للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأجدادهم منقادون وما الله بغافل عما يعملون وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.

لقد أسمعت لو ناديت حيا … ولكن لا حياة لمن تنادي

ولو ناراً نفخت بها أضاءت … ولكن أنت تنفخ في رماد

وأما الكلام عن ذكر الله وعن الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- فذكر الله عظيم وقد وردت أحاديث بفضله من عدة طرق، كما ورد الترغيب فيه والأمر به في الكتاب والسنة كما أن الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- مشروعه بأدلة الكتاب والسنة والإجماع، لكن الذكر والصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- على الصفة الواردة في السؤال فهي لم ترد لا في الكتاب ولا في السنة كما لا يخفى على من عندهم اطلاع بالكتاب والسنة على صاحبها أفضل الصلاة والسلام.

س: في بلادنا من مات فإن أهله يعملون عشاء لمن يأتي وللأقارب فجاء من يفتي بتحريم ذلك حتى أصبح الأكل يتلف دون أكل نتيجة هذا الفتوى، وهذا يسبب الإحراج لأهل الميت؟

جـ: اعلم أن البعض من الناس يعتقد أن صنع الطعام الذي يصنعه أهل الميت عادة لمن يحضر لديهم التعزية من المستحبات حتى أن بعض الناس يوصي قبل موته بأن أهله يعملون عشاء يدعون إليه الناس من الأقارب والجيران والأصدقاء ويعتقد أن في ذلك أجراً، وهذا المفتي الذي ورد في هذا السؤال أنه يفتي بتحريم الأكل من هذا الطعام، وهذان الرأيان فيهما إفراط وتفريط والذي أراه هو القول أن صنع الطعام الذي يصنعه أهل الميت بدعة وهو النعي المكروه، وأما حكم الأكل من هذا الطعام فهو غير محرم شرعاً، أما أنه بدعة فلحديث جرير بن عبد الله البجلي الذي قال عن صنع الطعام من أهل الميت (كُنَّا نَرَى الِاجْتِمَاعَ إِلَى أَهْلِ الْمَيِّتِ، وَصَنْعَةَ الطَّعَامِ مِنْ النِّيَاحَةِ) وقول الصحابي (كنا) يحمل على كونهم في عهد النبي -صلى الله عليه وسلم-، وأما أنه غير محرم شرعاً فالأصل هو الإباحة ومن ادعى تحريم أيِّ أكل فعليه الدليل الصريح الصحيح الخالي عن المعارضة، وأين هذا الدليل؟ هذا ما أراه.

[جواز ذبح حيوان بعد الميت بنية الصدقة عليه]

س: ما حكم الذبح بعد أن يموت أحدهم لأجل الصدقة؟

جـ: لا مانع إذا كان باسم الصدقة.

[تعزية أهل الميت بحسب ظروف المعزي]

س: هل تعزية أهل الميت بطريق الهاتف أو الرسالة كاف حتى ولو كانت المسافة قريبة مثلاً من ذمار إلى صنعاء، أم لا بد من الحضور؟

جـ: تختلف التعازي بحسب الصداقة الكبيرة والصغيرة، والقرب الشديد والقرب البعيد والظروف.

[الميت يعذب في قبره بنياحة أقاربه عليه]

س: لماذا يُحمل الميت وزر غيره ممن ينوح عليه؟

جـ: اختلف العماء في تأويل الحديث الذي جاء فيه (الْمَيِّتُ يُعَذَّبُ فِي قَبْرِهِ بِمَا نِيحَ عَلَيْهِ) (١) بعضهم قال: هذا في


(١) صحيح البخاري: كتاب الجنائز: باب ما يكره من النياحة على الميت. حديث رقم (١٢١٠) بلفظ (عَنْ ابْنِ عُمَرَ عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: الْمَيِّتُ يُعَذَّبُ فِي قَبْرِهِ بِمَا نِيحَ عَلَيْهِ).
أخرجه مسلم في الجنائز، والترمذي في الجنائز، والنسائي في الجنائز، وابن ماجة في ما جاء في الجنائز، وأحمد في مسند العشرة المبشرين بالجنة، مسند المكثرين من الصحابة.
أطراف الحديث: الجنائز،
معاني الألفاظ: النياحة: البكاء بصوت مع ترديد عبارات السخط.

<<  <  ج: ص:  >  >>