للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[جواز سماع الأشياء المباحة والبرامج الدينية في التلفزيون أو الراديو]

س: هل يجوز لي مشاهدة التلفزيون أو سماع الراديو؟

جـ: لا مانع إذا كانت المشاهدة لشيء مباح أو مشروع.

[تحريم اليانصيب والسهرات المشبوهة ومحلات الفساد]

س: ما قول العلماء فيما بدأ ينتشر هذه الأيام في بلدنا من مسابقات يدفع الشخص مثلاً مائة ريال لكي يستلم فيما بعد عند السحب ألف دولار على سبيل الحظ فيما يسمى (اليانصيب) وكذلك الإعلانات عن بعض السهرات والحفلات مع بعض الفرق الموسيقية أو في متابعة بعض الأفلام أو المسرحيات التي تحتوي على مخالفات للشرع والتي صارت تقام في بعض الصالات وبعض المحلات، ويروج لها بصورة ملفتة بغرض تدمير القيم والأخلاق، وتهيئة الظروف لتطبيع الناس على الفساد بمختلف صوره حتى يتسنى في نهاية المطاف تمرير مخططات التطبيع مع أعداء الإسلام، وفي مقدمتهم اليهود -لا قدر الله- في سائر بلاد المسلمين؟

جـ: انتشار المخالفات الواردة في السؤال من المعاصي الوافدة التي تضاف إلى المعاصي السابقة وهي تنذر بالمزيد من عذاب الله، والمزيد من التمكين لأعداء الإسلام من الكافرين والمنافقين، و (اليانصيب) هو الميسر وهو قرين الخمر والأنصاب الأزلام في التحريم، وقد حرَّم القرآن كل ذلك بأبلغ صيغ التحريم وهي الأمر بالاجتناب، ويعني ذلك عدم المقاربة فضلاً عن المباشرة كما قال تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (٩٠) إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ} (١)، وأنواع الموسيقى والأفلام والمسرحيات المشبوهة تحتوي على فساد وإفساد وضلال وإضلال، ومثل ذلك يندرج تحت قوله تعالى {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ (٦) وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا وَلَّى مُسْتَكْبِرًا كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْهَا كَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِ وَقْرًا فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ} (٢)، ويجب على كل مسلم مقاطعة المحلات التي تقوم بنشرذلك، وعدم التعامل معها في كل ما من شأنه إعانتها على نشر المنكر كالتوظف معها، أو نشر إعلاناتها أو طبعها أو السماح لها باستئجار الأماكن، أو تقديم أيِّ نوع من أنواع الخدمات لها فإن كل ذلك حرام والله يقول {وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ

اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} (٣) وعلى أقسام الشرطة والنيابات والقضاء القيام بواجباتهم في إزالة هذه المنكرات وغيرها كـ (محلات الأتاري ومحلات الترويج للأشرطة الماجنة مسموعة ومرئية، ومحلات الترويج للقنوات المشفرة) التي تحمل الوباء الخطير، والشر المستطير، وسيسألهم الله عن ذلك (أَلَا كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، فَالْإِمَامُ الَّذِي عَلَى النَّاسِ رَاعٍ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ) (٤) وقدقال الله تعالى {الَّذِينَ إِنْ … مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ


(١) - المائدة: (٩٠).
(٢) - سورة لقمان: (٦).
(٣) المائدة: (٢).
(٤) - صحيح البخاري: كتاب الأحكام: باب قول الله تعالى أطيعوا الله وأطيعوا الرسول. حديث رقم (٧١٣٨) بلفظ (عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: أَلَا كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، فَالْإِمَامُ الَّذِي عَلَى النَّاسِ رَاعٍ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ عَلَى أَهْلِ بَيْتِ زَوْجِهَا وَوَلَدِهِ وَهِيَ مَسْئُولَةٌ عَنْهُمْ، وَعَبْدُ الرَّجُلِ رَاعٍ عَلَى مَالِ سَيِّدِهِ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْهُ، أَلَا فَكُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ)
أخرجه مسلم في الإمارة، والترمذي في الجهاد، وأبوداود في الخراج والإمارة والفيء، وأحمد في مسند المكثرين.
أطراف الحديث: الجمعة، العتق.

<<  <  ج: ص:  >  >>