للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عَلَيْنَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأُمَامَةُ بِنْتُ أَبِي الْعَاصِ عَلَى عَاتِقِهِ، فَصَلَّى فَإِذَا رَكَعَ وَضَعَ، وَإِذَا رَفَعَ رَفَعَهَا) (١) وإذا كان الحديث غير صحيح ولا حسن فلا يعمل به ولا يكون حجة لمن يطرد الصبيان من المسجد ليذهبوا إلى المقاهي والسينما ولعب القمار بدلاً من تشجيعهم على الدخول إلى المسجد ليستمروا في المواظبة على المسجد مواظبة تحبب إليهم المسجد وتكرِّه لهم المقاهي ومجمعات القمار فلا يراهقون إلا وهم من عشاق المساجد ومن محبي الجوامع وحلقات العلم، وعلى فرض أن بعض الصبيان قد يكون الصبي متنجس الثياب وقد يكون حافياً والأرض رطبة أيام الأمطار فاللازم إرشادهم بلين ورفق ولطف كما عمله النبي -صلى الله عليه وسلم- مع الأعرابي الذي بال في المسجد النبوي وهوبلفظ (أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَى أَعْرَابِيًّا يَبُولُ فِي الْمَسْجِدِ، فَقَالَ: دَعُوهُ حَتَّى إِذَا فَرَغَ دَعَا بِمَاءٍ، فَصَبَّهُ عَلَيْهِ) (٢) وفي رواية (دَعُوهُ وَهَرِيقُوا عَلَى بَوْلِهِ سَجْلًا مِنْ مَاءٍ أَوْ ذَنُوبًا مِنْ مَاءٍ، فَإِنَّمَا بُعِثْتُمْ مُيَسِّرِينَ وَلَمْ تُبْعَثُوا مُعَسِّرِينَ) (٣) ومهما يكن من شيء فإن الدين يسر والشريعة سمحة والنبي -صلى الله عليه وسلم- يقول (يَسِّرُوا وَلَا تُعَسِّرُوا، وَبَشِّرُوا وَلَا تُنَفِّرُوا) (٤) والذي أراه هو أن طرد الصبيان من المسجد حرام.

[جواز النوم في المسجد إلا إذا كان سيؤذي المصلين أو التالين فلا يجوز]

س: ما حكم النوم في المسجد هل هو جائز شرعاً أو هو محرم أو مكروه؟

جـ: لا مانع منه إلا إذا كان النوم سيؤذي المصلين والقارئين للقرآن ونحوهم من عمّار المساجد من طلبة العلم ومشائخ العلم المدرسين في المسجد أو يشوش عليهم صلاتهم أو تلاوتهم للقرآن أو تدريس العلوم أو دراستها في المسجد، أما النوم فالأصل في كل شئ هو الإباحة ومن ادعى التحريم أو الكراهة فعليه بالدليل الصحيح الصريح الخالي عن المعارضة ولا سيما والأصل قد تأيد بالأدلة الصحيحة الصريحة الدالة على الجواز وذلك في حديث عبدالله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما أنه كان ينام وهو شاب أعزب لا أهل له في مسجد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كما أخرجه البخاري والنسائي وأبوداوود وأحمد ولفظه (كُنَّا نَنَامُ عَلَى عَهدِ رَسولِ الله -صلى الله عليه وسلم- في المَسجدِ وَنَحنُ شَبَابٌ) (٥) وقال أبو أمامه عن أنس (قَدِمَ رَهْطٌ مِنْ عُكْلٍ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَكَانُوا فِي


(١) - صحيح البخاري: سبق ذكره في هذا الباب من حديث أبي قتادة رضي الله عنه برقم (٥٦٥٠).
(٢) - صحيح البخاري: كتاب الوضوء: باب ترك النبي -صلى الله عليه وسلم- والناس الأعرابي حتى فرغ من بوله في المسجد. حديث رقم (٢١٩) بلفظ (عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَى أَعْرَابِيًّا يَبُولُ فِي الْمَسْجِدِ، فَقَالَ: دَعُوهُ حَتَّى إِذَا فَرَغَ دَعَا بِمَاءٍ، فَصَبَّهُ عَلَيْهِ).
أخرجه مسلم في الطهارة، والترمذي في الطهارة عن رسول الله، والنسائي في المياه، وابن ماجة، وأحمد في باقي مسند المكثرين، ومالك في الطهارة، والدارمي في الطهارة.
أطراف الحديث: الوضوء، الأدب.
(٣) - صحيح البخاري: كتاب الوضوء: باب ترك النبي -صلى الله عليه وسلم- والناس الأعرابي حتى فرغ من بوله في المسجد. حديث رقم (٢٢٠) بلفظ (أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ: قَامَ أَعْرَابِيٌّ فَبَالَ فِي الْمَسْجِدِ فَتَنَاوَلَهُ النَّاسُ فَقَالَ لَهُمْ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: دَعُوهُ وَهَرِيقُوا عَلَى بَوْلِهِ سَجْلًا مِنْ مَاءٍ أَوْ ذَنُوبًا مِنْ مَاءٍ، فَإِنَّمَا بُعِثْتُمْ مُيَسِّرِينَ وَلَمْ تُبْعَثُوا مُعَسِّرِينَ).
أخرجه الترمذي في الطهارة عن رسول الله، والنسائي في المياه، وأبو داود في الطهارة، وابن ماجة في الطهارة وسننها، وأحمد في باقي مسند المكثرين.
أطراف الحديث: الأدب.
معاني الألفاظ: هريقوا: أريقوا و صبوا. … سجلاً: دلو. … ذنوبا: دلو كبير.
(٤) - صحيح البخاري: كتاب العلم: باب ماكان النبي صلى الله عليه وسلم يتخولهم. حديث رقم (٦٧) بلفظ (عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: يَسِّرُوا وَلَا تُعَسِّرُوا، وَبَشِّرُوا وَلَا تُنَفِّرُوا)
أخرجه مسلم في الجهادوالسير، وأحمد في باقي مسند المكثرين.
أطراف الحديث: الأدب.
(٥) - سنن الترمذي: كتاب الصلاة: بَابُ مَا جاءَ في النَّوْمِ في المَسجدِ. حديث رقم (٣٢٠) بلفظ (عن ابنِ عُمَرَ قَالَ: كُنَّا نَنَامُ عَلَى عَهدِ رَسولِ الله -صلى الله عليه وسلم- في المَسجدِ وَنَحنُ شَبَابٌ).
أخرجه البخاري في التعبير، والنسائي في المساجد، وابن ماجة في المساجد والجماعات، تعبير الرؤيا، وأحمد في مسند المكثرين من الصحابة، … والدارمي في الصلاة. الرؤيا.

<<  <  ج: ص:  >  >>