للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[صحة الصلاة خلف من يزرع المشاكل بين الناس مع إثم زرع المشاكل]

س: يوجد رجل متعلم ومتفقه ولكن يقال بأن هذا الرجل يسعى لزرع المشاكل بين الناس ومغالطة الضعفاء وأكل حقوق الأيتام، فهل تصح الصلاة خلفه إذا كانت هذه أوصافه أو أنها غير صحيحة؟

جـ: إن من يشغل الناس على الصفة المذكورة في السؤال آثم ولا سيما وهو من المتفقهين أو المتعلمين إن صح بأنه متعلم أو متفقه كما جاء في السؤال، ولكن ذلك كله لا يمنع من الصلاة خلفه فالصلاة خلفه صحيحة مهما كانت أحواله وكيفما كانت أخلاقه وطبيعته على أنه لا ينبغي لأحد أن يسئ الظن بأحد من الناس كائناً من كان وأن يحمل الكل على السلامة ففي حمل الناس على السلامة سلامة والله سبحانه هو العالم بالسرائر والنيات وهو ولي الهداية والتوفيق.

[ضعف حديث (يؤم القوم أحسنهم وجها)]

س: هل حديث (يؤم القوم أحسنهم وجهاً) صحيح أم حسن أم ضعيف؟

جـ: حديث (يؤم القوم أحسنهم وجهاً) المروي من حديث عائشة من طريق محمد ابن مروان السدي حكم ابن الجوزي بوضعه ووجه الحكم عليه بالوضع أنه من رواية (محمد بن مروان السدي) وهو كذاب، كما أن في سنده مجهول، كما أنه قد أخرجه الديلمي بسند فيه (حسين بن المبارك) وأن الحديث الذي شهد له المروي عن عائشة موقوف عليها في سنده (عبد الله بن فروخ) قال أبو حاتم مجهول، وقال أحمد بن حنبل أنه حديث سوء ليس بصحيح.

[صحة صلاة المفضول]

س: من هم الذين صلى النبي -صلى الله عليه وسلم- خلفهم؟

جـ: الذي زعم أن النبي -صلى الله عليه وسلم- صلى خلف (عتاب بن أسيد) ليس هو القاضي (محمد بن علي الشوكاني) مؤلف الدراري لأن (الشوكاني) لم ينص على صلاة النبي خلف (عبد الرحمن ابن عوف) الوارد في صحيح مسلم بلفظ (فَأَقْبَلْتُ مَعَهُ حَتَّى نَجِدُ النَّاسَ قَدْ قَدَّمُوا عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ فَصَلَّى لَهُمْ، فَأَدْرَكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِحْدَى الرَّكْعَتَيْنِ فَصَلَّى مَعَ النَّاسِ الرَّكْعَةَ الْآخِرَةَ فَلَمَّا سَلَّمَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ قَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُتِمُّ صَلَاتَهُ) (١) فضلاً عن (عتاب بن أسيد) الذي لم يذكر صلاته -صلى الله عليه وسلم- خلفه أحد من أهل الأمهات الست


(١) - صحيح مسلم: كتاب الصلاة: باب تقديم الجماعة من يصلي بهم إذا تأخر الإمام ولم يخافوا مفسدة بالتقديم. حديث رقم (٤٢٢) بلفظ (أَنَّ عُرْوَةَ بْنَ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ أَخْبَرَهُ أَنَّ الْمُغِيرَةَ بْنَ شُعْبَةَ أَخْبَرَهُ أَنَّهُ غَزَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَبُوكَ، قَالَ الْمُغِيرَةُ: فَتَبَرَّزَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قِبَلَ الْغَائِطِ فَحَمَلْتُ مَعَهُ إِدَاوَةً قَبْلَ صَلَاةِ الْفَجْرِ فَلَمَّا رَجَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَيَّ أَخَذْتُ أُهَرِيقُ عَلَى يَدَيْهِ مِنْ الْإِدَاوَةِ، وَغَسَلَ يَدَيْهِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ غَسَلَ وَجْهَهُ، ثُمَّ ذَهَبَ يُخْرِجُ جُبَّتَهُ عَنْ ذِرَاعَيْهِ فَضَاقَ كُمَّا جُبَّتِهِ فَأَدْخَلَ يَدَيْهِ فِي الْجُبَّةِ حَتَّى أَخْرَجَ ذِرَاعَيْهِ مِنْ أَسْفَلِ الْجُبَّةِ وَغَسَلَ ذِرَاعَيْهِ إِلَى الْمِرْفَقَيْنِ، ثُمَّ تَوَضَّأَ عَلَى خُفَّيْهِ، ثُمَّ أَقْبَلَ: قَالَ الْمُغِيرَةُ: فَأَقْبَلْتُ مَعَهُ حَتَّى نَجِدُ النَّاسَ قَدْ قَدَّمُوا عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ فَصَلَّى لَهُمْ، فَأَدْرَكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِحْدَى الرَّكْعَتَيْنِ فَصَلَّى مَعَ النَّاسِ الرَّكْعَةَ الْآخِرَةَ فَلَمَّا سَلَّمَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ قَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُتِمُّ صَلَاتَهُ، فَأَفْزَعَ ذَلِكَ الْمُسْلِمِينَ فَأَكْثَرُوا التَّسْبِيحَ فَلَمَّا قَضَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَاتَهُ أَقْبَلَ عَلَيْهِمْ، ثُمَّ قَالَ: أَحْسَنْتُمْ أَوْ قَالَ قَدْ أَصَبْتُمْ، يَغْبِطُهُمْ أَنْ صَلَّوْا الصَّلَاةَ لِوَقْتِهَا حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَافِعٍ وَالْحُلْوَانِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنْ ابْنِ جُرَيْجٍ حَدَّثَنِي ابْنُ شِهَابٍ عَنْ إِسْمَعِيلَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ حَمْزَةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ نَحْوَ حَدِيثِ عَبَّادٍ قَالَ الْمُغِيرَةُ فَأَرَدْتُ تَأْخِيرَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَعْهُ).
أخرجه البخاري في الوضوء، الصلاة، الجهاد والسير، المغازي، اللباس، والترمذي في الطهارة عن رسول الله، والنسائي في الطهارة، وأبو داود في الطهارة، وابن ماجة في الطهارة وسننها، وأحمد في أول مسند الكوفيين، ومالك في الطهارة، والدارمي في الطهارة.
أطراف الحديث الطهار.
معاني الألفاظ: الغائط: مكان قضاء الحاجة. إدواة: إناء صغير من جلد. … أهريق: أصب وأريق. جبته: الجبة رداء يلبس فوق الثياب.

<<  <  ج: ص:  >  >>