للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

جـ: (أويس بن عامر القرني) ليس صحابيا وإنما هو من التابعين وقد رأى أويس رحمه الله أمير المؤمنين (عمر بن الخطاب) -رضي الله عنه- كما جاء في صحيح مسلم رحمه الله، وهكذا لقي أيضاً أمير المؤمنين (علي بن أبي طالب) -رضي الله عنه- كما في كتب السير والتاريخ، وروى عنه يسير بن عمرو وابن أبي ليلى وغيرهما حكايات يسيرة وكان زاهداً عابداً متقشفاً، أما (مولده) فهو في اليمن من قبيلة قرن من قبائل مراد اليمنية، وأما (موته) فقد قيل أنه استشهد في معركة نهاوند وهي المعركة العظيمة التي وقعت بين الجيش الإسلامي وبين الجيش الكفري في عصر الخليفة (عمر بن الخطاب)، وقيل مات شهيداً في معركة صفين وهي المعركة التي جرت بين أمير المؤمنين (علي بن أبي طالب) -رضي الله عنه- و (معاوية ابن أبي سفيان) سنة (٣٧) هجرية، الموافق (٦٥٧) ميلادية وقد أخرج مسلم وغيره عن أسير بن جابر -رضي الله عنه- قال كان (عمر بن الخطاب) إذا أتى عليه أمداد اليمن سألهم أفيكم أويس بن عامر؟ حتى أتى على أويس فقال: أنت أويس بن عامر؟ قال: نعم، قال: من مراد ثم من قرن؟ قال: نعم، قال: وكان بك برص فبرأت منه إلا موضع درهم؟ قال: نعم، قال: لك والدة؟ قال: نعم، قال: (سَمِعْتُ رَسُولَ اللّهِ يَقُولُ: يَأْتِي عَلَيْكُمْ أُوَيْسُ بْنُ عَامِرٍ مَعَ أَمْدَادِ أَهْلِ الْيَمَنِ مِنْ مُرَادٍ، ثُمَّ مِنْ قَرَنٍ، كَانَ بِهِ بَرَصٌ فَبَرِأَ مِنْهُ إِلاَّ مَوْضِعَ دِرْهَمٍ، لَهُ وَالِدَةٌ هُوَ بِهَا بَرٌّ، لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللّهِ لأَبَرَّهُ، فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ يَسْتَغْفِرَ لَكَ فَافْعَلْ، فَاسْتَغْفِرْ لِي، فَاسْتَغْفَرَ لَهُ) (١) إلى آخر الحديث وفيه (ففطن له الناس فانطلق على وجهه)، وقد ترجم له (ابن سعد) في الطبقات و (أبو نعيم) في الحلية و (ابن الجوزي) في صفوة الصفوة و (ابن الأثير) في أسد الغابة و (الذهبي) في سير أعلام النبلاء وفي تاريخ الإسلام و (ابن حجر) في الإصابة وفي لسان الميزان و (ابن عساكر) في التهذيب وغيرهم.

[إبراهيم بن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأمه مارية القبطية رضي الله عنها]

س: (إبراهيم بن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- هل أمه (مارية القبطية) وهل هي عربية أم من الأقباط؟

جـ: إن والدة (إبراهيم ابن النبي -صلى الله عليه وسلم- (مارية) ليست عربية بل هي قبطية من أقباط مصر من قرية مصريه اسمها (حفنه) وقد أخرج (ابن سعد) عن أبي هريرة مرسلاً عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال (لو عاش إبراهيم لوضعت الجزية عن كل قبطي) قال الإمام النووي هي سرية رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأم ابنه إبراهيم أهداها له (المقوقس) ملك مصر، روينا عن ابن أبي خيثمة وخليفة ابن خياط قالا قدم (حاطب ابن أبي بلتعة) سنة سبع من عند


