للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فيه ولا يجوز أن يدخل فيه الجنب ولا تدخله المرأة الحائض، وإن لم ينص الواقف على وقفه مسجداً فليس هو من المسجد ولا يشرع للمعتكف الجلوس فيه إلا إذا كان (الصوح) داخل المسجد مثل (الصوح) الذي داخل جامع صنعاء الكبير، فحكمه حكم المسجد.

س: رجل معتكف سمع شجاراً بين أشخاص فخرج ليصلح بينهم أو ليمنع اعتداء بعضهم على بعض، فهل خروجه هذا يبطل اعتكافه؟

جـ: الظاهرأنه لا مانع وبعض العلماء يقولون: لا يخرج المعتكف من المسجد، وعند الشوكاني يخرج.

[جواز الاعتكاف في كل مسجد]

س: ذكرتم أن الشيخ الألباني ذهب إلى أن الاعتكاف لا يكون إلا في المساجد الثلاثة الحرم المكي والمدني والمسجد الأقصى، فما هو الراجح لديكم؟

جـ: الراجح عندي: أن الاعتكاف يصح في كل مسجد لأنه سيلزم أن صاحب المغرب الأقصى إذا أراد الاعتكاف عليه أن يذهب إلى مكة أو المدينة، والحديث الذي صححه الألباني هوبلفظ (لا اعتكاف إلا في المساجد الثلاثه) (١) قد ضعفه بعض علماء المملكة العربية السعودية.

س: في حديث حذيفة (لا اعتكاف إلا في المساجد الثلاثة) (٢) يدل على أن الاعتكاف لا يكون إلا في احد المساجد الثلاثة؟

جـ: الحديث يدل بمفهومه على أن الاعتكاف لا يشرع في غير الثلاثة المساجد ولكن قد ورد منطوقاً جواز الاعتكاف في كل مسجد جامع في قوله تعالى {وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ} (٣) وإذا تعارضت دلالة المنطوق مع دلالة المفهوم فيرجح دلالة المنطوق على دلالة المفهوم، وهذه قاعة مطردة في علم أصول الفقه.

[جواز مذاكرة العلم أثناء الاعتكاف]

س: هل يجوز مذاكرة العلم والمدارسة في المسجد أثناء الاعتكاف؟

جـ: نعم بشرط ألا يشغلوا المصلين فإذا كانوا سيشغلون المصلين فلا يجوز لحديث (ألا كلكم مناج ربه فلا يجهرن بعضكم على بعض بالقراءة) (٤).


(١) سنن البيهقي: كتاب الصوم: باب الاعتكاف. بلفظ (عن أبي وائل قال: قال حذيفة: لعبد الله عكوف بين دارك ودار أبي موسى وقد علمت أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: لا اعتكاف إلا في المساجد الثلاثه) صححه الألباني في السلسلة الصحيحة برقم (٢٧٨٦) ولعلَّ هذا الحديث من باب التنصيص على بعض أفراد العموم في قوله تعالى (وأنتم عاكفون في المساجد) والتنصيص على بعض أفراد العام لا يقتضي التخصيص كما قرره بعض علماء أصول الفقه، وقد يختص الحديث بأنه (لا اعتكاف كثير الثواب إلّا في المساجد الثلاثة) صححه الألباني في صحيح الجامع الصغير برقم (٢٦٣٩)
(٢) سنن البيهقي: سبق ذكره في هذا الباب من حديث أبي وائل بتصحيح الألباني للحديث في السلسلة الصحيحة برقم (٢٧٨٦).
(٣) - البقرة: آية (١٨٧)
(٤) - سنن أبي داوود: كتاب الصلاة: باب رفع الصوت في صلاة الليل. حديث رقم (١٣٣٢) بلفظ (عَنْ أَبِي سعِيدٍ قَالَ: اعْتَكَفَ رَسولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فِي الْمَسجدِ فَسمِعَهُمْ يَجهَرُونَ بِالْقِرَاءَةِ فَكَشَفَ الستْرَ، وَقَالَ: أَلَا إِنَّ كُلَّكُمْ مُنَاج رَبَّهُ فَلَا يُؤْذِيَنَّ بَعْضُكُمْ بَعْضًا، وَلَا يَرْفَعْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ فِي الْقِرَاءَةِ أَوْ قَالَ فِي الصَّلَاةِ) قد صححه الألباني في صحيح سنن أبي داوود بنفس الرقم.
أخرجه أحمد في باقي مسند المكثرين.
معاني الألفاظ: الاعتكاف: المكوث في المسجد بنية العبادة. التناجي: محادثة الغير سراً.

<<  <  ج: ص:  >  >>