للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

جـ: المضطر للعلاج يتعالج بالعقاقير الطبية القديمة أو بالعلاجات الطبية الحديثة أما الذي يذهب إلى المشعوذ (أو المقذي) أو (الذي يفتح الكتاب) فهو جانٍ على نفسه ومخطئٌ لأنه ألقى بماله وبدنه إلى التهلكة، كما أن المشعوذ آثم وظالم للمريض ولنفسه أيضاً حيث أنه يأكل أموال الناس بالباطل هذا إذا لم يكن المشعوذ قد أضر بصحة المريض، أما إذا قدأضر بصحة المريض فهو ضامن كما جاء في الحديث (مَنْ تَطَبَّبَ وَلَمْ يُعْلَمْ مِنْهُ طِبٌّ قَبْلَ ذَلِكَ فَهُوَ ضَامِنٌ) (١) الذي أخرجه الترمذي.

[تحريم التطير]

س: ما معنى الطيرة؟ وما حكمه؟

جـ: الطيرة هي التشاؤم بالطيور كالغراب أو البومة أو الرجل الأعور أو نحوه وحكمه حرام والتطير حرام ولا يجوز وقدحذر الرسول صلى الله عليه وسلم من التطير في (وَمِنَّا رِجَالٌ يَتَطَيَّرُونَ، قَالَ: ذَاكَ شَيْءٌ يَجِدُونَهُ فِي صُدُورِهِمْ فَلَا يَصُدَّنَّهُمْ) (٢).

تحريم قتل الأطفال الذين يولدون مشوًهين

س: أطباء المستشفى الذي نعمل فيه يجوِّزون قتل الأطفال الذين يولدون مشوًهين وذلك بمنعهم من الطعام من أجل ألَّا يكونوا عبئاً على الأسرة وهناك من يرى خطأ ذلك ويحتج بقوله عز وجل {وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ} (٣) وقوله أيضاً {وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ} (٤) ثم يسأل ما هو الرأي الصواب في هذه المسألة؟

جـ: هذا حرام وهو قتل نفس محترمه وهو أيضاً كبيرة من الكبائر الوارد الوعيد عليها في الكتاب والسنة والإجماع. قال تعالى: {وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا} (٥) وقال تعالى {مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ


(١) - سنن النسائي: كتاب القسامة: باب صفة شبه العمد وعلى من دية الأجنة وشبه العمد. حديث رقم (٤٧٤٨) بلفظ (: عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ تَطَبَّبَ وَلَمْ يُعْلَمْ مِنْهُ طِبٌّ قَبْلَ ذَلِكَ فَهُوَ ضَامِنٌ) حسنه الألباني في صحيح سنن النسائي برقم (٤٨٤٥).
أخرجه أبو داود في الديات، وابن ماجة في الطب.
معاني الألفاط: تطبب: تكلف في الطب وهو لا يعلمه.
(٢) - صحيح مسلم: كتاب المساجد ومواضع الصلاة: باب كراهية الصلاة بحضرة الطعام الذي يريد أكله. حديث رقم (١٢٤٦) بلفظ (عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ الْحَكَمِ السُّلَمِيِّ، قَال: بَيْنَا أَنَا أُصَلِّي مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إِذْ عَطَسَ رَجُلٌ مِنْ الْقَوْمِ، فَقُلْتُ: يَرْحَمُكَ اللَّهُ، فَرَمَانِي الْقَوْمُ بِأَبْصَارِهِمْ، فَقُلْتُ: وَا ثُكْلَ أُمِّيَاهْ! مَا شَأْنُكُمْ تَنْظُرُونَ إِلَيَّ؟! فَجَعَلُوا يَضْرِبُونَ بِأَيْدِيهِمْ عَلَى أَفْخَاذِهِمْ، فَلَمَّا رَأَيْتُهُمْ يُصَمِّتُونَنِي، لَكِنِّي سَكَتُّ، فَلَمَّا صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَبِأَبِي هُوَ وَأُمِّي، مَا رَأَيْتُ مُعَلِّمًا قَبْلَهُ وَلَا بَعْدَهُ أَحْسَنَ تَعْلِيمًا مِنْهُ، فَوَاللَّهِ مَا كَهَرَنِي، وَلَا ضَرَبَنِي، وَلَا شَتَمَنِي، قَالَ: إِنَّ هَذِهِ الصَّلَاةَ لَا يَصْلُحُ فِيهَا شَيْءٌ مِنْ كَلَامِ النَّاسِ، إِنَّمَا هُوَ التَّسْبِيحُ، وَالتَّكْبِيرُ، وَقِرَاءَةُ الْقُرْآنِ، أَوْ كَمَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي حَدِيثُ عَهْدٍ بِجَاهِلِيَّةٍ، وَقَدْ جَاءَ اللَّهُ بِالْإِسْلَامِ، وَإِنَّ مِنَّا رِجَالًا يَأْتُونَ الْكُهَّانَ، قَالَ: فَلَا تَأْتِهِمْ، قَالَ: وَمِنَّا رِجَالٌ يَتَطَيَّرُونَ، قَالَ: ذَاكَ شَيْءٌ يَجِدُونَهُ فِي صُدُورِهِمْ فَلَا يَصُدَّنَّهُمْ).
أخرجه النسائي في السهو، وأبوداود في الصلاة، وأحمد في باقي مسند الأنصار، والدارمي في الصلاة.
أطراف الحد يث: السلام.
معاني الألفاظ: كهرني: زجرني وعبس في وجهي. الكاهن: كاذب يدعي معرفة الأسرار ومستقبل الزمان. الطيرة: التشاؤم الذي يصد صاحبه عن العمل. يخطون: نوع من الكهانة، يزعمون معرفة الغيب باستخدام الرمل. … صك: ضرب.
(٣) - سورة الأنعام: آية (١٥١).
(٤) - سورة التكوير: آية (٨، ٩).
(٥) - سورة النساء: آية (٩٣)

<<  <  ج: ص:  >  >>