للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الباب الأول: المياه]

[تنجس الماء إذا قد تغير لونه أو طعمه أو شمه بسبب نجاسة تحدث فيه]

س: في الأرياف يغتسل الناس من الجنابة ويتوضئون من برك المساجد لمدة طويلة، فما حكم هذا الماء؟

جـ: هذه مشكلة لأنَّ في المذهب الهادي أنَّ الحجار الثلاث لا تكفي ولا بد عندهم من غسل الفرجين بالماء أيضاً لأنَّ الفرجين من أعضاء الوضوء فيغسل فرجيه كل متوضئ بين البركة خمس مرات في كل يوم، وبعض البرك يتغير لونها فيصير لون الماء فيها أخضر وبعضها يتغير شمها ولا زالوا يتوضئون منها، والشيء الجيِّد أنَّ بعض المناطق قد عملوا فيها خزَّانات وحنفيات يتوضئون منها، وبعض المناطق لا زالوا يتوضئون ويغتسلون من هذه البرك وهي مشكلة، والماء يتنجس إذا قد تغير أحد أوصافه بسبب النجاسة، وهذه مشكلة على المذاهب كلها.

[تنجس ماء البرك إذا تغير من كثرة الاستنجاء بينه]

س: إذا تغير لون ماء البرك وأصبح ماؤها متغيراً ولا يُدرى هل وقعت فيه نجاسة أم لا؟ وهل نتوضأ منها أم لا؟

جـ: إذا تغير الماء من كثرة الاستنجاء والمكث فإنه ينجس، وإن تغير اللون بسبب أوراق شجر تتساقط بينه أو تغير لكون الأرض التي هي مقرُّ للماء لونها أسود أو غيره، فإنه لا يتنجس.

س: ما حكم الوضوء من ماء البرك التي قد أصبح ماؤها متعكراً فتغير اللون لكثرة الجراثيم؟

جـ: حكم الوضوء من الماء الذي في بعض البرك هو عدم جواز الوضوء من هذا الماء إذا قد صح أنها قد تغيرت إحدى أو صافه الثلاثة وهي الشم أو الطعم أو اللون من كثرة الاستنجاء فيه لأنَّ تغير إحدى هذه الأوصاف الثلاثة بسبب الاستخدام قد جعل الوضوء منه أو فيه غير جائز شرعاً حيث أنَّه لا يصدق علية أنَّه ماء طهور.

س: في بعض القرى هناك برك جوار المساجد ممتلئة بالماء في فصل سقوط الأمطار وعندما تمتلئ يتوضأ جميع أهالي القرية فيها إلاَّ النادر من يتوضأ في منزله، فهل الماء صالح للوضوء فيه مع العلم أنَّ الماء بعد مرور فترة لمدة شهر عليه يتغير لونه إلى اللون الأخضر، فهل يصح الوضوء منه بعد تغير لونه؟

جـ: الماء طهور كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم- في حديث (الْمَاءُ طَهُورٌ، لَا يُنَجِّسُهُ شَيْءٌ) (١) والأصل في الماء هو الطهارة إلا إذا تغير شمه أو طعمه أو لونه بنجاسة فهو نجس، وأما إذا كان قد تغير شمه أو طعمه أو لونه بطاهر فقد صار طاهر غير مطهر.

[العبرة في تنجس المياه بتغير أحد أوصافه الثلاثة بسبب النجاسة التي وقعت فيه]

س ما هي العبرة في تنجس الماء؟

جـ العبرة بتغير الطعم أو اللون أو الشم بسبب النجاسة التي وقعت فيه، فالمدار هو على حصول تغير واحد من


(١) سنن أبي داود: كتاب الطهارة: باب ما جاء في بئر بضاعة. حديث رقم (١٠٨٢٧) بلفظ (عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَنَّهُ قِيلَ: لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَتَوَضَّأُ مِنْ بِئْرِ بُضَاعَةَ وَهِيَ بِئْرٌ يُطْرَحُ فِيهَا الْحِيَضُ، وَلَحْمُ الْكِلَابِ، وَالنَّتْنُ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: الْمَاءُ طَهُورٌ، لَا يُنَجِّسُهُ شَيْءٌ) صححه الألباني في صحيح سنن أبي داود برقم (٦٦).
أخرجه الترمذي، والنسائي في المياه، وأبو داود في الطهارة.
أطراف الحديث: باقي مسند المكثرين.

<<  <  ج: ص:  >  >>