للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بن ثابت أن يتعلم لغة اليهود لكي يترجم للنبي صلى الله عليه وآله وسلم ما يصل إليه) والأمر أعظم من الترغيب في تعليم اللغة الأجنبية.

[س: ما صحة حديث (من حفظ لغة قوم أمن مكرهم)؟]

جـ: هذا الحديث قد نص الحافظ (الألباني) على عدم وجوده في كتب الحديث، ولكن قد جاء في كتب الحديث ما يدل على معنى هذا الحديث وهو أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم (أمر زيد بن ثابت أن يتعلم لغة اليهود) بل إن معنى هذا الحديث أقوى من قولهم (من حفظ لغة قوم أمن مكرهم) لأن الحديث الذي صرح أن رسول الله (أمر زيد بن ثابت) يدل على أن تعلم اللغة الأجنبية (واجب على الكفاية) وهو ابلغ من الترغيب في حفظ اللغة، والله ولي الهداية والتوفيق.

س: قرأت حديثاً في كتاب (إحياء علوم الدين) لأبي حامد الغزالي قال قال صلى الله عليه وآله وسلم (من عشق فعف فكتم فمات فهو شهيد) ما صحة هذا الحديث؟

جـ: حديث (من عشق فعف فكتم فمات) مات شهيداً أخرجه الحاكم وفي سنده ضعف ولذا حكم الجمهور من الحفاظ بأنه حديث ضعيف بل ذهب أبن القيم إلى أنه (موضوع).

س: سمعنا من بعض الناس أن (من مات بصاعقة فهو شهيد) وأورد حديثاً قدسياً يقول (من مات بسيفي فهو ضيف) فهل هذا الحديث صحيح ومن أخرجه من المحدثين؟

جـ: اعلم بأن الشهداء الذين نص عليهم صلوات الله وسلامه عليه هم محصورون ولا أعرف دليلاً على أن من مات بالصاعقة يسمى شهيداً شرعاً فمن زعم أن من مات بالصاعقة فهو شهد فعليه البرهان الصحيح الصريح الخالي عن المعارضة، والحديث القدسي الذي جاء في السؤال بلفظ (من مات بسيفي فهو ضيفي) لم أطلع عليه، فعلى من قال بأن الله سبحانه وتعالى قد أخبرنا بأن من مات بسيفه فهو ضيفه أو أن النبي عليه الصلاة والسلام قد حكى عن الله عز وجل أنه قال هذا القول فعليه أن يذكر المصدر الذي نقل منه هذا الحديث والمخرج الذي أخرجه والصحابي الذي رواه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم وعلى فرض صحة هذا الحديث فليس فيه دلالة على أن المصعوق يسمى شهيداً شرعاً.

س: قرأت حديثاً يقول (نحن معاشر الأنبياء لا نرث ولا نورث) وإذا كان الحديث صحيحاً فما الحكمة من وراء عدم توريث الأنبياء عليهم السلام لأولادهم وأهليهم؟ وهل يستوي في ذلك جميع الأنبياء والرسل من بداية آدم عليه السلام إلى نهاية خاتم الأنبياء (محمد صلى الله عليه وآله وسلم) نرجو رداً شاملاً شافياً؟

جـ: حديث (نحن معاشر الأنبياء لا نرث ولا نورث) لا وجود له في كتب السنة بهذا اللفظ كما لا وجود في كتب السنة له بلفظ (نحن معاشر الأنبياء لا نورث) كما نص على عدم وجوده بهذا اللفظ الأخير العلامة (الضمدي) في تخريج كتاب شفاء الأوام تأليف الأمير الحسين بن محمد رحمه الله، أما اللفظ الصحيح في هذا الحديث فهو أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال (لَا نُورَثُ، مَا تَرَكْنَا صَدَقَةٌ) (١)


(١) - صحيح البخاري: كتاب المغازي: باب حديث بني النضير. حديث رقم (٣٧٣٠) بلفظ (عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ فَاطِمَةَ عَلَيْهَا السَّلَام وَالْعَبَّاسَ أَتَيَا أَبَا بَكْرٍ يَلْتَمِسَانِ مِيرَاثَهُمَا أَرْضَهُ مِنْ فَدَكٍ وَسَهْمَهُ مِنْ خَيْبَرَ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: لَا نُورَثُ، مَا تَرَكْنَا صَدَقَةٌ، إِنَّمَا يَأْكُلُ آلُ مُحَمَّدٍ فِي هَذَا الْمَالِ، وَاللَّهِ لَقَرَابَةُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَحَبُّ إِلَيَّ أَنْ أَصِلَ مِنْ قَرَابَتِي).
أخرجه مسلم في الجهاد والسير، والنسائي في قسم الفيء، وأبو داود في الخراج والإمارة والفيء، وأحمد في مسند العشرة المبشرين بالجنة، وباقي مسند الأنصار، ومالك في الجامع.
أطراف الحديث: المناقب، المغازي، الفرائض.
معاني الألفاظ: الصدقة: الزكاة.

<<  <  ج: ص:  >  >>