للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

س: يوجد رجل تعدى حدا من حدود الله في كبيرة من الكبائر وهو لا يعلم، فما حكمها؟

جـ: يتوب إلى الله فباب التوبة مفتوح لكل من طرقه لا فرق بين ذنب وذنب فغفران الله يعم الصغير والكبير لقوله تعالى {قُلْ يَاعِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ … الرَّحِيمُ … (٥٣) وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ (٥٤) وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ (٥٥) أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَاحَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ … لَمِنَ السَّاخِرِينَ (٥٦) أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنْتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ (٥٧) أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ} (١).

[جواز الدعاء بالمغفرة لقاتل نفسه ولكل عاص لله تعالى]

س: هل يجوز الدعاء بالرحمة للمسلم المنتحر (قاتل نفسه)؟ وهل يخلد في النار؟

جـ: لا مانع من الدعاء لكل من مات من المسلمين ولو كان عاصيا، علما أن الحديث الصحيح مصرح بأنه سيعذب بما قتل به نفسه (أتِيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِرَجُلٍ قَتَلَ نَفْسَهُ بِمَشَاقِصَ، فَلَمْ يُصَلِّ عَلَيْهِ) (٢).

س: هل يجوز تلاوة القرآن والتالي مستلقياً على ظهره بدون أيِّ عذر يبرر هذا العمل؟

جـ: اعلم بأنه لا مانع من قراءة القرآن في الوقت الذي يكون القارئ فيه مستلقياً على ظهره ولكن الأفضل أن يكون القارئ قاعداً مستقبلاً القبلة، هذا والجدير بالذكر أنه ورد في حديث نبوي صحيح أن النبي -صلى الله عليه وسلم- نهى الرجل أن يستلقي على ظهره كما ورد حديث صحيح عن النبي المعصوم -صلى الله عليه وسلم- أنه رؤي في المسجد مستلقياً على ظهره وقد جمع العلماء بين الحديثين بأن النهي إذا كان المستلقي لابساً ثوباً قصيراً يخشى معه أن تنكشف عورته إذا استلقى على ظهره والجواز إذا كان عليه ثوب سابغ أو ثوبان أو كان لابساً سراويل بحيث أنه لا يخشى انكشاف عورته.

س: أفيدونا كيف يكون الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في مجتمع لا يصغي إلى الإرشاد والتوجيه؟

جـ: الأدلة قد دلت على أن الإنسان ينهى عن المنكر بيده فإذا لم يستطيع فينهى عنه بلسانه فإذا لم يستطع فينهى بقلبه وهو أضعف الإيمان منها حديث (مَنْ رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَرًا فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ. فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ، وَذَلِكَ أَضْعَفُ الْإِيمَانِ) (٣).


(١) - الزمر: آية (٥٣ - ٥٨)
(٢) - صحيح مسلم: كتاب الجنائز: باب ترك الصلاة على قاتل نفسه. حديث رقم (٢٢٥٩) بلفظ (عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ، قَالَ: أُتِيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِرَجُلٍ قَتَلَ نَفْسَهُ بِمَشَاقِصَ، فَلَمْ يُصَلِّ عَلَيْهِ).
أخرجه الترمذي في الجنائز، والنسائي في الجنائز، وابن ماجة في ماجاء في الجنائز، وأحمد في أول مسند البصرين.
(٣) - صحيح مسلم: كتاب الإيمان: باب بيان النهي عن المنكر من الإيمان. حديث رقم (١٧٥) بلفظ (عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ وَهَذَا حَدِيثُ أَبِي بَكْرٍ قَالَ أَوَّلُ مَنْ بَدَأَ بِالْخُطْبَةِ يَوْمَ الْعِيدِ قَبْلَ الصَّلَاةِ مَرْوَانُ، فَقَامَ إِلَيْهِ رَجُلٌ فَقَالَ: الصَّلَاةُ قَبْلَ الْخُطْبَةِ فَقَالَ قَدْ تُرِكَ مَا هُنَالِكَ فَقَالَ أَبُو سَعِيد: أَمَّا هَذَا فَقَدْ قَضَى مَا عَلَيْهِ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: مَنْ رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَرًا فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ، وَذَلِكَ أَضْعَفُ الْإِيمَانِ).
أخرجه البخاري في الجمعة، والترمذي في الفتن، والنسائي في الإيمان وشرائعه، وأبو داود في الصلاة، وابن ماجة في الفتن، وأحمد في باقي مسند المكثرين.

<<  <  ج: ص:  >  >>