للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الصغير) الذي شرط فيه أن لا يدخل فيه حديثاً موضوعاً وهو الذي وافق الحفاظ على عدة من جملة الموضوعات كما وافقهم على الحكم على من في سنده بأنه كذاب والله سبحانه وتعالى أعلم بالصواب وإليه المرجع والمآب وسبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم.

س: افيدونا عمن أخرج حديث (تقتل عماراً الفئة الباغية) ومنهم الذين أخرجوه من المحدثين؟

جـ: الجواب أن حديث (وَيْحَ عَمَّارٍ تَقْتُلُهُ الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ يَدْعُوهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ وَيَدْعُونَهُ إِلَى النَّارِ) (١) حديث صحيح بإجماع الحفاظ بل هو من الأحاديث المتواترة كما نص على ذلك (السيوطي) في كتابة (قطف الأزهار المتناثرة في الأخبار المتواترة) وقد أخرجه الشيخان من حديث (أبي سعيد) ومسلم من حديث (أبي قتادة وابن مسعود) والحاكم من حديث (حذيفة وابن مسعود) وأحمد من حديث (عمار بن ياسر) وعمرو بن العاص وابنه عبدالله وعمر بن حزم وخزيمة بن ثابت وأبو يعلي، والطبراني من حديث (عثمان بن عفان وأنس وأبي هريرة) والرافعي في تاريخه من حديث أبي رافع فهؤلاء أربعة عشر صحابي كلهم قد روى عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم حديث (وَيْحَ عَمَّارٍ تَقْتُلُهُ الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ يَدْعُوهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ وَيَدْعُونَهُ إِلَى النَّارِ) وأخرجه عن هؤلاء الأربعة عشر الحفاظ المذكورون آنفاً وأخرجه أيضا ابن عساكر من حديث جابر بن عبدالله وقال وروى حديث عمار عثمان بن عفان ومعاوية بن أبي سفيان وعبدالله بن عباس وعمرو بن العاص وابنه عبدالله وابن عمر وأبي رافع وعبدالله بن مسعود وحذيفة بن اليمان وأبي هريرة وأبي سعيد الخدري وزيد بن أبي أوفي الأسلمي وجابر بن سمرة وجابر بن عبدالله وأبي قتادة وعمر بن حزم وخزيمة بن ثابت وأبي أيسر وكعب بن عمر وزياد بن أبي العز وكعب بن مالك وانس وأبي أمامة الباهلي وعائشة وأم سلمة وتم سماعها كلها بأسانيدها فهؤلاء خمسة وعشرون صحابياً كلهم قد رووا هذا الحديث الذي جاء في السؤال، وقد دخل الأربعة عشر المذكورون سابقاً في عداد هؤلاء الخمسة والعشرين الذين ذكرهم ابن عساكر رحمه الله، وقد عد هذا الحديث من الأحاديث المتواترة العلامة الكتاني في كتابه (نظم المتناثر من الحديث المتواتر) وهو الحديث السابع والثلاثون بعد المأتين من كتابة هذا وهو الذي نقل فيه كلام (السيوطي) في كتابه (الأزهار المتناثرة في الأحاديث المتواترة) معدداً من روى الحديث من الصحابة كما في (الأزهار المتناثرة) وزاد في رواية رواة آخرين حتى بلغ عدد الرواة واحد وثلاثون راوياً، وقال ممن صرح بتواتره (السيوطي) في خصائصه الكبرى وقال الحافظ (ابن حجر) في الإصابة تواترت الأخبار عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم بلفظ (وَيْحَ عَمَّارٍ تَقْتُلُهُ الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ يَدْعُوهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ وَيَدْعُونَهُ إِلَى النَّارِ) وأجمعوا على أنه قتل مع علي رضي الله عنه وكرم الله وجهه بصفين سنة سبعة وثلاثين من الهجرة وله ثلاثة وتسعون سنة، هذا والجدير بالذكر أن قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم لعمار (وَيْحَ عَمَّارٍ تَقْتُلُهُ الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ يَدْعُوهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ وَيَدْعُونَهُ إِلَى النَّارِ) لم يكن عند حفر النبي صلى الله عليه وآله وسلم الخندق كما جاء في السؤال بل كان عند عمارة النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأصحابه المسجد النبوي في السنة الأولى من الهجرة النبوية على صاحبها وعلى آله أفضل الصلاة والسلام كما في كتب السنة النبوية والسيرة المحمدية، وقد جاء في صحيح


(١) - صحيح البخاري: كتاب الصلاة: باب التعاون في بناء المسجد. حديث رقم (٤٢٨) بلفظ (عَنْ عِكْرِمَةَ قَالَ لِي ابْنُ عَبَّاسٍ وَلِابْنِهِ عَلِيٍّ انْطَلِقَا إِلَى أَبِي سَعِيدٍ فَاسْمَعَا مِنْ حَدِيثِهِ فَانْطَلَقْنَا فَإِذَا هُوَ فِي حَائِطٍ يُصْلِحُهُ فَأَخَذَ رِدَاءَهُ فَاحْتَبَى، ثُمَّ أَنْشَأَ يُحَدِّثُنَا حَتَّى أَتَى ذِكْرُ بِنَاءِ الْمَسْجِدِ فَقَالَ: كُنَّا نَحْمِلُ لَبِنَةً لَبِنَةً، وَعَمَّارٌ لَبِنَتَيْنِ لَبِنَتَيْنِ، فَرَآهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَيَنْفُضُ التُّرَابَ عَنْهُ، وَيَقُولُ: وَيْحَ عَمَّارٍ تَقْتُلُهُ الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ يَدْعُوهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ وَيَدْعُونَهُ إِلَى النَّارِ، قَالَ يَقُولُ: عَمَّارٌ أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ الْفِتَنِ)
اخرجه مسلم في الفتن وأشراط الساعة، وأحمد في باقي مسند المكثرين.
معاني الألفاظ: الاحتباء: أن يجلس على مؤخرته ويجمع فخذيه إلى صدره.

<<  <  ج: ص:  >  >>