للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

س: هل يشرع التهليل والتكبير بعد صلاة الفجر في مكبرات الصوت أم أنه غير مشروع؟

جـ: لا يشرع التهليل والتكبير على الصفة المذكورة في السؤال بعد صلاة الفجر لأنه سيكون مخالفاً لقول الله تعالى {وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ وَلَا تَكُنْ مِنَ الْغَافِلِينَ} (١) ومخالفاً لقوله -صلى الله عليه وسلم- (أَلَا إِنّ كُلّكُمْ مُنَاج رَبّهُ، فَلَا يُؤْذِيَنّ بَعْضُكُمْ بَعضاً، وَلَا يَرفَعُ بَعضُكُم عَلَى بَعْضٍ في الْقِرَاءَةِ أَوْ قالَ فِي الصلاة) (٢) فإذا كان النبي قد نهى عن تلاوة الآيات القرآنية خشية من التشويش على غيره ممن يقرأ في غير الميكرفون فبالأولى من يكبر ويهلل في الميكرفون حتى يشوش على من يصلي في الجماعة الثانية، ورأيي أن يكون التكبير والتهليل بعد هذه الصلاة وغيرها بصوت خافت.

[عدم مشروعية تقبيل اليد عقيب قراءة الفاتحة أو الدعاء]

س: هل يجوز تقبيل اليد عقب قراءة الفاتحة أو الدعاء أم لا؟

جـ: اعلم بأن تقبيل اليد عقب قراءة الفاتحة أو الدعاء لم يرد فيه عن النبي -صلى الله عليه وسلم- حديث صحيح يدل على مشروعيته، وأما مسح الوجه بالدعاء ونحوه فقد ورد فيه عدة أحاديث ولكنها لا تخلو من مقال ولذلك اختلف العلماء في مشروعية المسح فمنهم من قال بمشروعيته، ومنهم من لم يقل بمشروعيته لضعف طرق هذا الحديث الذي هوبلفظ (كان رَسولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- إذا رفعَ يديهِ في الدُّعاءِ لمْ يحطَّهُما حتَّى يمسحَ بهمَا وجهَهُ) (٣).

[استحباب قراءة آية الكرسي عقيب الصلوات المكتوبة]

س: هل تشرع قراءة آية الكرسي بعد الانتهاء من الصلاة جهراً أم سراً؟ وأيهما أفضل؟ وهل المصافحة بعد صلاة الفجر والعصر سنة ثابتة عن النبي الأعظم صلوات الله وسلامة عليه أم لا؟

جـ: قراءة آية الكرسي من السنن التي رغب فيها النبي -صلى الله عليه وسلم- في حديث (من قرأ آية الكرسي في دبر كل صلاة


(١) - الأعراف: آية (٢٠٥).
(٢) - سنن أبي داود: كتاب الصلاة: باب رفع الصوت بالقراءة في صلاة الليل. حديث رقم (١٣٣٠) بلفظ (عن أبي سعِيدٍ قال: اعْتَكَفَ رَسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- في المَسجدِ فَسمِعَهُمْ يَجهَرُونَ بالْقِرَاءَة، فَكَشَفَ الستْرَ وَقالَ: أَلَا إِنّ كُلّكُمْ مُنَاج رَبّهُ، فَلَا يُؤْذِيَنّ بَعْضُكُمْ بَعضاً، وَلَا يَرفَعُ بَعضُكُم عَلَى بَعْضٍ في الْقِرَاءَةِ أَوْ قالَ فِي الصلاة) صححه الألباني في صحيح الجامع الصغير برقم (٢٦٣٩).
أخرجه أحمد في باقي مسند المكثرين.
معاني الألفاظ: الاعتكاف: المكوث في المسجد بنية العبادة. التناجي: محادثة الغير سراً.
(٣) - سنن الترمذي: كتاب الدعوات عَنْ رَسولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: باب ما جاءَ في رفعِ الأيدي عندَ الدُّعاء. حديث رقم (٣٤٤٦) بلفظ (عن سالمِ بنِ عبدِ اللَّهِ عَنْ أبيهِ عَنْ عُمرَ بنِ الخطَّابِ قَالَ: كان رَسولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- إذا رفعَ يديهِ في الدُّعاءِ لمْ يحطَّهُما حتَّى يمسحَ بهمَا وجهَهُ) صعفه الألباني في ضعيف سنن الترمذي بنفس الرقم.
انفرد به الترمذي.
وفي صحيح البخاري: كتاب فضائل القرآن: باب فضل المعوذات. حديث رقم (٥٠١٧) بلفظ (عن عَائِشَةَ، أَنّ النّبيّ -صلى الله عليه وسلم- كَانَ إِذَا أَوَى إِلَى فِرَاشِهِ كُلّ لَيْلَةٍ جمَعَ كَفّيْهِ ثُمّ نَفَثَ فِيهِمَا فَقَرَأَ فِيهِمَا قُلْ هُوَ الله أَحَدٌ، وَقُلْ أَعُوذُ بِرَبّ الْفَلَقِ، وَقُلْ أَعُوذُ بِرَبّ النّاس، ثُمّ يَمْسحُ بِهِمَا مَا استَطَاعَ مِنْ جسدِهِ، يَبْدَأَ بِهِمَا عَلَى رَأْسهِ وَوَجهِهِ وَمَا أَقْبَلَ مِنْ جسدِهِ، يَفْعَلُ ذَلِكَ ثَلَاثَ مَرّاتٍ).
أخرجه مسلم في السلام، وأبو داود في الطب، وابن ماجة في الطب، وأحمد في باقي مسند الأنصار، ومالك في الجامع.
أطراف الحديث: المغازي، فضائل القرآن، الطب، الدعوات.
معاني الألفاظ: النفث: النفخ بلا ريق.

<<  <  ج: ص:  >  >>