للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عليه وآله وسلم والتي لا أصل لها في كتب السنة النبوية على صاحبها وعلى آله أفضل الصلاة والسلام كما نص على ذلك (الصاغاني) في موضوعاته و (السخاوي) في المقاصد الحسنة و (الملا علي القاري) في موضوعاته الصغرى و (العجلوني) في كشف الخفاء و (الشوكاني) في الفوائد المجموعة و (الألباني) في الأحاديث الضعيفة والموضوعة وغيرهم، وقال (ابن طاهر المقدسي) في تذكرته لم أقف له على أصله ووافقه من جاء بعده ممن نقل كلامه وأقره مثل (زين الدين العراقي) في تخريج الإحياء و (ابن طاهر الفتني الهندي) في تذكرة الموضوعات وغيرهم، والله سبحانه وتعالى أعلم بالصواب وإليه المرجع والمآب وسبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم.

س: سمعت شخصاً يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (كاد الفقر أن يكون كفراً) فهل هذا الحديث صحيح ومن أخرجه ومن رواه؟ وهل يتصادم مع الحديث النبوي القائل ما معناه أول من يدخل الجنة هم فقراء أمتي؟

جـ: إنَّ حديث (كاد الفقر أن يكون كفراً) ليس بصحيح ولا حسن بل هو ضعيف لأن في سنده (يزيد الرقاشي) وهو ضعيف والذي أخرجه هو (أحمد بن منيع) عن الحسن أو أنس مرفوعاً كما أخرجه (أبو نعيم) في (الحلية) و (ابن السكن) في (مصنفه) و (البيهقي) في (الشعب) و (ابن عدي) في (الكامل) عن الحسن وبناء عليه فلا حجة فيه حتى يقال أنه سيعارض حديث (أول من يدخل الجنة فقراء أمتي) (١).

س: هل حديث (كنت نبياً وآدم بين الروح والجسد) صحيح أو ضعيف وكذلك حديث (كنت نبياً وآدم بين الطين والماء) وحديث (لولاك ما خلقت الأفلاك)؟

جـ: حديث (كنت نبياً وآدم بين الروح والجسد) قال (الألباني) أخرجه (أحمد بن حنبل) في المسند وفي السند قال حدثنا عبدالرحمن بن مهدي قال حدثنا منصور بن سعد عن بديل عن عبدالله بن شقيق عن ميسرة الفجر قال (قلت يا رسول الله متى كنت نبياً قال: وآدم بين الروح والجسد) وأخرجه (ابن أبي عاصم) في كتاب السنة و (أبو نعيم) في كتاب الحلية من طرق أخرى عن (ابن مهدي) إلا أنه وقع في الحلية (كنت) و رواية أحمد وابن أبي عاصم وتابعه إبراهيم بن طهمان عن بديل عن ميسرة بلفظ الحلية وأخرجه (البخاري) في التاريخ و (ابن سعد) وتابعه خالد الحذاء عن عبدالله بن شقيق عن رجل قال الحديث.

وأخرجه ابن أبي عاصم قال حدثنا هدبة بن خالد حدثنا حماد بن سلمة عن خالد به وأخرجه ابن سعد إلى آخر ما قاله (الألباني) في الأحاديث الصحيحة رقم (١٨٥٦) في المجلد الرابع منها، كما صححه الألباني أيضا في صحيح الجامع الصغير وفي نفس رقم ٤٤٥٧ وقد سبق الألباني غيره من الحفاظ في تصحيح هذا الحديث وذلك كـ (السيوطي) في الجامع الصغير رقم (٦٤٢٤) واقره (المناوي) في فيض القدير حيث ذكر لهذا الحديث عدة شواهد منها ما أخرجه (الحاكم) عن ميسرة بلفظ (قلت يا رسول الله متى كنت نبياً قال وآدم بين الروح والجسد) قال (الحاكم) صحيح وأقره (الذهبي) وأخرجه (أحمد) و (الطبراني) باللفظ المذكور عنه قال (الهيثمي) رجالهما رجال الصحيح فـ (المناوي) قد عقب الرواية التي في سندها من قيل فيه منكر وهو (قيس ابن الربيع) والتي قال


(١) - صحيح مسلم: كتاب الزهد والرقائق: باب. حديث رقم (٥٢٩٠) بلفظ: قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَجَاءَ ثَلَاثَةُ نَفَرٍ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ وَأَنَا عِنْدَهُ فَقَالُوا يَا أَبَا مُحَمَّدٍ إِنَّا وَاللَّهِ مَا نَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ لَا نَفَقَةٍ وَلَا دَابَّةٍ وَلَا مَتَاعٍ فَقَالَ لَهُمْ مَا شِئْتُمْ إِنْ شِئْتُمْ رَجَعْتُمْ إِلَيْنَا فَأَعْطَيْنَاكُمْ مَا يَسَّرَ اللَّهُ لَكُمْ وَإِنْ شِئْتُمْ ذَكَرْنَا أَمْرَكُمْ لِلسُّلْطَانِ وَإِنْ شِئْتُمْ صَبَرْتُمْ فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ إِنَّ فُقَرَاءَ الْمُهَاجِرِينَ يَسْبِقُونَ الْأَغْنِيَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِلَى الْجَنَّةِ بِأَرْبَعِينَ خَرِيفًا قَالُوا فَإِنَّا نَصْبِرُ لَا نَسْأَلُ شَيْئًا.
أخرجه أحمد في مسند المكثرين من الصحابة ٦٢٩٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>