للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

البخاري ومسلم وهو صريح في الدلالة على مشروعية صلاة التحية حال خطبة الخطيب يوم الجمعة وبه قال الجمهور من العلماء، وقيل لا يصلي المصلي التحية حال خطبة الخطيب يوم الجمعة بدليل أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال للرجل الذي تخطى رقاب الناس (اجلِس فَقَدْ آذَيْتَ) (١) وقد أجيب عن هذا باحتمال أن المراد اجلس بعد أن تصلي صلاة التحية أو أنه كان قد صلى صلاة التحية.

س: إذا وصل شخص إلى المسجد أثناء خطبة الجمعة هل يؤدي تحية المسجد قبل أن يقعد أو أنه لا يؤديها؟

جـ: من دخل المسجد والخطيب يخطب فيشرع له أن يصلي تحية المسجد ركعتين خفيفتين، لقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم (إِذَا جَاءَ أَحَدُكُمْ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَالْإِمَامُ يَخْطُبُ فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ وَلْيَتَجَوَّزْ فِيهِمَا) (٢).

[عدم مشروعية التسبيح أو التهليل قبيل صلاة الجمعة على الصورة المذكورة في السؤال]

س: يحدث في بعض القرى الريفية حينما يدخل وقت الصلاة وخصوصاً صلاة الجمعة أنه يؤذن للصلاة فيقوم من حضر من المصلين بذكر الله والتسبيح والتهليل ما يقرب من ثلث ساعة، ثم يسكت الناس ويقول لهم إمام الصلاة اهدوا ما قرأتم إلى جميع الأنبياء والأولياء من المسلمين والمسلمات، ثم يقول: الفاتحة تتغشانا وتتغشاهم ويردد الحاضرون قوله هذا عشرين مرة، فهل عملهم هذا مشروع أم أنه غير مشروع؟

جـ: اعلم أنه كان من هدي النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه إذا دخل وقت صلاة الجمعة وهو وقت اختيار صلاة الظهر عقيب الزوال يخرج من بيته إلى المسجد فيشرع المؤذن يؤذن ثم يشرع النبي -صلى الله عليه وسلم- في خطبتي الجمعة الأولى والثانية ويصلي بالمسلمين صلاة الجمعة ثم يخرج النبي -صلى الله عليه وسلم- ويخرج الصحابة معه وليس للحيطان ظل يُستظل به، ولهذا ذهب الجمهور من العلماء إلى أن أول وقت الجمعة هو الوقت الاختياري لصلاة الظهر، وذهب الإمام أحمد بن حنبل واسحاق بن راهوية إلى أن وقت خطبة الجمعة وصلاة الجمعة يدخل قبل وقت صلاة الظهر محتجين بأدلة منها حديث (أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَانَ يُصَلِّي الْجُمُعَةَ حِينَ تَمِيلُ الشَّمْسُ) (٣) وحديث (كُنَّا نُصَلِّي مَعَ


(١) سنن النسائي: كتاب الجمعة: باب النهي عن تخطي رقاب الناس والإمام يخطب. حديث رقم (١٣٨٢) بلفظ (عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُسرٍ قَالَ: كُنْتُ جالِسا إِلَى جانِبِهِ يَوْمَ الْجمُعَةِ، فَقَالَ: جاءَ رَجلٌ يَتَخَطَّى رِقَابَ النَّاس فَقَالَ لَهُ رَسولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: اجلِس فَقَدْ آذَيْتَ). وقد صححه الألباني في صحيح سنن النسائي برقم (١٣٩٨).
أخرجه أبو داود في الصلاة.
(٢) صحيح مسلم: كتاب الجمعة: باب التحية والإمام يخطب. حديث رقم (٨٧٥) بلفظ (عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ جَاءَ سُلَيْكٌ الْغَطَفَانِيُّ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْطُبُ، فَجَلَسَ، فَقَالَ لَهُ: يَا سُلَيْكُ قُمْ فَارْكَعْ رَكْعَتَيْنِ وَتَجَوَّزْ فِيهِمَا، ثُمَّ قَالَ: إِذَا جَاءَ أَحَدُكُمْ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَالْإِمَامُ يَخْطُبُ فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ وَلْيَتَجَوَّزْ فِيهِمَا).
أخرجه البخاري في الجمعة، والترمذي في الجمعة عن رسول الله، والنسائي في الجمعة، وأبو داود في الصلاة، وابن ماجة في إقامة الصلاة والسنة فيها، وأحمد في باقي مسند المكثرين، والدارمي في الصلاة.
أطراف الحديث: الجمعة.
معاني الألفاظ: التجوز: التخفيف.
(٣) صحيح البخاري: كتاب الجمعة: باب وقت الجمعة إذا زالت الشمس. حديث رقم (٩٠٤) بلفظ (عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَانَ يُصَلِّي الْجُمُعَةَ حِينَ تَمِيلُ الشَّمْسُ).
أخرجه الترمذي في الجمعة، وأبو داود في الصلاة، وأحمد في باقي مسند المكثرين.

<<  <  ج: ص:  >  >>