(١) - صحيح مسلم: كتاب فضائل الصحابة: باب فضائل أويس القرني. حديث رقم (٦٤٤٤) بلفظ (عَنْ أُسَيْرِ بْنِ جَابِرٍ، قَالَ: كَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، إِذَا أَتَى عَلَيْهِ أَمْدَادُ أَهْلِ الْيَمَنِ، سَأَلَهُمْ: أَفِيكُمْ أُوَيْسُ بْنُ عَامِرٍ؟ حَتَّى أَتَى عَلَى أُوَيْسٍ، فَقَالَ: أَنْتَ أُوَيْسُ بْنُ عَامِرٍ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: مِنْ مُرَادٍ ثُمَّ مِنْ قَرَنٍ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: فَكَانَ بِكَ بَرَصٌ فَبَرِأْتَ مِنْهُ إِلاَّ مَوْضِعَ دِرْهَمٍ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: لَكَ وَالِدَةٌ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللّهِ يَقُولُ: يَأْتِي عَلَيْكُمْ أُوَيْسُ بْنُ عَامِرٍ مَعَ أَمْدَادِ أَهْلِ الْيَمَنِ مِنْ مُرَادٍ، ثُمَّ مِنْ قَرَنٍ، كَانَ بِهِ بَرَصٌ فَبَرِأَ مِنْهُ إِلاَّ مَوْضِعَ دِرْهَمٍ، لَهُ وَالِدَةٌ هُوَ بِهَا بَرٌّ، لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللّهِ لأَبَرَّهُ، فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ يَسْتَغْفِرَ لَكَ فَافْعَلْ، فَاسْتَغْفِرْ لِي، فَاسْتَغْفَرَ لَهُ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: أَيْنَ تُرِيدُ؟ قَالَ: الْكُوفَةَ، قَالَ: أَلَا أَكْتُبُ لَكَ إِلَى عَامِلِهَا؟ قَالَ: أَكُونُ فِي غَبْرَاءِ النَّاسِ أَحَبُّ إِلَيَّ، قَالَ: فَلَمَّا كَانَ مِنَ الْعَامِ الْمُقْبِلِ حَجَّ رَجُلٌ مِنْ أَشْرَافِهِمْ، فَوَافَقَ عُمَرَ، فَسَأَلَهُ عَنْ أُوَيْسٍ، قَالَ: تَرَكْتُهُ رَثَّ الْبَيْتِ قَلِيلَ الْمَتَاعِ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللّهِ يَقُولُ: يَأْتِي عَلَيْكُمْ أُوَيْسُ بْنُ عَامِرٍ مَعَ أَمْدَادِ أَهْلِ الْيَمَنِ مِنْ مُرَادٍ ثُمَّ مِنْ قَرَنٍ، كَانَ بِهِ بَرَصٌ فَبَرِأَ مِنْهُ، إِلاَّ مَوْضِعَ دِرْهَمٍ، لَهُ وَالِدَةٌ هُوَ بِهَا بَرٌّ، لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللّهِ لأَبَرَّهُ، فَإِنَّ اسْتَطَعْتَ أَنْ يَسْتَغْفِرَ لَكَ فَافْعَلْ، فَأَتَى أُوَيْساً فَقَال اسْتَغْفِرْ لِي، قَالَ: أَنْتَ أَحْدَثُ عَهْداً بِسَفَرٍ صَالِحٍ، فَاسْتَغْفِرْ لِي، قَالَ: لَقِيتَ عُمَرَ؟ قَالَ: نَعَمْ، فَاسْتَغْفَرَ لَهُ، فَفَطِنَ لَهُ النَّاسُ، فَانْطَلَقَ عَلَى وَجْهِهِ، قَالَ أُسَيْرٌ: وَكَسَوْتُهُ بُرْدَةً، فَكَانَ كُلَّمَا رَآهُ إِنْسَانٌ قَالَ: مِنْ أَيْنَ لأِوَيْسٍ هَاذِهِ الْبُرْدَةُ؟).
أخرجه أحمد في مسند العشرة المبشرين بالجنة، والدارمي في المقدمة.
أطراف الحديث: فضائل الصحابة.
معاني الألفاظ: أمداد: جمع مدد، وهو الجماعة من الغزاة الذين يمدون المسلمين في الغزو. البر: حسن المعاملة وكمال الطاعة. … لأبره: لأجابه وجعله باراً في قسمه. غبراء: الضعفاء والصعاليك الذين لا يؤبه بهم. الرث: القديم البالي. أحدث: أقرب.

<<  <  ج: ص:  >  >>