للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حق يهودي وليس في كل ميت وهو قول عائشة رضي الله عنها مع قوله تعالى {وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى} (١) والقول الثاني: إذا أوصى الميت بأن يناح عليه مثلما كان يعمل في الجاهلية، كقول الشاعر الجاهلي (طرفة بن العبد) قال موصياً زوجته

إذا مت فابكيني بما أنا أهله … وشقي علىَّ الجيب يا أم معبد

وقال بعضهم: أن العقاب غير العذاب، فالعقاب يكون على فعل الإنسان نفسه والعذاب قد يقع بدون فعل منه، مثل تألم الإنسان لرؤية مريض أو نحوه، وقال الشوكاني: يجب أن نقول سمعنا وأطعنا فلا نؤول الحديث وهو يدل على تحريم النياحة على الجنازة.

س: كيف يكون سؤال القبر؟ وبأيِّ معنى باللغة السريانيه، كما سمعنا؟

جـ: سؤال القبر في عالم البرزخ لا يعلمه إلا الله وقد جزم البلقيني أن سؤال القبر يكون باللغة السريانية بلغة آدم عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام قال الحافظ السيوطي:

ومن عجيب ما ترى العينان … أن سؤال القبر بالسرياني

نص عليه شيخنا البلقيني … لم أرى لغيره بعيني

ولا ندري ما هو الدليل الذي استند إليه البلقيني.

[تحريم النياحة على الميت]

س: هل يجوز شرعاً أن تقوم النساء بالعويل والبكاء بأصوات مزعجة أثناء خروج الجنازة من البيت؟ وهل هذا العمل قبيح شرعاُ؟ ثم هل يستفيد الميت أو ينتفع من الاجتماع في بيته أياماً معدودة للتدخين وشرب القهوة؟

جـ: لا يجوز شرعاً رفع الأصوات للبكاء على الميت لا للرجال ولا للنساء لأنه جاء في الحديث الصحيح النهي عن ذلك في حديث (الْمَيِّتُ يُعَذَّبُ فِي قَبْرِهِ بِمَا نِيحَ عَلَيْهِ) وكذلك لا ينفع الميت الاجتماع في بيته لشرب القهوة والتدخين وغيرها، وإنما ينتفع بالدعاء له وسؤال الله له التثبيت والاستغفار وذلك عقب دفنه لقوله -صلى الله عليه وسلم- " (استَغْفِرُوا لِأَخِيكُمْ وَسلُوا لَهُ بِالتَّثْبِيتِ فَإِنَّهُ الْآنَ يُسأَلُ) (٢).

[آراء العلماء في وصول ثواب تلاوة القرآن من الحي إلى الميت]

س: هل يصل ثواب تلاوة القرآن من الحي إلى الميت؟

جـ: هذه مسألة خلافية بين العلماء، عند (الإمام الشافعي) أن التلاوة لا تنفع الميت ولا يصل ثوابها إليه والغريب


(١) - فاطر: آية (١٨).
(٢) سنن أبي داود: كتاب الجنائز: باب الاستغفار عند القبر للميت في وقت الانصراف. حديث رقم (٢٨٠٤) بلفظ (عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- إِذَا فَرَغَ مِنْ دَفْنِ الْمَيِّتِ وَقَفَ عَلَيْهِ، فَقَالَ: استَغْفِرُوا لِأَخِيكُمْ وَسلُوا لَهُ بِالتَّثْبِيتِ فَإِنَّهُ الْآنَ يُسأَلُ) صححه الألباني في صحيح سنن أبي داود برقم (٣٢٢١).
انفرد به أبو داود.

<<  <  ج: ص:  >  >>