للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وشاربها وبائعهافي حديث (لعن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في الخمر عشرة: عاصرها ومعتصرها، شاربها وحاملها والمحمولة إليه، وساقيها وبائعها وآكل ثمنها، والمشتري لها والمشتراة له) (١) واللعن هو الطرد، والملعون: هو المطرود من رحمة الله، ولكن لا يلزم من كونه ملعوناً ومرتكباً لجريمة من الجرائم التي حرمها الإسلام أن صلاته غير صحيحة إذا كان قد صلاها على الصفة المشروعة الجامعة لجميع الشروط، وبيع الخمر معصية مستقلة غير مرتبطة بصحة الصلاة أو بعدم صحتها.

والحاصل: أن حكم من يصلي وهو يبيع الخمر أنه عاصٍ لله وعاصٍ لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ولكن صلاته لا تبطل لكونه مرتكباً لهذه الجريمة الملعون صاحبها، فصلاته صحيحة بحيث أنه إذا تاب من جريمة بيع الخمر ورجع إلى الله لا يلزمه أن يقضي الصلوات التي كان يصليها وهو يبيع الخمر.

[جواز الصلاة في مسجد تحيط به القبور من جميع الجهات إذا كانت القبور خارج المسجد]

س: يوجد جامع تحيط به القبور من كل الجهات، فهل تصح الصلاة فيه أم لا؟

جـ: اعلم أن هذه القبور إن كانت خارج المسجد فلا مانع من الصلاة فيه لأن القبور خارج المسجد لا داخله والمنهي عنه هوماكان داخل المسجد.

[صحة صلاة من يترك الصيام مع إثم تركه الصيام]

س: ما قول علماء الإسلام في من يصلي ولا يصوم أو يصوم ولا يصلي؟

جـ: من صام و لم يصل فهو آثم لقوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم (الْعَهْدُ الَّذِي بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ الصَّلَاةُ، فَمَنْ تَرَكَهَا فَقَدْ كَفَر) (٢) ولحديث (إِنَّ بَيْنَ الرَّجُلِ وَبَيْنَ الشِّرْكِ وَالْكُفْرِ تَرْكَ الصَّلَاةِ) (٣) وصيامه صحيح لأن الصيام عبادة مستقلة، ومن صلى ولم يصم فعليه إثم ترك الصيام ولكن تركه للصيام لا دخل له بالصلاة إذا كان يؤدي الصلاة على الصفة المشروعة لأنها عبادة مستقلة، وعليه أن يتوب إلى الله تعالى من ترك هاتين العبادتين ومن لم يتب إلى الله فمصيره إلى النار وبئس المصير.

صحة صلاة من يحمل صوراً فوتغرافية

س: ما حكم من صلى وهو يحمل صور فوتوغرافية، هل صلاته صحيحة أم لا؟

جـ: اعلم أن من صلى وهو يحمل صوراً فوتوغرافية فصلاته صحيحة ما دامت محمولة وليست أمامه، ومن ادعى عدم الصحة فعليه بالدليل.

[بطلان الصلاة على القبور]

س: هل الصلاة على القبور صحيحة أم أنها باطله؟ ثم هل يجوز دفن الميت في الليل أو في أوقات الكراهة؟


(١) - سنن الترمذي: سبق ذكره في هذا الباب من حديث أنس رضي الله عنه برقم (١٢١٦).
(٢) - سنن الترمذي: كتاب الإيمان: باب ما جاء في ترك الصلاة. حديث رقم (٢٦٢١) بلفظ (عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ: رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، الْعَهْدُ الَّذِي بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ الصَّلَاةُ، فَمَنْ تَرَكَهَا فَقَدْ كَفَرَ) صححه الألباني في صحيح سنن الترمذي بنفس الرقم.
أخرجه النسائي في الصلاة، وابن ماجة في إقامة الصلاة والسنة فيها، وأحمد في باقي مسند الأنصار.
(٣) - صحيح مسلم: كتاب الإيمان: باب ماجاء في ترك الصلاة. حديث رقم (٢٤٢) بلفظ (عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرًا يَقُولُ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: إِنَّ بَيْنَ الرَّجُلِ وَبَيْنَ الشِّرْكِ وَالْكُفْرِ تَرْكَ الصَّلَاةِ)
أخرجه الترمذي في الإيمان، والنسائي في السنة، وابن ماجة في إقامة الصلاة والسنة فيها، وأحمد في باقي مسند المكثرين، والدارمي في الصلاة.

<<  <  ج: ص:  >  >>