الكتب المؤلفة في الأحاديث المشهورة الدارجة على الألسنة أو في الأحاديث الموضوعة وذلك مثل الشيخ (محمد ناصر الدين الألباني) في كتابه المشهور الذي ألفه في آداب الزفاف والأستاذ (عبدالحميد طهماز) في كتابه المشهور السيدة عائشة أم المؤمنين والشيخ (عبدالفتاح أبو غدة) في تعليقاته على المنار المنيف وعلى كتاب المصنوع في الحديث الموضوع والأستاذ (سعيد الأفغاني) في تعليقاته على كتاب الإجابة والشيخ (خليل الميس) في تعليقاته على أسنى المطالب وعلى كتاب الدرر المنتثرة، و (محمد إسحاق السلفي) في تعليقاته على كتاب الغماز للمسهوري والشيخ (محمد السعيد) في تعليقاته على الأسرار المرفوعة وغيرهم من الحفاظ الذين نصوا على عدم وجود هذا الحديث في كتب السنة أو أقروا من نفي وجوده على نفيه وجوده في كتب الحديث أو صرحوا بعدم وقوفهم على هذا الحديث أو اقروا من صرح بعدم وقوفه ولم يتعقبوه أو ينقدوه بل سكتوا عنه سكوتاً يدل ضمناً على الموافقة والتأييد، وبناء على ما قلته آنفاً فهذا الحديث لا اصل له بشهادة هؤلاء الحفاظ الكبار وهم (ابن القيم) و (الذهبي) و (المزي) و (ابن كثير) و (الزركشي) والعسقلاني و (السخاوي) و (السيوطي) و (الديبع) و (العجلوني) و (القاري) و (الشوكاني) و (الحوت البيروتي) و (محمد بشير ظافر الأزهري) و (الألباني) و (أبو غدة) و (طهماز) و (الأفغاني) و (خليل الميس) و (محمد السعيد) وغيرهم.
ولكن قد جاء في فضل عائشة رضي الله عنها أحاديث أخرى كما أنه لا ينكر أحد كثرة روايتها للأحاديث النبوية وحفظها وعلمها وفقهها وذكائها وفتاواها واستدراكاتها على الصحابة في بعض المسائل الدينية مما ذكرها (الزركشي) في روضة الإجابة فيما استدركته عائشة على الصحابة وغيرها من المسائل المذكورة في كتب الفقه وشروح كتب السنة النبوية المطهرة على صاحبها وعلى آله أفضل الصلاة والسلام، وهكذا أقول في حديث شفاعة حافظ القرآن لعشرة لأهل بيته الحديث أخرجه الترمذي بلفظ (من قرأ القرآن فاستظهره وحل حلاله وحرم حرامه ادخله الله الجنة وشفعه في عشرة من أهل بيته كلهم قد وجبت لهم النار) قال الترمذي هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه وليس له إسناد صحيح (وحفص بن سليمان كوفي ضعيف) وكذلك في سنده (كثير بن زاده) وهو ضعيف أيضا ولكن قد جاء في فضل القرآن وفي فضل تلاوته أحادث صحيحة مدونه في كتب السنة المحمدية على صاحبها وعلى آله أفضل الصلاة والسلام والله والهداية والتوفيق.
س: ما قولكم في حديث (سيكذب عليَّ فمن كذب عليَّ متعمداً فليتبوأ مقعده من النار) هل هو صحيح أم لا؟
جـ: حديث (سيكذب عليَّ من بعدي) ليس له أصل في كتب السنة النبوية المطهرة على صاحبها وعلى آله أفضل الصلاة والسلام ولا أخرجه أحد من المحدثين الذي جمعوا أحاديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لا البخاري ولا مسلم ولا أهل السنن ولا مالك في الموطأ ولا أحد من أهل المعاجم أو المسندات أو غيرهم لا بسند صحيح ولا حسن ولا ضعيف لا عن أحد من الصحابة أوالتابعين عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ولا على أحد من رواة الحديث ممن جاء بعد الصحابة أو التابعين رضي الله عنهم جميعاً وإنما جاء في بعض كتب الأصول التي ألفها علماء أصوليون ولكنهم غير محدثين كـ (البيضاوي) و (السبكي) ومن تبعهما ممن ألف في الأصول من المتأخرين كـ (الطبري)(وهو أحد علماء اليمن الذين عاشوا في النصف الثاني من القرن الحادي عشر) في شرحه على متن الكافل لـ (ابن بهران) رحمهم الله جميعاً، ولا عجب من ذكر هذا الحديث في بعض كتب الأصول التي لم يكن مؤلفوها من المتخصصين في الحديث وإنما العجب من الحافظ (ابن كثير) الذي ذكره في كتابه الباعث الحثيث وهو في علم أصول الحديث، ومن العلامة (الطيبي) الذي ذكره في الخلاصة وهي في علم أصول الحديث وتبعهما الحافظ (اللكنوي) أحد علماء الهند المتأخرين المتخصصين في علم الحديث فقد ذكر هذا الحديث في كتابه (الأجوبة الفاضلة على الأسئلة العشرة الكاملة) وهكذا الحافظ (الشوكاني) الذي زاد على من