نتيجة بل بالعكس تجعله يعتقد صحة ما جاء فيها في حين أنه لا أصل لها في الواقع، ولا يتصور من أيِّ عاقل أن يصدق بعض ما جاء فيها إلا إذا ضحى بعقله الذي ميزه الله به لكي يعرف الصدق من الكذب والممكن من المستحيل.
[فائدة كتاب المستطرف من الناحية الأدبية أكثر من الناحية الحديثية]
س: ما قول العلماء في كتاب (المستطرف في كل فن مستظرف) للابشيهي وما جاء فيه من الأحاديث المنسوبة إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؟
جـ: كتاب (المستطرف في كل فن مستظرف) للابشيهي هو من أحسن المؤلفات في الأدب، وفيه أمثال وحكم وقصص وأبيات شعرية وأخبار ولطائف، كما أن فيه بعض أحاديث منسوبة إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لم تصح عن النبي -صلى الله عليه وسلم- فعلى من سيطالع فيه التحري ولا يصدق ما جاء فيه من الأحاديث كلها ولا يكذبها بل عليه أن يراجعها في كتب الحديث أو يسأل المختصين في علم الحديث عنها، ومثله كتاب (نزهة المجالس) تأليف عبدالرحمن الصفوري فإن مؤلفه رحمه الله قد ملئه بالموضوعات من الأحاديث مما لا يدخل تحت الحصر وبه حكايات لا أصل لها، وكذلك كتاب (بدائع الزهور) الذي ألفه ابن إياس المصري في أخبار الأنبياء فيه أخبار باطلة وخرافات إسرائيلية، وكذلك (سيرة البكري) قال ابن حجر الهيثمي عنها في الفتاوى الحديثية لا يجوز قراءتها لأن أغلبها باطل وكذب واختلاق فيحرم الكل حيث أنه لم يميز المؤلف بين الصحيح والباطل، وكذلك كتاب (الروض الفائق في المواعظ والرقائق) للحرييفش فيه الكثير من الموضوع، وكتاب (قرة العيون ومفرح القلب المحزون) للسمرقندي نص على ذلك العلامة محمد بن البشير ظافر الأزهري في كتابه تحذير المسلمين من الأحاديث الموضوعة على سيد المرسلين.
س: ما مدى صحة الأحاديث الواردة في كتاب (الروض الفائق في المواعظ والرقائق) وفي أمثالهما من الكتب؟
جـ: اعلم بأن كتاب (بدائع الزهور في وقائع الدهور) التي لا يثق العلماء المجتهدون بما فيه لأن غالب ما فيه مستند إلى ما جاء في الإسرائيليات وقد أمرنا النبي -صلى الله عليه وسلم- بأن لا نصدقهم ولا نكذبهم، وكذلك مثله كتاب (نفائس العرائس) للثعلبي لا ينبغي تصديق ما فيه ولا تكذيبه أيضا لأن أكثر ما فيه من الإسرائيليات وقد نقل الكثير مما في هذين الكتابين من القصص الواردة في كتب التفسير. العلامة الدكتور (محمد أبو شهية) في كتابه القيم (الإسرائيليات والموضوعات في كتب التفسير) وهكذا أقول: في كتاب (الروض الفائق في المواعظ والرقائق) هو من الكتب التي احتوت على بعض الأحاديث التي لم تصح عند الحفاظ، والأولى لمن أراد أن يطالع كتاباً يفيده فليطالع كتاب (رياض الصالحين) للإمام النووي رحمه الله فهو أفضل وأحسن بكثير من الروض الفائق.
س: ما رأي علماء السنة في ما في كتاب (قرة العيون) وكتاب (تنبيه الغافلين) من الأحاديث الصحيحة أم لا؟
جـ: كتاب (قرة العيون) جامع الأحاديث الصحيحة والضعيفة والموضوعة، وكذا (تنبيه الغافلين) فهو قد جمع بين الأحاديث الصحيحة والضعيفة الموضوعة إلا أن في الطبعة الأخيرة قد كتب عليه تخريج مختصر طبع في أسفل الصفحات بُيِّن فيه الصحيح والضعيف والموضوع، وأنا أحثكم على مطالعة (رياض الصالحين) للنووي الذي قد طبع عدة مرات وأحسن طبعة التي خرَّجها حافظ العصر (محمد ناصر الدين الألباني) حفظه الله ويليها الطبعة التي طبع في أسفل الكتاب (دليل الفالحين شرح رياض الصالحين) لابن علان رحمه الله.