للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[صلاة الاستسقاء ركعتان مثل صلاة الفجر]

س: ما ترجيحكم في صفة صلاة الاستسقاء؟

جـ: الراجح عندي أنها ركعتان مثل صلاة الفجر بدون تكبير لحديث (وَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ).

س: كم عدد ركعات صلاة الاستسقاء؟ ومتى يكون وقتها؟ وكيف تكون؟ وما هو الدعاء؟

جـ: صلاة الاستسقاء ركعتان، ووقتها وقت أن يحصل القحط والجفاف وتقل الأمطار، وكيفيتها مثل غيرها من الصلوات، والدعاء فيها بسؤال المصلين من الله أن يغيثهم بغيث هنئ مدرار وأن يبارك لهم في الزروع والأثمار وأن ينزل عليهم رحمته وغيرها من الأدعية، ويستحب الاستغفار لقوله تعالى {فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ … غَفَّارًا (١٠) يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا (١١) وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ … جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا} (١) والأفضل في الدعاء أن يكون بالدعاء الوارد عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ومن دعائه في الاستسقاء (اللَّهُمَّ أَغِثْنَا، اللَّهُمَّ أَغِثْنَا، اللَّهُمَّ أَغِثْنَا) (٢) ثلاثاً فقد دعى النبي بهذا الدعاء كما في حديث أنس رضي الله عنه عند الشيخين، وجاء في حديث عامر بن خارجه بن سعد عن أبيه عن جده (أن قوماً شكوا إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم قحط المطر فأمرهم بأن يجفو على الركبة، ويقولوا: يا رب، يا رب فسقوا حتى أحبوا أن يكشف الله عنهم) أخرجه أبو عوانة والبزار والطبراني في الأوسط.

[القراءة في صلاة الاستسقاء جهرية]

س: هل التلاوة في صلاة الاستسقاء سراً أم جهراً؟

جـ: القراءة في صلاة الاستسقاء جهرية لحديث (خَرَجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْتَسْقِي، فَتَوَجَّهَ إِلَى الْقِبْلَةِ يَدْعُو وَحَوَّلَ رِدَاءَهُ، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ جَهَرَ فِيهِمَا بِالْقِرَاءَةِ) (٣)


(١) - نوح: آية (١١، ١٠)
(٢) - صحيح البخاري: كتاب الجمعة: باب الاستسقاء في خطبة الجمعة غير مستقبل القبلة. حديث رقم (١٠١٤) بلفظ (عَنْ أَنَس بْنِ مَالِكٍ أَنَّ رَجلًا دَخَلَ الْمَسجدَ يَوْمَ جمُعَةٍ مِنْ بَابٍ كَانَ نَحْوَ دَارِ الْقَضَاءِ وَرَسولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَائِمٌ يَخْطُبُ فَاستَقْبَلَ رَسولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَائِمًا، ثُمَّ قَالَ: يَا رَسولَ اللَّه، هَلَكَتْ الْأَمْوَالُ، وَانْقَطَعْتِ السبُلُ، فَادْعُ اللَّهَ يُغِيثُنَا فَرَفَعَ رَسولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَدَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: اللَّهُمَّ أَغِثْنَا، اللَّهُمَّ أَغِثْنَا، اللَّهُمَّ أَغِثْنَا، قَالَ أَنَس: وَلَا وَاللَّهِ مَا نَرَى فِي السمَاءِ مِنْ سحَابٍ وَلَا قَزَعَةً، وَمَا بَيْنَنَا وَبَيْنَ سلْعٍ مِنْ بَيْتٍ وَلَا دَارٍ، قَالَ: فَطَلَعَتْ مِنْ وَرَائِهِ سحَابَةٌ مِثْلُ التُّرْس، فَلَمَّا تَوَسطَتْ السمَاءَ انْتَشَرَتْ ثُمَّ أَمْطَرَتْ، فَلَا وَاللَّهِ مَا رَأَيْنَا الشَّمْس ستًّا، ثُمَّ دَخَلَ رَجلٌ مِنْ ذَلِكَ الْبَابِ فِي الْجمُعَةِ وَرَسولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَائِمٌ يَخْطُبُ، فَاستَقْبَلَهُ قَائِمًا فَقَالَ: يَا رَسولَ اللَّهِ هَلَكَتْ الْأَمْوَالُ، وَانْقَطَعَتْ السبُلُ، فَادْعُ اللَّهَ يُمْسكْهَا عَنَّا، قَالَ: فَرَفَعَ رَسولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَدَيْهِ ثُمَّ قَالَ: اللَّهُمَّ حَوَالَيْنَا وَلَا عَلَيْنَا، اللَّهُمَّ عَلَى الْآكَامِ، وَالظِّرَابِ، وَبُطُونِ الْأَوْدِيَة، وَمَنَابِتِ الشَّجرِ، قَالَ: فَأَقْلَعَتْ وَخَرَجنَا نَمْشِي فِي الشَّمْس قَالَ شَرِيكٌ: سأَلْتُ أَنَس بْنَ مَالِكٍ أَهُوَ الرَّجلُ الْأَوَّلُ؟ فَقَالَ مَا أَدْرِي).
أخرجه مسلم في صلاة الاستسقاء، … والنسائي في الكسوف، الاستسقاء، وأبو داود في الصلاة، وابن ماجة في إقامة الصلاة والسنة فيها، … وأحمد في باقي مسند المكثرين، ومالك في الجامع.
أطراف الحديث: الجمعة، المناقب، الأدب، الدعوات.
معاني الألفاظ: القزعة: السحابة الخفيفة. … الترس: الدرع، والمراد أن السحابة بدأت صغيرة الحجم.
الآكام: جمع أكمة وهي هضبة. … الظراب: المراد بها الجبال.
(٣) - صحيح البخاري: كتاب الاستسقاء: باب الجهر بالقرآءة في الاستسقاء. حديث رقم (١٠٢٤) بلفظ (عَنْ عَبَّادِ بْنِ تَمِيمٍ عَنْ عَمِّهِ، قَالَ: خَرَجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْتَسْقِي، فَتَوَجَّهَ إِلَى الْقِبْلَةِ يَدْعُو وَحَوَّلَ رِدَاءَهُ، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ جَهَرَ فِيهِمَا بِالْقِرَاءَةِ).
أخرجه مسلم في صلاةالاستسقاء، والترمذي في الجمعة، والنسائي في الاستسقاء، وأبو داود في الصلاة، وابن ماجة في إقامة الصلاة والسنة فيها، وأحمد في أول مسند المدنيين، ومالك في النداء للصلاة، والدارمي في الصلاة.
أطراف الحديث: الجمعة، الدعوات.

<<  <  ج: ص:  >  >>