للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[تحريم تعليق الصور المجسمة في المنازل]

س: ما حكم تعليق الصور المجسمة والغير مجسمة في المنازل وغيرها؟

جـ: الظاهر أن الصور غير المجسمة لا مانع منها، أما المجسمة فلعلها تشبه الأصنام فتكره والله أعلم {وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ} (١).

[تحريم تصوير المرأة في كامل زينتها وتحميض صورها في الاستديو]

س: ما هو حكم الشرع في أن تتصور امرأة مع زوجها ثم يذهبون بالفيلم إلى استديو التصوير للتحميض وجسد المرأة عاريا؟

جـ: لا يجوز ولا ينبغي.

[تحريم التفاخر بالأنساب ومشروعية التفاضل بالتقوى]

س: توجد تقاليد لدى بعض الناس بأن من يقوم بأعمال غزل ونسيج صوف أو يحترف صناعه الفخار أو بحلاقة الشعر وأمثالها كالدباغة والذباحة وما شابههما أنه قليل اصل وأنه ليس من أبناء الأصول، فما موقف الإسلام من هذه العادة؟

جـ: اعلم أن الشريعة الإسلامية لا تفرق بين أحد من الناس بحسب المهنة أو العمل، ولا فرق في الدين الإسلامي بين التاجر والفلاح والزارع والدلال والموظف والحلاق والحجام والجزار والصائغ فهم جميعاً أمام الله سواء مهما استووا في العلم وتقوى الله وحسن الخلق قال الله تعالى {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} (٢) وقال {قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ} (٣) وقال {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ} (٤) وجاء في السنة النبوية (يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَلَا إِنَّ رَبَّكُمْ وَاحِدٌ، وَإِنَّ أَبَاكُمْ وَاحِدٌ، أَلَا لَا فَضْلَ لِعَرَبِيٍّ عَلَى أَعْجَمِيٍّ وَلَا لِعَجَمِيٍّ عَلَى عَرَبِيٍّ، وَلَا لِأَحْمَرَ عَلَى أَسْوَدَ وَلَا أَسْوَدَ عَلَى أَحْمَرَ إِلَّا بِالتَّقْوَى) (٥) كما جاء فيها قول النبي -صلى الله عليه وسلم- (يَا بَنِي بَيَاضَةَ أَنْكِحُوا أَبَا هِنْدٍ وَأَنْكِحُوا إِلَيْهِ) (٦) أي زوجوه وتزوجوا بإحدى قرائبه من النساء كما جاء عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال للأولياء (إِذَا خَطَبَ إِلَيْكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ دِينَهُ وَخُلُقَهُ فَزَوِّجُوهُ إِلَّا تَفْعَلُوا تَكُنْ


(١) - يوسف: آية (٧٦)
(٢) الحجرات: آية (١٣).
(٣) الزمر: آية (٩).
(٤) افاطر: آية (٢٨).
(٥) مسند أحمد: كتاب باقي مسند الأنصار: باب حديث رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. حديث رقم (٢٢٢٩١) بلفظ (عَنْ أَبِي نَضْرَةَ حَدَّثَنِي مَنْ سَمِعَ خُطْبَةَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي وَسَطِ أَيَّامِ التَّشْرِيقِ فَقَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَلَا إِنَّ رَبَّكُمْ وَاحِدٌ، وَإِنَّ أَبَاكُمْ وَاحِدٌ، أَلَا لَا فَضْلَ لِعَرَبِيٍّ عَلَى أَعْجَمِيٍّ وَلَا لِعَجَمِيٍّ عَلَى عَرَبِيٍّ، وَلَا لِأَحْمَرَ عَلَى أَسْوَدَ وَلَا أَسْوَدَ عَلَى أَحْمَرَ إِلَّا بِالتَّقْوَى، أَبَلَّغْتُ؟ قَالُوا: بَلَّغَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ قَالَ: أَيُّ يَوْمٍ هَذَا؟ قَالُوا: يَوْمٌ حَرَامٌ، ثُمَّ قَالَ: أَيُّ شَهْرٍ هَذَا؟ قَالُوا: شَهْرٌ حَرَامٌ، قَالَ ثُمَّ قَالَ: أَيُّ بَلَدٍ هَذَا؟ قَالُوا: بَلَدٌ حَرَامٌ، قَالَ: فَإِنَّ اللَّهَ قَدْ حَرَّمَ بَيْنَكُمْ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ قَالَ: وَلَا أَدْرِي قَالَ أَوْ أَعْرَاضَكُمْ أَمْ لَا، كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا، فِي شَهْرِكُمْ هَذَا، فِي بَلَدِكُمْ هَذَا، أَبَلَّغْتُ؟ قَالُوا: بَلَّغَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: لِيُبَلِّغْ الشَّاهِدُ الْغَائِبَ) صححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب برقم (٢٩٦٣).
انفرد به.
معاني الألفاظ: أيام التشريق: الأيام الثلاثة التي تلي يوم عيد الاضحى.
(٦) سنن أبي داود: كتاب النكاح: باب في الأكفاء. حديث رقم (١٧٩٨) بلفظ (عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ أَبَا هِنْدٍ حَجَمَ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- فِي الْيَافُوخِ، فَقَالَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم-: يَا بَنِي بَيَاضَةَ أَنْكِحُوا أَبَا هِنْدٍ وَأَنْكِحُوا إِلَيْهِ، وَقَالَ وَإِنْ كَانَ فِي شَيْءٍ مِمَّا تَدَاوُونَ بِهِ خَيْرٌ فَالْحِجَامَةُ) حسنه الألباني في صحيح سنن النسائي برقم (٢١٠٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>