للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يَسْجُدْ، وَقَرَأَ قِرَاءَةً طَوِيلَةً هِيَ أَدْنَى مِنْ الْقِرَاءَةِ الْأُولَى، ثُمَّ كَبَّرَ وَرَكَعَ رُكُوعًا طَوِيلًا وَهُوَ أَدْنَى مِنْ الرُّكُوعِ الْأَوَّلِ، ثُمَّ قَالَ: سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ، ثُمَّ سَجَدَ، ثُمَّ قَالَ فِي الرَّكْعَةِ الْآخِرَةِ مِثْلَ ذَلِكَ فَاسْتَكْمَلَ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ فِي أَرْبَعِ سَجَدَاتٍ، وَانْجَلَتْ الشَّمْسُ قَبْلَ أَنْ يَنْصَرِفَ، ثُمَّ قَامَ فَأَثْنَى عَلَى اللَّهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ، ثُمَّ قَالَ: هُمَا آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ لَا يَخْسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلَا لِحَيَاتِهِ، فَإِذَا رَأَيْتُمُوهُمَا فَافْزَعُوا إِلَى الصَّلَاةِ) (١)، والغريب اختلاف الروايات في عدد الركوعات في صلاة الكسوفين.

[عدم مشروعية صلاة الكسوف لغير الكسوفين]

س: هل تشرع صلاة الكسوف عند حدوث زلازل أو براكين أو عواصف أو فيضانات قياساً على صلاة الكسوف؟

جـ: الظاهر أنها لم تشرع إلا عند الكسوفين لعدم ورود دليل يدل على ذلك والصلاة لا بد فها من دليل، في صنعاء عند حدوث مثل هذه الحوادث يأتي الناس بدعاء قوم نبي الله (يونس) وهو (يا حي لا حي يا حي تحيي الموتى يا حي لا إله إلا أنت) هذا الدعاء مما ينبغي للإنسان أن يدعو به لأن الله فرج عن قوم يونس الكربة ووقفت الرياح والعواصف والعذاب عنهم، ونبي الله يونس غضب حينما لم يأت العفو ورفع العقوبة عنهم بواسطته فذهب مغاضباً حتى أُرمي في البحر وكان في ظلمات ثلاث هي ظلمة الليل وظلمة البحر وظلمة بطن الحوت، ثم دعا الله عز وجل بقوله تعالى {أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ} (٢)

[وقت صلاة الكسوف وقت الكسوف حتى يتجلى]

س: هل تصلى صلاة الكسوف في وقت الكراهة؟

جـ: الظاهر أنها تشرع في وقت الكراهه لأنها ذات سبب كما في حديث (فَإِذَا رَأَيْتُمُوهُمَا فَافْزَعُوا إِلَى الصَّلَاةِ) (٣).

[عدم مشروعية الأذان]

س: هل يشرع الأذان لصلاة الكسوف؟

جـ: لم يشرع الأذان لا في حديث صحيح ولا حسن ولا ضعيف، وإنما يشرع على وجه السنة أن ينادى بقول (إِنَّ الصَّلَاةَ جَامِعَةٌ) (٤).

[صفة صلاة الكسوف]

س: ما هي صفة صلاة الكسوف؟

جـ: وردت عدة روايات بصفات مختلفة:

الهادوية قالوا في كل ركعة خمسة ركوعات عملاً برواية الخمسة الركوعات وقالوا هي زائدة ويعمل بالزائد، وأبو حنيفة قال هي ركعتان في كل ركعة ركوع مثل سائر الصلوات، والذي رجحه الجمهور من المحدثين


(١) - صحيح البخاري: سبق ذكره في هذا الباب من حديث عائشة رضي الله عنها برقم (١٠٤٧).
(٢) - الأنبياء: آية (٨٧).
(٣) - صحيح البخاري: سبق ذكره في هذا الباب من حديث عائشة رضي الله عنها برقم (١٠٤٧).
(٤) - صحيح البخاري: كتاب الكسوف: باب النداء بالصلاة جامعة في الكسوف. حديث رقم (٩٩٨) بلفظ (عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: لَمَّا كَسَفَتْ الشَّمْسُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، نُودِيَ إِنَّ الصَّلَاةَ جَامِعَةٌ).
أخرجه مسلم في الكسوف، والنسائي في الكسوف، وأبو داود في الصلاة، وأحمد في مسند المكثرين من الصحابة.
أطراف الحديث: الكسوف.

<<  <  ج: ص:  >  >>