عراق الكناني و (تذكرة الموضوعات) لابن طاهر الفتني و (الأسرار المرفوعة في الأحاديث الموضوعة) للملا علي القاري وكتابه الآخر المسمى (المصنوع في الحديث الموضوع) و (الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة) للإمام الشوكاني وكتاب (الأحاديث الضعيفة والموضوعة وأثرها السيئ في الأمة) للألباني وغيرها من المؤلفات التي دبجتها أقلام الحفاظ من رجال السنة النبوية على صاحبها وعلى آله أفضل الصلاة والسلام، وإذا لم يجد في هذه الكتب بغيته فعليه بمطالعة ما قد ألفه المحدثون في الأحاديث الدارجة على الألسنة فإن مؤلفيها قد نصوا على ما يدور على الألسن من الأحاديث وبينوا الصحيح منها والحسن والضعيف والموضوع كما بينوا ما هو من الحِكَم وما هو من الأمثال ونسب إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم غلطاً، ومن أشهر هذه المؤلفات كتاب (المقاصد الحسنة في كثير من الأحاديث الدارجة على الألسنة) للحافظ السخاوي ومن أخصرها كتاب (تمييز الطيب من الخبيث فيما يجري على السنة الناس من الحديث) لابن الديبع اليماني وكتاب (أسنى المطالب في الأحاديث على المراتب) ومن أكثر ما جمع وأكبرها حجماً وأحسنها سرداً للشواهد والمتابعات كتاب (كشف الخفاء وإزالة الإلباس فيما يجري من الأحاديث على السنة الناس) للعجلوني الجراحي رحمه الله تعالى لأنه قد جمع فيه ما في المقاصد وما في التمييز وما في كتاب اللئآلي المنثورة في الأحاديث المشهورة للحافظ بن حجر، وإذا لم يجد المطلع ما في هذه الكتب فليراجع الكتب المؤلفة في تخريج الأحاديث في كتب الفقه المربوطة بالأدلة أو في كتب التصوف الإسلامي التي تذكر الأحاديث في أكثر المسائل الأخلاقية وتجمع بين الأحاديث الصحيحة والضعيفة والحسنة والموضوعة وما هو من الحِكَم أو من الأمثال أو من الآثار الموقوفة على أحد الصحابة أو من أقوال أحد التابعين أو أحد الأئمة المتبوعين وذلك كتخريج ابن حجر لأحاديث التلخيص، وتخريج ابن بهران لأحاديث البحر الزخار للإمام المهدي، وتخريج الضمدي لأحاديث شفاء الأوام للأمير الحسين، وتخريج العراقي لأحاديث إحياء علوم الدين للغزالي رحمهم الله جميعاً، وغيرها هذه الكتب المؤلفة في التخريج.
[س: هل الأحاديث التالية صحيحة أو ضعيفة وهي حديث (لا تسترضعوا أولادكم الحمقاء فإن اللبن يعدي) وحديث (جبلت القلوب على حب من أحسن إليها إلى آخره)؟]
جـ: حديث (لا تسترضعوا أولادكم الحمقاء فإن اللبن يعدي) غير صحيح وهكذا حديث (الرضاع يغير الطباع) ليس بصحيح وقد نسبه (السخاوي) في المقاصد الحسنة إلى (الوضع) من حديث (ابن عباس) رضي الله عنهما وإلى أبي الشيخ من حديث (ابن عمر) ومهما يكن فهو (حديث ضعيف) كما قال (ابن عرار) وقال عنه (المناوي) بـ (أنه منكر) وذلك لأن في سنده (صالح بن عبدالجبار) قال (الذهبي) في الميزان (أنه منكر) وذكر هذا الحديث وعقب بقوله وفيه انقطاع هكذا قال (الحوت البيروتي) في أسنى المطالب هذا وممن ضعفه (السيوطي) في الجامع الصغير و (الألباني) في ضعيف الجامع الصغير، وأما حديث (جبلت القلوب على حب من أحسن إليها وبغض من أساء إليها) فهو حديث مشهور ذكره جميع من ألف في الأحاديث المشهورة كـ (الزركشي) في اللئآلئ المنثورة في الأحاديث المشهورة و (السخاوي) في المقاصد الحسنة و (السيوطي) في الدرر المنتثرة و (الديبع) في تمييز الطيب من الخبيث و (العجلوني) في كشف الخفاء وغيرهم من حديث ابن مسعود مرفوعاً وموقوفاً وهو لا يصح موقوفاً ولا مرفوعاً، قال (السخاوي) هو باطل من الوجهين أي من الطريق التي رفعته إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم ومن الطريق التي جعلته موقوفاً على ابن مسعود رضي الله عنه، وقال (ابن كثير) هذا الحديث لا يصح وقال (البيروتي) لا أصل له وحكم عليه بـ (الوضع) من المتأخرين والمعاصرين (الملا علي القاري) في كتاب الأسرار المرفوعة و (القاوقجي) في كتاب اللؤلؤ المرصوع و (الغماري) في كتاب المغير و (الأستاذ محمد بن إسحاق) في تعليقه على كتاب الغماز و (الألباني) في المجلد الثاني من سلسلة الأحاديث