للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وغيرها من المسانيد والمعاجم والسنن وغيرها من كتب السنة النبوية المطهرة على صاحبها وعلى آله أفضل الصلاة والسلام وإنما نص على صلاة النبي خلف (أبي بكر) فقط لحديث (أنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ذَهَبَ إِلَى بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ لِيُصْلِحَ بَيْنَهُمْ، فَحَانَتْ الصَّلَاةُ، فَجَاءَ الْمُؤَذِّنُ إِلَى أَبِي بَكْرٍ، فَقَالَ: أَتُصَلِّي لِلنَّاسِ فَأُقِيمَ؟ قَالَ: نَعَمْ، فَصَلَّى أَبُو بَكْرٍ، فَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَالنَّاسُ فِي الصَّلَاةِ، فَتَخَلَّصَ حَتَّى وَقَفَ فِي الصَّفِّ فَصَفَّقَ النَّاسُ، وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ لَا يَلْتَفِتُ فِي صَلَاتِهِ، فَلَمَّا أَكْثَرَ النَّاسُ التَّصْفِيقَ الْتَفَتَ، فَرَأَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَشَارَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ امْكُثْ مَكَانَكَ، فَرَفَعَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَدَيْهِ فَحَمِدَ اللَّهَ عَلَى مَا أَمَرَهُ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ ذَلِكَ، ثُمَّ اسْتَأْخَرَ أَبُو بَكْرٍ حَتَّى اسْتَوَى فِي الصَّفِّ، وَتَقَدَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَصَلَّى) (١) وذكر غيره مجملاً حيث قال (فقد صلى -صلى الله عليه وسلم- بعد أبي بكر وبعد غيره من الصحابة كما في الصحيح) وقد علق على كلامه هذا تلميذه العلامة (محمد بن علي العمراني) المتوفى (١٢٦٤ هـ) بقوله (صلاته خلف أبي بكر ثابتة عند الشيخين مرتين وعند مسلم أنه صلى خلف عبد الرحمن بن عوف وينظر هل صلى خلف غيرهما ولكن الذي ذكر عتاب بن أسيد وأن النبي -صلى الله عليه وسلم- صلى خلفه هو صديق حسن خان القنوجي الهندي في الروضة الندية شرح الدرر البهية الكتاب الذي أخذ مؤلفه أكثر أبحاثه باللفظ من الدراري المضيئة، وأيضاً بعض مسائل من السيل الجرار ومن وبل الغمام كلاهما من مؤلفات (الشوكاني) ولم ينسب ما أخذه من هذين الكتابين إلى مؤلفهما (الشوكاني) كما كان ينسب ما ينقله عن العلامة (الدهلوي) والعلامة (ابن القيم) فيما نقله عن الأول في كتاب (حجة الله البالغة) وعن الثاني في (زاد المعاد) وغير هذين الكتابين، ومن جملة ما أخذه العلامة صديق حسن من كلام (الشوكاني) هذا البحث الذي قال فيه (فإنه -صلى الله عليه وسلم- صلى بعد أبي بكر وعتاب بن أسيد) إلخ كلامه، فإن هذا البحث من عند قوله (أقول الأحاديث الواردة في الصلاة خلف كل بر وفاجر) إلى آخر البحث الذي تبلغ بسطوره خمسة وعشرين سطراً كله من كلام (الشوكاني) في وبل الغمام حاشية شفاء الأوام نقله صديق حسن باللفظ ولم يعزه إلى (وبل الغمام)، و (الشوكاني) في (وبل الغمام) قد تابع الأمير الحسين في شفاء الأوام حيث هو الذي ذكر (عتاب ابن أسيد) في الشفاء ولم يعزه إلى أحد من علماء الحديث المتقدمين أو إلى مؤلف من المؤلفات التي حوت الأحاديث النبوية على صاحبها وعلى آله أفضل الصلاة والسلام، وقد قال العلامة (عبد العزيز الضمدي) مؤلف تخريج أحاديث الشفاء بأن هذا الحديث الذي يحكى عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه صلى خلف (عتاب بن أسيد) لم يجده في كتب الحديث قال وهو موجود في كتب الأئمة وفي كتب السير.

والخلاصة: أن هذا الحديث الحاكي صلاة النبي -صلى الله عليه وسلم- خلف (عتاب بن أسيد) ذكره (الأمير الحسين) في الشفاء


(١) - صحيح البخاري: كتاب الأذان: باب من دخل ليؤم الناس فجاء الإما م الأول. حديث رقم (٦٨٤) بلفظ (عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ذَهَبَ إِلَى بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ لِيُصْلِحَ بَيْنَهُمْ، فَحَانَتْ الصَّلَاةُ، فَجَاءَ الْمُؤَذِّنُ إِلَى أَبِي بَكْرٍ، فَقَالَ: أَتُصَلِّي لِلنَّاسِ فَأُقِيمَ؟ قَالَ: نَعَمْ، فَصَلَّى أَبُو بَكْرٍ، فَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَالنَّاسُ فِي الصَّلَاةِ، فَتَخَلَّصَ حَتَّى وَقَفَ فِي الصَّفِّ فَصَفَّقَ النَّاسُ، وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ لَا يَلْتَفِتُ فِي صَلَاتِهِ، فَلَمَّا أَكْثَرَ النَّاسُ التَّصْفِيقَ الْتَفَتَ، فَرَأَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَشَارَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ امْكُثْ مَكَانَكَ، فَرَفَعَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَدَيْهِ فَحَمِدَ اللَّهَ عَلَى مَا أَمَرَهُ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ ذَلِكَ، ثُمَّ اسْتَأْخَرَ أَبُو بَكْرٍ حَتَّى اسْتَوَى فِي الصَّفِّ، وَتَقَدَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَصَلَّى، فَلَمَّا انْصَرَفَ، قَالَ: يَا أَبَا بَكْرٍ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَثْبُتَ إِذْ أَمَرْتُك؟ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: مَا كَانَ لِابْنِ أَبِي قُحَافَةَ أَنْ يُصَلِّيَ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَا لِي رَأَيْتُكُمْ أَكْثَرْتُمْ التَّصْفِيقَ؟! مَنْ رَابَهُ شَيْءٌ فِي صَلَاتِهِ فَلْيُسَبِّحْ، فَإِنَّهُ إِذَا سَبَّحَ الْتُفِتَ إِلَيْه، وَإِنَّمَا التَّصْفِيقُ لِلنِّسَاءِ).
أخرجه مسلم في الصلاة، والنسائي في الإمامة، وأبوداود في الصلاة، وابن ماجة في إقامة الصلاة والسنة فيها، وأحمد في باقي مسند الأنصار، ومالك في إقامة الصلاة، والدارمي في الصلاة.
أطراف الحديث: الجمعة، الصلح.
معاني الألفاظ: حانت: دخل وقتها. … تخلص: تجاوز وتخطى. بين يدي: أمام.

<<  <  ج: ص:  >  >>