يوم الأربعين أو إعلان الحداد على الميت إذا كان ملكاً أو زعيماً مدة ثلاثة أيام أو سبعة أيام أو أكثر كل ذلك لم يرد فيه أيُّ حديث يدل على الجواز أو على أنه كان معروفاً أيام الرسول الأعظم -صلى الله عليه وسلم- أو أيام خير القرون، فلقد مات رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كما مات بعده الخلفاء الراشدون ولم يحتفل أحداً لواحد منهم في يوم الثالث أو السابع أو الأربعين، كما لم يرد عن أحد أنه أعلن الحداد على أحد منهم بمناسبة موته، وبناءً على ذلك فكل ما يعمله الناس في يوم الثالث أو السابع أو غيره فهو غير مشروع، وهكذا ما يعمله الناس في يوم الوفاة من صنع الطعام للأصدقاء والجيران والأقارب غير مشروع، والمشروع هو العكس هو أن يصنع الأصدقاء والأقارب من الجيران الطعام ويذهبوا إلى أسرة الميت لقوله -صلى الله عليه وسلم- (اصْنَعُوا لِآلِ جَعْفَرٍ طَعَامًا فَإِنَّهُ قَدْ أَتَاهُمْ أَمْرٌ شَغَلَهُمْ) عند أن قتل جعفر ابن أبي طالب -رضي الله عنه- في غزوة موته في السنة الثامنة من الهجرة.
[إعداد أهل الميت الطعام للمعزين مخالفة للمشروع]
س: هل يشرع لأهل الميت أن يصنعوا طعاماً للمعزين؟
جـ: المشروع أن الأقارب والأصدقاء يعملون طعاماً ويهدونه لأهل الميت لانشغالهم بتجهيز الميت وحزنهم عليه لقول النبي -صلى الله عليه وسلم- (اصْنَعُوا لِآلِ جَعْفَرٍ طَعَامًا فَإِنَّهُ قَدْ أَتَاهُمْ أَمْرٌ شَغَلَهُمْ) لا أن يتكلفوا شراء الذبائح وطبخها للمعزين فهذا منهي عنه في حديث جرير ابن عبدالله البجلي بلفظ (كُنَّا نَرَى الِاجْتِمَاعَ إِلَى أَهْلِ الْمَيِّتِ، وَصَنْعَةَ الطَّعَامِ مِنْ النِّيَاحَةِ).
س: هل يجوز الذبح بعد الميت وإقامة الولائم عليه وإقامة رجل على قبره يدرس قرآن لمدة أسبوع أو ثلاثة أيام؟
جـ: إن إطعام أهل الميت الطعام يوم أو يومين أو ثلاثة أيام أو أكثر من ذلك لمن يصل إليهم من الأقارب والأصدقاء والجيران وذلك بذبح الأنعام وأكل الشهي من الطعام كما يعمله أكثر الناس ليس بمشروع ولا جائز لقول جرير بن عبدالله البجلي (كُنَّا نَرَى الِاجْتِمَاعَ إِلَى أَهْلِ الْمَيِّتِ، وَصَنْعَةَ الطَّعَامِ مِنْ النِّيَاحَةِ) ولا شك أن النياحة محرمة شرعاً كما أن قول الصحابي (كنا نعمل كذا وكذا) حكمه حكم المرفوع إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كما تقرر في علم الأصول، والمشروع هو أن الجيران والأصدقاء والأقارب يعدون الطعام لأهل الميت كما جاء في الحديث الصحيح أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال (اصْنَعُوا لِآلِ جَعْفَرٍ طَعَامًا فَإِنَّهُ قَدْ أَتَاهُمْ أَمْرٌ شَغَلَهُمْ) وذلك بعدما قتل جعفر بن أبي طالب شهيداً في غزوة (مؤتة) وأما تلاوة القرآن وإهداء ثواب القرآن إلى الميت ففيه خلاف فمن العلماء من ذهب إلى أن الثواب لا يصل ومن العلماء من ذهب إلى أنه يصل وفضل الله واسع وعطائه جم والمسألة طويلة الذيول قد ألف العلماء فيها رسائل وأبحاث.
س: ما قول العلماء في ما أحدثه كثير من الناس الذين يقيمون المآتم والولائم لمدة عشره أيام بعد الموت والاجتماعات التي يتخللها الذكر والصلاة على النبي؟ وهل يشرع لمن حضر هذه الاجتماعات أن يشاركهم في الأذكار والصلاة لأنه إن لم يشاركهم ادعوا بأنه شاذ وخارج عن العادات؟
جـ: حضور الناس إلى بيوت من أصيبوا بموت قريبهم على الصفة الواردة في السؤال وعلى ما نشاهده في أيامنا هذه وتكليف أهل الميت أنفسهم ما لا يطيقونه من تجهيز اللحم والماء والزاد وغير ذلك لمن يحضر إليهم كل ذلك غير معروف في أيام الرسول -صلى الله عليه وسلم-، والمعروف في عهد النبي -صلى الله عليه وسلم- هو العكس وهو أن الأصدقاء والجيران والإخوان هم يصنعون لأهل الميت الطعام لقول الرسول (اصْنَعُوا لِآلِ جَعْفَرٍ طَعَامًا فَإِنَّهُ قَدْ أَتَاهُمْ أَمْرٌ شَغَلَهُمْ) وكم أفتى المفتي بهذه الفتوى لكن الناس لا يعقلون وعن الحق متعامون ولسنة النبي تاركون ولما كان عليه آباؤهم