للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[قبور الأنبياء عليهم السلام غير معروفة ما عدا قبر نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم-]

س: يوجد لدينا مسجد وقبر يقال أنه قبر نبي الله (نوح) عليه السلام، فهل هذا القول صحيح أم أنه غير صحيح؟

جـ: اعلم أن علماء السنة يقولون بأن قبور الانبياء الأولين صلوات الله عليهم وعلى نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم- غير معروفة على التحقيق مثل ما عرف قبر خاتم الانبياء (محمد بن عبدالله -صلى الله عليه وسلم- وقد قال الحافظ الجزري في عدة الحصن الحصين لا يعرف قبر نبي من الأنبياء على التحقيق غير قبر النبي -صلى الله عليه وسلم-.

س: هل يوجد قبر في بلاد أخرى باسم قبر النبي (نوح) عليه السلام أم أنه لا يوجد؟

جـ: يقال إن في جبل لبنان قبراً كان الناس يعتقدون أنه قبر نبي الله (نوح) عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام وبيَّن عدم صحة ذلك المتأخرون من علماء السنة والتاريخ وقالوا لا أصل له من الصحة وإنما شاع هذا الاعتقاد في العصور المتأخرة، وكان أول ظهور هذه الإشاعة في القرن السابع من الهجرة النبوية على صاحبها وعلى آله أفضل الصلاة والسلام، وممن نص على هذا الحافظ (السخاوي) في كتاب المقاصد الحسنة فيما يجري من الحديث على الألسنة، والحافظ (العجلوني) في كتاب كشف الخفاء والحافظ (الديببع) في تمييز الطيب من الخبيث فيما يجري على ألسنة الناس من الحديث، والحافظ (الحوت البيروتي) في كتاب أسنى المطالب كلهم صرحوا في آخر مؤلفاتهم المذكورة بأن ما شاع بين الناس من أن قبر (نوح) في جبل لبنان لا أصل له من الصحة، وأن حدوث هذه الإشاعة كان في القرن السابع من الهجرة النبوية على صاحبها أفضل الصلاة والسلام، ويقال أن قبر (نوح) في مدينة أو قرية الكرك.

[أول من أسلم من أهل اليمن (زيد بن حارثه مولى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-]

س: من هو أول رجل دخل الإسلام من أهل اليمن ومن أيِّ منطقة هو وفي أيِّ عام ومن أسلم على يده؟

جـ: أول من أسلم من أهل اليمن ممن جاء الإسلام وهو بمكة (زيد بن حارثه) مولى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الذي بيع في مكة المكرمة واشتراه رسول الله قبل البعثة النبوية وتبناه (أي جعله أبنا له) على ما كان عليه العرب من التبني لمن يريد الرجل أن يتبنا فيُصبح ولداً له يرثه ويعقل عنه، فكان يسمى (زيد بن محمد) حتى نزل قوله تعالى {ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ} (١) وقوله تعالى {مَا كَانَ … مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ} (٢) فسمي (زيد بن حارثة) وهو الصحابي الوحيد الذي ذكر اسمه صريحاً في القرآن الكريم ولم يذكر أحد من الصحابة في القرآن الكريم باسمه الصريح في القرآن العظيم غير (زيد بن حارثة) هذا -رضي الله عنه- وأرضاه ولم يكن (زيد بن حارثة) حجازياً ولا مكياً ولا عدنانياً ولا قرشياً وإنما كان يمنياً حميرياً، كما أسلم أيضاً من أهل اليمن (ياسر بن عامر) اليمني المذحجي العنسي وولده عمار بن ياسر -رضي الله عنه- كما أسلمت السيدة (سمية) زوجة الصحابي (ياسر بن عامر) ووالدة (عمار بن ياسر) -رضي الله عنه- و (ياسر بن عامر) هذا هو أول شهيد في الإسلام، كما أن السيدة (سمية) رضي الله عنها أول شهيدة في الإسلام، ولقد نص علماء السيرة المحمدية ورجال التاريخ أن أسرة ياسر بن عامر (وهم ياسر وسمية وعمار) أول أسرة يمينة أسلمت قبل الهجرة، وهكذا أسلم (قيس بن مالك الأرحبي) من بلاد أرحب المعروفة في شمال العاصمة صنعاء عند أن هاجر إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى مكة المكرمة وطلب من النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يهاجر من مكة إلى اليمن وإلى قبيلة أرحب بالذات ولكن الرسول الأعظم -صلى الله عليه وسلم- أرجعه إلى


(١) الأحزاب: (٥)
(٢) الأحزاب: (٤٠)

<<  <  ج: ص:  >  >>