للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

جـ: من تطوع بالماء للمسجد وهو يكفي المسجد وقاصدوه للصلاة فيه وهناك من الماء كفاية لا يحتاجه المصلون فهو أحق به، وهكذا من تطوع بالماء للناس المحتاجين للماء فبقي منه بقية فلا مانع من أخذه البقية، ولا أدري ما وجه الاعتراض على فاعل الخير هذا؟ وما هو الحامل في الاعتراض عليه؟ ويجب أن لا يُعترض عليه بل يجب تشجيعه والدعاء له بخير على فعل هذا الخير، هذا إن صح أن هناك من يعترض عليه وينتقده.

[تحريم الأخذ من مياه المسجد إلا لضرورة العطش فقط]

س: ما حكم الأخذ من مياه المسجد للشرب؟

جـ: لا يجوز إلا لمن صح أنه لو لم يأخذ ما يشربه سيموت من العطش، فيجوز للضرورة قبل أن يموت عطشا وإلا فلا.

[استحباب تعليم الأطفال تعظيم المساجد ومنعهم من اللعب فيها]

س: ما حكم الأطفال الذين يلعبون في المساجد خلال الصلاة؟

جـ: على المصلين منع كل من دخل المسجد ليصلي ثم يلعب في المسجد ويضحك أو يُضحك غيره من المصلين في المسجد سواء كان كبيراً أو صغيراً بالغاً أم طفلاً وإذا لم يستطع المصلون منع بعض الأطفال من الضحك أو اللعب أو الكلام الذي يشغل المصلين عن الصلاة فعليهم أن يتصلوا بأوليائهم ويطلبوا من كل ولي أن يمنع الطفل المُولّى عليه لأن الأولياء هم المسئولون عن الأطفال، وإذا لم يتم المطلوب فلا مانع للمصلين من الاتصال بمن يلزم الاتصال به من جهة الدولة كالقاضي أو المدير أو غيرهما لأن اللعب أو الضحك في المسجد لا يجوز إقرارهم عليه وإذا كان النبي -صلى الله عليه وسلم- نهى عن الجهر بالقراءة إذا كان الجهر سيشوش على الآخرين قراءتهم وصلاتهم في حين أن الذين يجهرون بالقراءة ينادون الله عز وجل فبالأولى الضاحكين في المساجد والمضحكين لغيرهم والمتلاعبين فيه، وبناء على ذلك فالذي أنصحكم به منع الأطفال من كل ما يعملونه مما يتنافى مع حرمة المسجد وإذا لم تتمكنوا من منعهم فاتصلوا بأوليائهم وقولوا لهم إذا كان النبي -صلى الله عليه وسلم- قد سمع أناساً يجهرون بقرآءة القرآن جهراً مما يشوش القرآءة أو الصلاة على غيرهم فقال لهم (أَلَا إِنَّ كُلَّكُمْ مُنَاجٍ رَبَّهُ، فَلَا يُؤْذِيَنَّ بَعْضُكُمْ بَعْضًا وَلَا يَرْفَعْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ فِي الْقِرَاءَةِ أَوْ قَالَ فِي الصَّلَاةِ) (١) فبالأولى أن تنهوا أولادكم أو إخوانكم فكيف ينهى النبي -صلى الله عليه وسلم- من يقرؤون القرآن وهم يناجون ربهم وأولادكم لا يناجون ربهم فإن عملوا بمقتضى نصيحتي هذه فبها ونعمت، وإلا فلكم الحق بالشكوى إلى من له الأمر في المنطقة ليتخذوا الإجراءات اللازمة وإن الله ليزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن كما جاء في الأثر المروي عن عثمان -رضي الله عنه- أي أن الأمر من الدولة أو من أيِّ مسئول في الدولة يؤثر في الناس أعظم من تأثير فتوى المفتي ومن تأثير النهي عن المنكر من الواعظ أو الناصح أو الخطيب.

س: هل يجوز دخول الأطفال إلى المساجد وثيابهم غير نظيفة أو أنه غير جائز؟


(١) - سنن أبي داود: كتاب الصلاة: باب رفع الصوت بالقراءة في صلاة الليل. حديث رقم (١٣٣٢) بلفظ (عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: اعْتَكَفَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمَسْجِدِ فَسَمِعَهُمْ يَجْهَرُونَ بِالْقِرَاءَةِ فَكَشَفَ السِّتْرَ وَقَالَ: أَلَا إِنَّ كُلَّكُمْ مُنَاجٍ رَبَّهُ، فَلَا يُؤْذِيَنَّ بَعْضُكُمْ بَعْضًا، وَلَا يَرْفَعْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ فِي الْقِرَاءَةِ أَوْ قَالَ فِي الصَّلَاةِ) صححه الألباني في صحيح سنن أبي داود بنفس الرقم.
أخرجه أحمد في باقي مسند المكثرين.
معاني الألفاظ: الاعتكاف: المكوث في المسجد بنية العبادة. التناجي: محادثة الغير سراً.

<<  <  ج: ص:  >  >>