للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[وجوب غسل موضع النجاسة من الثوب أو البدن]

س: إذا أصاب جسم الإنسان نجاسة من النجاسات فهل يغسل جسمه كلياً أو موضع النجاسة فقط؟

جـ: يغسل موضع النجاسة فقط إلاَّ إذا عمت الجسم كلَّه فيغسله كله، وإذا وقعت النجاسة في ثوب فيغسل موضع النجاسة، وإذا كان متوضئاً فلا يلزم إعادة الوضوء سواءً كانت النجاسة في الثوب أو البدن أو في أيِّ شيء آخر.

س: كيف يطهر الثوب من المني؟

جـ: من وقع في ثوبه أو بدنه نجاسة فيجب عليه غسل موضع النجاسة فقط سواء كانت النجاسة متفق عليها كالبول أو مختلف في نجاستها كالمني فإن في نجاستها خلاف بين العلماء فمن العلماء من يحكم بنجاسته وهم الهادوية ومنهم من يحكم بطهارته وهم الشافعية والأدلة مذكورة في كتب الفقه، منها حديث (كنتُ أغسلُ الجنابةَ مِنْ ثَوبِ النبيِّ، فيَخرُج إِلى الصلاةِ وإِنَّ بُقَعَ الماء في ثَوبهِ) (١) وحديث (ولقد رأيتني أفركه من ثوب رسول الله يابساً بظفري) (٢).

س: ما قول العلماء فيمن بال على ملابسه الطفل هل يكتفى برشها بالماء ولا يلزم الغسل إلا من بول الطفلة الأنثى فقط؟

جـ: اعلم أنَّ هذه المسألة من المسائل المختلفة المشهورة في كتب الفقه وشروح الحديث وهي مسألة بول الأطفال الصغار الرضع الذين لم يتغذوا بشيء من الأشياء المطعومة غير لبن المرضعات هل بول هؤلاء الأطفال الصغار من النجاسات المغلظة التي لا بُدَّ في تطهيرها من الغسل بالماء مثل سائر الأبوال أم أنها من النجاسات المخففة التي يكفى فيها الرش بالماء ولا يجب غسلها مثل غيرها من النَّجاسات، أو أنَّه يوجد فرق بين الأطفال من الذكور والأطفال من الإناث في تطهير أبوال كل واحد من الجنسين، فمن العلماء من ذهب إلى أن أبوال الأطفال الصغار الرضع نجسه نجاسة مغلظة تحتاج إلى الغسل المعتاد في غسل أبوال الآدميين الكبار سواء كان هؤلاء الأطفال من البنين أو البنات أيْ سواء كانوا ذكوراً أو إناثاً ومن هؤلاء العلماء الحنفية والهادوية الزيدية، ومن العلماء من ذهب إلى القول بأنه يكفى الرش لبول من كان صغيراً لم يتغذى بشيء غير اللبن الذي يرضعه من المرضعة سواء كان هذا الرضيع ذكراً أم أنثى وهذا الرأي قد حكى عن مالك والشافعي والأوزاعي، ومن


(١) - صحيح البخاري: كتاب الوضوء: باب غسل المني وفركه. حديث رقم (٢٣٠) بلفظ (عن عائشةَ قالت: كنتُ أغسلُ الجنابةَ مِنْ ثَوبِ النبيِّ -صلى الله عليه وسلم-، فيَخرُج إِلى الصلاةِ وإِنَّ بُقَعَ الماء في ثَوبهِ).
أخرجه مسلم في فضائل الصحابة، والترمذي، وأبو داود في الجهاد، وأحمد في مسند العشرة المبشرين بالجنة.
أطراف الحديث: الجهاد والسير، المغازي، تفسير القرآن، الستئذان، استتابة المرتدين والمعاندين وقتالهم.
وفي صحيح مسلم: كتاب الطهارة: باب حكم المني. حديث رقم (٦٢٠) بلفظ (عَنْ عَلْقَمَةَ وَ الأَسوَدِ، أَنَّ رَجلاً نَزَلَ بِعَائِشَةَ فَأَصْبَحَ يَغْسلُ ثَوْبَهُ، فَقَالَتْ عَائِشَةُ: إِنَّمَا كَانَ يُجزِئُكَ إِنْ رَأَيْتَهُ أَنْ تَغْسلَ مَكَانَهُ، فَإِنْ لَمْ تَرَ نَضَحْتَ حَوْلَهُ، وَلَقَدْ رَأَيْتُنِي أَفْرُكُهُ مِنْ ثَوْبِ رَسولِ اللّهِ فَرْكاً فَيُصَلِّي فِيهِ).
أخرجه الترمذي في الطهارة عن رسول، والنسائي، وأبوداود، وابن ماجة في الطهارة وسننها، وأحمد في باقي مسند الأنصار.
معاني الألفاظ: النضح: البل بالماء والرش.
(٢) - صحيح مسلم: كتاب الطهارة: باب حكم المني. حديث رقم (٦٧٢) بلفظ (عن أَبُو الْأَحْوَصِ عَنْ شَبِيبِ بْنِ غَرْقَدَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شِهَابٍ الْخَوْلَانِيِّ قَالَ كُنْتُ نَازِلًا عَلَى عَائِشَةَ فَاحْتَلَمْتُ فِي ثَوْبَيَّ فَغَمَسْتُهُمَا فِي الْمَاءِ فَرَأَتْنِي جَارِيَةٌ لِعَائِشَةَ فَأَخْبَرَتْهَا فَبَعَثَتْ إِلَيَّ عَائِشَةُ فَقَالَتْ: مَا حَمَلَكَ عَلَى مَا صَنَعْتَ بِثَوْبَيْكَ؟ قَالَ: قُلْتُ: رَأَيْتُ مَا يَرَى النَّائِمُ فِي مَنَامِهِ: قَالَتْ: هَلْ رَأَيْتَ فِيهِمَا شَيْئًا؟ قُلْتُ: لَا، قَالَتْ: فَلَوْ رَأَيْتَ شيئاً غَسَلْتَهُ، لَقَدْ رَأَيْتُنِي، وَإِنِّي لَأَحُكُّهُ مِنْ ثَوْبِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَابِسًا بِظُفُرِي).
أخرجه مسلم في الطهارة، والترمذي في الطهارة، والنسائي في الطهارة، وأبوداود في الطهارة، وابن ماجة في الطهارة وسننها، وأحمد في باقي المكثرين.
أطراف الحديث: الحيض.

<<  <  ج: ص:  >  >>