للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[عدم مشروعية الجهر بالنية في الصيام]

س: ما حكم الجهر بالنية في الصيام؟

جـ: لا حاجة الى الجهر ولا إلى التلفظ بالنية لأن محل النية القلب لحديث (مَنْ لَمْ يُجْمِعْ الصِّيَامَ قَبْلَ الْفَجْرِ فَلَا صِيَامَ لَهُ) ومعنى (يجمع) ينوي ويعزم.

[وجوب تبييت النية في صوم النذر]

س: هل النية مطلوبة في صيام النذر أم يكفي مجرد صيامه كما في رمضان؟

جـ: اعلم بأن الأدلة قد دلت على وجوب النية في جميع العبادات ومنها الصلاة والصيام والزكاة والحج إلى بيت الله الحرام، وسواء كان الصيام فرضاً فرضه الله تعالى مثل صيام شهور رمضان أو قضاء ما فات من رمضان لمن كان مريضاً أو على سفر أو كان فرضاً فرضه المسلم على نفسه فأوجبهُ عليها مثل صيام النذر لما جاء في الحديث الصحيح عند البخاري ومسلم وغيرهما عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه مرفوعاً إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال (إِنَّمَا الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ، وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى) (١) أي إنما صحة الأعمال ومنها صوم النذر بالنيات فمن لم ينو أي عبادة فهي غير صحيحة شرعاً لأن الألف واللام تدل على العموم فيعم كل عمل كما قرره العلماء، وكما أن النية واجبة فالتبييت لها من الليل أيضاً واجب لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- جعل تبييت النية من الليل شرطاً في صحة الصوم كما جاء في حديث حفصة مرفوعاً (مَنْ لَمْ يُجْمِعْ الصِّيَامَ قَبْلَ الْفَجْرِ فَلَا صِيَامَ لَهُ) والنفي يتوجه إلى نفي الصحة والصيام هنا يعم كل صيام لأن لفظة (لا) النافية قد وقعت قبل الاسم النكرة وهو لفظة صيام والنكرة في سياق النفي تفيد العموم، ثم الألفاظ الواردة في كلام النبي تحمل على الحقائق الشرعية وكأنه قال لا فرد من أفراد الصيام الشرعي الصحيح لمن لم يبيت الصيام من الليل.

س: إذا صام الإنسان لمرض فيه يستدعي الصيام، فإذا نوى به صياماً عن نذر عليه، فهل يجزؤه؟

جـ: صيام النذر واجب ولابُدَّ في الصيام الواجب من تبييت النية من الليل لحديث (مَنْ لَمْ يُجْمِعْ الصِّيَامَ قَبْلَ الْفَجْرِ فَلَا صِيَامَ لَهُ) باستثناء حالة الضرورة وهي مسألة من لم يعرف بدخول رمضان إلا صباح اليوم الأول من رمضان لحديث (بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلًا مِنْ أَسْلَمَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ، فَأَمَرَهُ أَنْ يُؤَذِّنَ فِي النَّاسِ، مَنْ كَانَ لَمْ يَصُمْ فَلْيَصُمْ، وَمَنْ كَانَ أَكَلَ فَلْيُتِمَّ صِيَامَهُ إِلَى اللَّيْلِ)، ولا صياماً شرعياً إلا بتبييت النية.

[يعتبر السحور نية للصيام]

س: هل يعتبر السحور نية للصيام؟

جـ: نعم، لأنه لا يتسحر إلا للصيام.


(١) - صحيح البخاري: كتاب بدء الوحي: كيف كان بدء الوحي. حديث رقم (١) بلفظ (أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيُّ أَنَّهُ سَمِعَ عَلْقَمَةَ بْنَ وَقَّاصٍ اللَّيْثِيَّ يَقُول: ُ سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَلَى الْمِنْبَرِ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: إِنَّمَا الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ، وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى، فَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى دُنْيَا يُصِيبُهَا أَوْ إِلَى امْرَأَةٍ يَنْكِحُهَا فَهِجْرَتُهُ إِلَى مَا هَاجَرَ إِلَيْهِ).
أخرجه مسلم في الإمارة، والترمذي في فضائل الجهاد، والنسائي في الطهارة، وأبو داود في الطلاق، وابن ماجة في الزهد، وأحمد في مسند العشرة المبشرين بالجنة.
أطراف الحديث: الإيمان، العتق.
معاني الألفاظ: النية: القصد وعزم القلب على الفعل. … يصيب: ينال والمراد تحصيل أسباب العيش.

<<  <  ج: ص:  >  >>