ سؤال قديم عمن مات في الصحراء وأكلته السباع أو الطيور متى يسأل؟ وأين يسأل؟، وأخيراً بعد وجود الثلاجة جاء هذا السؤال وهو من مات في حادثة وأدخل الثلاجة إلى أن تعرف قضية موته، متى يسأل؟ وقد أجاب بعض العلماء على تلكم الأسئلة بأن من لم يدفن ممن بقي على وجه الأرض أو أكلته السباع أو غرق فأكله الحوت أو من مات فغسل وكفن وألقي في البحر أو غير هذا ممن لم يدفن في الأرض لا بد أن يُسألوا عقيب موتهم ويحجب الله أبصار المكلفين عن رؤية ذلك كما حجبها عن رؤية الملائكة والشياطين حتى قال بعضهم بأن الحياة ترد إلى المصلوب بعد موته ولا يشعر بذلك بنوآدم وأن الجو يضيق عليه كضمة القبر، وكذلك قالوا بأن من تفرقت أجزاء جسمه في بطون عدة من السباع أو الطيور فإن الله تعالى يخلق الحياة في بعضها أو كلها ويوجه السؤال عليها كما نص على ذلك إمام الحرمين (عبد الملك الجويني) رحمه الله، قال بعض العلماء معلقاً على هذا الكلام بأنه ليس بأبعد من الذر الذي أخرجه الله سبحانه من صلب آدم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى، هكذا قالوا حول من أكلته السباع أو الطيور أو الحوت أو صلب بعد موته ولم يتعرضوا للجواب عن السؤال عمن وضع بعد موته في الثلاجة مدة طويلة أو قصيرة متى يسأل؟ وربما يجيب على هذا السؤال بعض علماء العصر لأنه يحتمل أنه يسأل وهو في الثلاجة كما قالوا بأن المصلوب يسأل وهو على