للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الباب السادس: المبيت بمزدلفة]

[مشروعية الجمع بين صلاتي المغرب والعشاء في مزدلفة جمع تأخير]

س: هل يشرع للحجاج الجمع بين صلاتي المغرب والعشاء جمع تأخير في مزدلفة؟

جـ: يشرع الجمع بين صلاتي المغرب والعشاء في مزدلفة جمع تأخير وهو من مناسك الحج لحديث (جَمَعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ الْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ بِجَمْعٍ كُلُّ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا بِإِقَامَةٍ، وَلَمْ يُسَبِّحْ بَيْنَهُمَا وَلَا عَلَى إِثْرِ كُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا) (١).

[عدم مشروعية صلاة المغرب أثناء الطريق لإدراك وقتها]

س: ما حكم صلاة المغرب أثناء الطريق ليدرك وقت المغرب؟

جـ: النبي -صلى الله عليه وسلم- لم ينزل من على ناقته ليصلي المغرب في الطريق تداركاً لوقت المغرب بل استمر مسافراً حتى وصل إلى المزدلفة وصلى جمع تأخير وأمر الناس بتأخير صلاتي المغرب والعشاء إلى مزدلفة لتُصلا جمعاً وقصراً والجمع من مناسك الحج كما في حديث (دَفَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ عَرَفَةَ حَتَّى إِذَا كَانَ بِالشِّعْبِ نَزَلَ فَبَالَ، ثُمَّ تَوَضَّأَ وَلَمْ يُسْبِغْ الْوُضُوءَ، فَقُلْتُ: الصَّلَاةَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَقَالَ: الصَّلَاةُ أَمَامَكَ، فَرَكِبَ فَلَمَّا جَاءَ الْمُزْدَلِفَةَ نَزَلَ فَتَوَضَّأَ فَأَسْبَغَ الْوُضُوءَ ثُمَّ أُقِيمَتْ الصَّلَاةُ فَصَلَّى الْمَغْرِبَ، ثُمَّ أَنَاخَ كُلُّ إِنْسَانٍ بَعِيرَهُ فِي مَنْزِلِهِ، ثُمَّ أُقِيمَتْ الْعِشَاءُ فَصَلَّى وَلَمْ يُصَلِّ بَيْنَهُمَا) (٢)، أما من ينزل يصلي المغرب في أثناء الطريق ليدرك وقت المغرب فهو خلاف المشروع لأنَّ المشروع تأخير الصلاتين إلى مزدلفة وصلاتهما جمعاً وقصراً.

جواز صلاة المغرب والعشاء في الطريق لمن تعذر وصوله إلى مزدلفة إلاَّ بعد خروج العشاء

س: إذا كان رجل لم يصل إلى مزدلفة إلا بعد طلوع الفجر من الزحام فهل يصلي المغرب والعشاء في الطريق؟

جـ: نعم، يصلي في الطريق قبل خروج وقت العشاءلكي لايكون تاركا للصلاة في وقتها المشروع.

[ترك المبيت بمزدلفة لا يبطل الحج]

س: هل المبيت بمزدلفة واجب أم مسنون، وهل من لم يبت في مزدلفة حجه صحيح؟


(١) صحيح البخاري: كتاب الحجـ: باب من جمع بينهما ولم يتطوع. حديث رقم (١٥٨٩) بلفظ (عَنْ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: جَمَعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ الْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ بِجَمْعٍ كُلُّ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا بِإِقَامَةٍ، وَلَمْ يُسَبِّحْ بَيْنَهُمَا وَلَا عَلَى إِثْرِ كُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا).
أخرجه مسلم في صلاة المسافرين وقصرها، الحج، والترمذي في الجمعة عن رسول الله، والنسائي في المواقيت، وأبو داود في الصلاة، وأحمد في باقي مسند المكثرين من الصحابة، ومالك في النداء للصلاة، والدارمي في الصلاة.
أطراف الحديث: الجمعة.
معاني الألفاظ: السبحة: صلاة التطوع.
(٢) - صحيح البخاري: كتاب الحجـ: باب إسباغ الوضوء. حديث رقم (١٦٧٢) بلفظ (عَنْ كُرَيْبٍ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، أَنَّهُ سَمِعَهُ يَقُولُ: دَفَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ عَرَفَةَ حَتَّى إِذَا كَانَ بِالشِّعْبِ نَزَلَ فَبَالَ، ثُمَّ تَوَضَّأَ وَلَمْ يُسْبِغْ الْوُضُوءَ، فَقُلْتُ: الصَّلَاةَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَقَالَ: الصَّلَاةُ أَمَامَكَ، فَرَكِبَ فَلَمَّا جَاءَ الْمُزْدَلِفَةَ نَزَلَ فَتَوَضَّأَ فَأَسْبَغَ الْوُضُوءَ ثُمَّ أُقِيمَتْ الصَّلَاةُ فَصَلَّى الْمَغْرِبَ، ثُمَّ أَنَاخَ كُلُّ إِنْسَانٍ بَعِيرَهُ فِي مَنْزِلِهِ، ثُمَّ أُقِيمَتْ الْعِشَاءُ فَصَلَّى وَلَمْ يُصَلِّ بَيْنَهُمَا).
أخرجه مسلم في الحج، والنسائي في مناسك الحج، وأبو داود في المناسك، وابن ماجة في المناسك. وأحمد في ومن مسند بني هاشم، ومالك في الحج، والدارمي في المناسك.
معاني الألفاظ: الشعب: الطريق في الجبل.

<<  <  ج: ص:  >  >>