للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أبرز تلاميذ شيخ الإسلام القاضي العلامة (محمد بن علي الشوكاني) وقد قال عنه الشوكاني في البدر الطالع (برع في جميع العلوم الاجتهادية وصار في عدد من يعمل بالدليل ولا يعرج على القيل والقال، وبلغ في المعارف إلى مكان جليل وهو قوي الذهن سريع الفهم جيد الإدراك ثاقب النظر يقل وجود نظيره في هذا العصر مع تواضع وإعراض عن الدنيا وعدم اشتغال بما يشتغل به غيره ممن هم دونه بمراحل من تحسين الهيئة ولبس ما يشابه المتظهر بالعلم، كثر الله فوائده ونفع بعلومه وقد سمع عليَّ غالب الأمهات الست وفي العضد والكشاف والمطول وحواشيها وغيرها من الكتب) انتهى كلام الشيخ القاضي العلامة (محمد بن علي الشوكاني) في ترجمة تلميذه القاضي العلامة (محمد بن علي العمراني) رحمهما الله تعالى.

والقاضي (محمد بن علي العمراني) نموذج لأفراد هذه الأسرة العريقة في العلم والصلاح الذين كانوا بين أقوامهم وفي مجتمعاتهم كالنجوم بين معاصريهم من العلماء وكمصابيح الهدى في العلم والفضل والصلاح والإصلاح، وممن أخذ عن الشوكاني من أجداده جده الأول والد والده القاضي (محمد بن محمد بن علي العمراني) الذي كناه والده بأبي الدرداء وكنى أخاه القاضي (عبد الرحمن بن محمد العمراني) الذي كناه والده بأبي هريرة.

[٤) حياته العلمية]

[أ- مرحلة الطلب الأولى]

يتحدث فضيلة شيخنا القاضي العلامة (محمد بن إسماعيل العمراني) حفظه الله عن بداية طلبه للعلم قائلاً بتشجيع من كبار السن ممن كانوا يعرفونني من القضاة والعلماء بقولهم لي (أنت ابن القاضي إسماعيل بن القاضي محمد العمراني) لقد كان جدك من كبار علماء صنعاء وكذلك جد أبيك ليحفزونني على طلب العلم واللحاق بركب العلماء.

وبهذا التشجيع تاقت نفسي للعلم فبادرت للدخول في مدرسة الفليحي الابتدائية وأنا في السابعة من عمري، فأخذت القرآن الكريم على الأستاذ (محمد النعماني) وغيره وتعلمت إلى جانب فن التجويد مختصرات من العلوم الدينية ممثلة في منهج مدرسة الفليحي الابتدائية وهي الأخلاق والنحو، الخط، الإنشاء، الحساب، الهندسة، الجغرافيا، الصحة، وأخذت من المدرسة شهادة في ذلك، انتقلت بعدها إلى مدرسة الإصلاح في اليوم الذي افتتحت فيه فأخذت فيها جميع ما تقدم ذكره من المختصرات الابتدائية ولكنها كانت أرقى وأرفع من الأولى، وعلى رأس السنة من دخولي هذه المدرسة كان خروجي منها بشهادة أعلى من الأولى وكانت هذه الشهادة التي حزتها مع زملائي في هذه المدرسة أول شهادات أعطيت لخريجيها وكانت أول دفعة تخرجت منها.

[ب - مرحة الطلب الثانية]

يقول فضيلة شيخنا الفاضل القاضي العلامة (محمد بن إسماعيل العمراني) حفظه الله تعالى عن طلبة العلم في هذه المرحلة [لقد قرأت أثناء دراستي في مدرسة الفليحي وفي مدرسة بئر العزب وبئر الشمس عند الأستاذ (غالب الحرازي)، وفي مدرسة الروضة عند الأستاذ (الحسن بن إبراهيم) وعندما بلغت الرابعة عشر من عمري (١٣٥٤ هـ) انتقلت إلى الجامع الكبير بصنعاء ومسجد الفليحي فجودت القرآن الكريم على المقرئ (محمد بن إسحاق) والفقيه (المراصبي) والعلامة الضرير (الكبسي)].

[١) حفظ المختصرات]

ويضيف شيخنا حفظه الله تعالى قائلاً وحفظت المختصرات على السيد (عبد الكريم بن إبراهيم الأمير) وغيره ولزمت هذا المسجد (الفليحي) كثيراً، وكنت اختلف إلى مساجد أخرى أجلس متلقياً على يد شيوخها، ومن هذه المختصرات

١) متن الأزهار في الفقه الهادوي.

٢) متن الكافل في أصول الفقه.

٣) متن الكافية في النحو.

٤) متن الألفية في النحو.

٥) قواعد الإعراب في النحو.

كما أخذت على السيد (عبد الكريم الأمير) في شرح (القواعد) و (الفاكهي) و (شرح قطر الندى) في النحو و (شرح السعد) للتفتازاني في علم البيان والمعاني والبديع و (الغزني) في الصرف وغيره، وأخذت على الصفي (أحمد بن محمد السنيدار) في مفهوم ومنطوق متن الأزهار وفي صحيفة (علي بن موسى الرضى)، وأخذت على (العزي البهلولي) في (شرح الجوهر المكنون) في علم البيان والمعاني والبديع وشرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك في النحو و (شرح الطبري) على متن الكافل في أصول الفقه و (شرح السعد) على التلخيص في علم البيان والمعاني والبديع و (شرح عمدة الأحكام) وفي (أوائل غاية السؤل) في أصول الفقه وفي (أوائل كتاب الكشاف) في التفسير.

<<  <  ج: ص:  >  >>