أنَّ الشافعية في هذا العصر كلهم يوقفون على الدرس للأموات ويقولون بوصول ثوابها للميت، والإمام (أحمد بن حنبل) يقول بأن ثواب تلاوة القرآن من الحي يصل إلى الميت والغريب أن الحنبلية في هذا العصر يقولون بأن تلاوة القرآن على الميت بدعة مع أنه قد قال بها إمام المذهب الإمام (أحمد بن حنبل) في أحد قوليه، وهل نحكم بأنها بدعه وقد قال بها الإمام (أحمد بن حنبل) وأنا لا أقول في شيء أنه بدعة وقد قال بها إمام مجتهد من أئمة المسلمين لأن العالم قد تمكن من استنباط الأحكام الشرعية، ورأيي الشخصي أن كل مجتهد مصيب (وكلهم من رسول الله ملتمس) ولا نلوم أحداً من العلماء لكن نخالف العالم في الرأي الذي قد قال به إذا وجدنا مرجحاً، ولا نسميه مبتدعاً، هل نقول أن الإمام الشافعي مبتدع؟! أو الإمام أحمد مبتدع؟! ولكن نقول قد يخطئ المجتهد ويصيب، وقد ألف الإمام ابن تيميه مؤلفاً في هذا الموضوع سماه (رفع الملام عن الأئمة الأعلام)، فلا نقول مبتدع ولكن إذا وجدنا أدلته مرجوحة نقول رأيه ضعيف في هذه المسألة، وقد رجح المجتهد المطلق العلامة (محمد بن اسماعيل الأمير) وصول ثواب التلاوة إلى الميت في آخر كتابه (جمع الشتيت شرح أبيات التثبيت) وأتى بأدلة كثيرة تدل على وصول ثواب التلاوة إلى الميت وأتى غيره بأدلة أخرى، والمسألة من المسائل التي اختلفت فيها أنظار العلماء منذ القدم إلى اليوم.
س: على فرض أن وصول ثواب التلاوة يصل إلى الميت فما الرد على قوله تعالى {وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى}