للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بألَا يوفقه الله دنيا ولا آخرة ومن بعدها لم ينجح في أعماله حتى ضاق والده على ولده من عاقبة دعوته عليه، فماذا يجب على الولد والوالد؟

جـ: الواجب على الوالد أن يكثر من الدعاء لولده بالهداية والتوفيق والعمل الصالح، والواجب على الولد طاعة والده والاستماع لكلامه وتنفيذ أوامره.

[وجوب المساواة والعدل بين الأولاد]

س: رجل يوجد معه أربعة أولاد كل يعيش لوحده وأودع أحد الأولاد مبلغاً من المال عند والده، ولما طلب الولد المبلغ أنكره والده، فما الحكم؟

جـ: اعلم أنه يجب على هذا الوالد أن يعدل بين أولاده وأن لا يطلب من أحدهم ما لا يطلبه من الآخر ولا يحق له أن يماطل أحد أولاده، ما لم يكن محتاجاً فيجب على جميع الأولاد أن ينفقوا على والدهم النفقة التامة إن كانوا موسرين وهو معسر، وكذلك العكس يجب على الوالد أن ينفق على أولاده إن كان موسراً وهم معسرون.

س: ما حكم الدعاء على الأولاد بقصد التخويف؟

جـ: لا يجوز.

[جواز كذب الرجل على زوجته لمصلحة]

س: هل يجوز الكذب على الزوجة حتى لا تتوتر العلاقة الزوجية أم أنه لا يجوز؟

جـ: اعلم أن الكذب حرام بالأدلة الصحيحة من الكتاب في قوله تعالى {إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْكَاذِبُونَ} (١) والسنة منهاحديث (وَإِيَّاكُمْ وَالْكَذِبَ فَإِنَّ الْكَذِبَ يَهْدِي إِلَى الْفُجُورِ وَإِنَّ الْفُجُورَ يَهْدِي إِلَى النَّارِ وَمَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَكْذِبُ وَيَتَحَرَّى الْكَذِبَ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ كَذَّابًا) (٢) وحديث (آيَةُ الْمُنَافِقِ ثَلَاثٌ: إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ، وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ، وَإِذَا اؤْتُمِنَ خَانَ) (٣) والإجماع إلا ما استثناه النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو كذب الرجل على زوجته


(١) - النحل: (١٠٥).
(٢) - صحيح مسلم: كتاب البر والصلة والآداب: باب قبح الكذب وحسن الصدق وفضله. حديث رقم (٤٧٢١) بلفظ (عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: عَلَيْكُمْ بِالصِّدْقِ فَإِنَّ الصِّدْقَ يَهْدِي إِلَى الْبِرِّ، وَإِنَّ الْبِرَّ يَهْدِي إِلَى الْجَنَّةِ، وَمَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَصْدُقُ وَيَتَحَرَّى الصِّدْقَ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ صِدِّيقًا، وَإِيَّاكُمْ وَالْكَذِبَ فَإِنَّ الْكَذِبَ يَهْدِي إِلَى الْفُجُور، وَإِنَّ الْفُجُورَ يَهْدِي إِلَى النَّارِ، وَمَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَكْذِبُ وَيَتَحَرَّى الْكَذِبَ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ كَذَّابًا).
أخرجه الترمذي في البر والصلة عن رسول الله، وأبو داود في الأدب، وأحمد في مسند المكثرين من الصحابة.
أطراف الحديث: البر والصلة والآداب.
معاني الألفاظ: البر: كلمة جامعة لأبواب الخير.
وفي موطأ مالك: كتاب الجامع: باب أن عبد الله بن مسعود قال عليكم بالصدق. حديث رقم (١٥٧١) بلفظ (عَنْ صَفْوَانَ بْنِ سُلَيْمٍ أَنَّهُ قَالَ قِيلَ لِرَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- أَيَكُونُ الْمُؤْمِنُ جَبَانًا؟ فَقَالَ: نَعَمْ، فَقِيلَ لَهُ: أَيَكُونُ الْمُؤْمِنُ بَخِيلًا؟ فَقَالَ: نَعَمْ، فَقِيلَ لَهُ: أَيَكُونُ الْمُؤْمِنُ كَذَّابًا؟ فَقَالَ: لَا) ضعفه الألباني في ضعيف الترغيب والترهيب برقم (١٧٥٢).
انفرد به مالك.
(٣) - صحيح البخاري: كتاب الإيمان: باب علامة المنافق. حديث رقم (٣٢) بلفظ (عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: آيَةُ الْمُنَافِقِ ثَلَاثٌ: إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ، وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ، وَإِذَا اؤْتُمِنَ خَانَ).
أخرجه مسلم في الإيمان، والترمذي في الإيمان عن رسول الله، والنسائي في الإيمان وشرائعه، وأحمد في باقي مسند المكثرين.
أطراف الحديث: الشهادات، الوصايا، الأدب.
معاني الألفاظ: الآية: العلامة والدليل والبرهان. أخلف: نقض وعده.

<<  <  ج: ص:  >  >>